إلى كل من علمني . . ثم بلغ سن التقاعد ..
أَبْحَرْتَ . . حَتَّى إنـَّـكَ القُبْطَانُ
وَهَطَلْتَ . . حَتَّى اهتَزَّتِ الوِدْيَانُ
وَعَبَرْتَ قَنْطَرَةَ العَطَاءِ مُظَفَّرًا
وَ(الأَرْبَعُونَ) عَلَى الذُّرَى تِيجَانُ
تَتَنَافَسُ الأَلْوَانُ في مَرْجَانِهَا
مِنْ أينَ لِي يَا سيِّدِي المَرْجَانُ؟!
مِنْ أَيْنَ أُهْدِيكَ البَيَانَ ؟! وكُلُّ مَا
في جُعْبَتِي دَيْنٌ لَكُمْ ورِهَانُ
مِنْ أَيْنَ ؟ والحَرْفُ الذِّي أَشْدُو بهِ
نَسَجَتْهُ مِنْكَ جوانِحٌ ولِسَانُ
لِي مِنْ قَصِيدِي وَرْدَةٌ مَفْتُونَةٌ
بعَواطِفِي ، ولَكَ الجَنَى الفَتَّانُ
يَا مَنْ عَلَى كَفَّيْكَ يَخْضَرُّ المَدَى
وعَلَى لِسَانِكَ يُشْرِقُ القُرْآنُ
وعَلَى جَنَاحَيْكَ الَحَضَارَةُ حَلَّقَتْ
وعَلَى ذِرَاعِكَ تُعْمَرُ الأوْطَانُ
يَا وارِثَ الأنـْـوَارِ مِنْ قَبَسِ الهُدَى
الأرضُ تَبْحَثُ عَنْكَ والإِنـْسَانُ
آوَتْهُمَا الظَّلْمَاءُ في جِلْبَابهَا
وسَقَاهُمَا مِنْ بيدِهِ الصَّدْيَانُ
وَحَنَا الخَرِيفُ عَلَى الرَّوابي فَانـْبَعِثْ
يَا فَجْرُ . . يَا يُنْبُوعُ . . يَا نَيْسَانُ
أَهْدَتْ لَكَ السِّتونَ ذَوْبَ رَحِيقِهَا
فانـْشُرْ شَذَاهَا أَيُّهَا البُسْتَانُ
يَا أَيُّهَا القِنْدِيلُ نُورُكَ مَا خَبَا
لـمَّا تَأَلَّقَ حَوْلَكَ الفِتْيَانُ
فَهُمُ الشُّعَاعُ وأَنْتَ نَبْعُ ضِيَائِهِمْ
وَهُمُ الشِّرَاعُ . . وَقَلْبُكَ الرُّبَّانُ
وهُمُ الأَرِيجُ يَضُوعُ مِنْ رَوْضَاتِكُمْ
وهُمُ إِذَا نَادَى العُلاَ الفُرْسَانُ
يتَـوهَّجُونَ . . وَأَنْتَ قَادِحُ زِنـْـدِهِمْ
وإِذَا رَمَوا . . فَالسَّهْمُ والـمُرَّانُ
وإِذَا جَنَوا مَجْدًا جَنَيْتَ سَعَادَةً
وإِذَا كَبَوا . . فَأُبُوَّةٌ وَحَنَانُ
يا مَنْ بَذَلْتَ لَهُمْ شَبَابَكَ كُلَّهُ
رَبحَتْ خُطَاكَ وَجَادَكَ الرَّحْمَنُ
تَسْرِي بكَ الأَيَّامُ واسْمُكَ كَامِنٌ
فَإِذَا وَقَفْتَ . . تَلَفَّتَتْ أَزْمَانُ
وَتَكَشَّفَتْ سُجُفٌ وَرَفَّتْ أَحْرُفٌ
كَالشَّمْسِ تَخْبُو حَوْلَهَا النِّيرَانُ
ظَنُّوا بمَرِّ الدَّهْرِ يُطْوَى ذِكْرُكُمْ
خَابُوا ، وَخَابَ الظَّنُّ والنِّسْيَانُ
في كُلِّ ذَاكِرَةٍ نَقَشْتَ قَصِيدَةً
اللَّفْظُ فِيهَا أَنـْتَ والأَوْزَانُ
وعَلَى شِفَاهِ الجِيلِ شَهْدُ حَدِيثِكُمْ
يُرْوَى فَيَرْوِي الدَّهْرُ والعِرْفَانُ
حَمَلَتْكَ مَرْكَبَةُ الوَفَاءِ فَطِرْ بهَا
أَنـَّـى أَرَدْتَ فَكُلُّنَا أَفْنَانُ
وَدَعَتْكَ حَبَّاتُ القُلُوبِ فَعِشْ بهَا
مَا شَاءَ حُبُّكَ ، واسْتَلَذَّ جَنَانُ
باللهِ يَا ( رَمْزَ ) العَطَاءِ تَرَفُّقًا
فَلَقَدْ يَضِيقُ عَنِ الشُّعُورِ بَيَانُ
ولَقَدْ طَمِعْتُ بأَنْ أَصُوغَ مَشَاعِرِي
دُرَرًا، وَلَكِنْ خَانَنِي التِّبْيَانُ
يَا سَيِّدِي عَفْوَ الأُبُوَّةِ . . إِنَّ مَا
في جُعْبَتِي دَيْنٌ لَكُمْ وَرِهَانُ
القصيدة مهداة للأستاذ المربي حمد بن أحمد البوعلي في حفل تقاعده.
الأحساء : 13/7/1416هـ
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.