حكم الاحتفال بعيد الحب

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله الأطهار وأصحابه الأبرار.

أما بعد: عباد الله أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله وطاعته؛ استجابةً لأمر الله جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 1.2].

أيها الإخوة المؤمنون:

في مجتمعنا الآمن، المجتمع الذي يملؤه الحب الصادق، وتسوده الألفة في العلاقات الأسرية إلى حد كبير، بدأت تظهر عادات غريبة على فئة قليلة من فتياننا وفتياتنا، وذلك بتأثير بعض القنوات الفضائية؛ وحيث إن بعض الناس قد أُصيب بمرض التقليد وخاصة لأولئك الذين تفوقوا صناعيًّا، فإن حمى التبعية سرعان ما تنتشر لاسيما في الشباب الفارغ من الأهداف العليا، والنساء قليلات الثقافة، وذلك من علامات الانهزامية.

في العام الماضي في مثل هذا الشهر الإفرنجي وفي الرابع عشر منه خصوصًا دخلت مجموعات من فتياتنا المسلمات في جامعات العالم الإسلامي المختلفة قاعات المحاضرات، وقد ارتدت كل واحدة منهن فستانًا أحمر، وألصقت على جسدها رسومًا لقلوب حمراء، بعد أن وضعت مساحيق التجميل الحمراء على وجهها، وبدأن يتبادلن التهاني والهدايا ذات اللون الأحمر، مع القبلات الحارة، وعبارات الغرام الساخنة احتفالاً بما يسمونه عيد الحب، أو عيد فالنتين.

وفي هذا العام بدأت الفضائيات المنحلة تروّج لهذه الفتنة، وتنشرها بين الشباب والشابات، وفي الوقت نشطت شركات الابتزاز الإعلامي في تصدير كل الأدوات الحمراء المناسبة لهذه المناسبة السنوية بقوة. مستغلة الهزيمة النفسية الكبرى التي مُنِيَ بها هذا الجيل أمام سطوة الإعلام الغربي والمتغرب على أعصابه، والذي راح يرى فيه القدوة في كل شيء، فأقبل على تقليده في مظاهر حياته، وحب التقليد موجود في النفوس بطبيعتها، ولكنه ممقوت شرعًا، إذا كان المقلد يخالفنا في اعتقاده وفكره خاصة فيما يكون عقديًّا أو تعبديًّا، أو يكون شعارًا أو عادة. ودليل ذلك الحديث الذي رواه أَبو وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ أَنَّهُمْ خَرَجُوا عَنْ مَكَّةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حُنَيْنٍ قَالَ: وَكَانَ لِلْكُفَّارِ سِدْرَةٌ –أي شجرة- يَعْكُفُونَ عِنْدَهَا وَيُعَلِّقُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُمْ يُقَالُ لَهَا ذَاتُ أَنْوَاطٍ، قَالَ: (فَمَرَرْنَا بِسِدْرَةٍ خَضْرَاءَ عَظِيمَةٍ، قَالَ: فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلْتُمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى: (اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةً قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ)، إِنَّهَا لَسُنَنٌ لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ سُنَّةً سُنَّةً) رواه الترمذي وصححه الألباني.

ولما ضعف المسلمون في هذا الزمان ازدادت تبعيتهم لأعدائهم، وراجت كثير من المظاهر الغربية سواء أكانت أنماطًا استهلاكية أو تصرفات سلوكية، ومن هذه المظاهر الاهتمام بعيد الحب هذا، وهو عيد نصراني المنشأ. فهل أصبحت الأمة واهنة إلى هذا الحدّ، أبعْدَ أن كان رجال الكنيسة في الغرب يبكون على أعوادهم وهم يخطبون ويتحسرون على شبابهم الذي كان يقلد المسلمين في لباسه وهيئته ولغته، ويسعى إلى تقليده في كل شئون حياته، يدور الزمان دورته فتعود الأمة القائدة مقودة، والعزيزة ذليلة، ويعود خطباء المسلمين ليقوموا بالدور نفسه ليبكوا شبابًا تاه في دروب الرذيلة، واستسلم لشباك صياديه.

ها نحن أولاء ما بين الفينة والفينة تفاجئنا فتنة جديدة، مجلوبة بكل تفاصيلها وآهاتها من بنوك الاستهتار بالحياة في أوروبا، لتضيف إلينا رصيدًا جديدًا من المهانة والتبعية.

فبينما يستقبل كثير من شبابنا عيدي الفطر المبارك والأضحى بالنوم والكسل، تهب أجسادهم بنشاط غريب، ويبذلون الأموال من أجل الاحتفال بعيد مصنع في بلاد اليهود والنصارى، عيد يسمونه عيد الحب، ويرون أنه احتفال بالحب، بالصدق، ويهتفون: إنه يوم فالنتاين، ولو سألت أحد شبابنا وشاباتنا عن معنى هذه الكلمة، لسمعت ما يضحكك ويبكيك في آنٍ واحد، إنهم يجهلون ما يقلدون، ويجهلون ما به يطربون، ولكن إذا كان هذا الأمر قادم من الغرب، فلا بأس؛ لأنها تعني عندهم التقدم.

أيها الأحبة في الله:

إن فالنتين هذا قسيس نصراني عاش في القرن الثالث الميلادي، وفي اليوم الرابع عشر من شهر فبراير عام مائتين وسبعين للميلاد، قام إمبراطور الرومان بإعدامه حين عارض أمره بعقد قران الجنود، فكان يتم هذه العقود سرًّا، فاكتُشف أمره، وحُكم عليه بالإعدام، وفي السجن تعرف ابنة السجان، التي كانت تزوره متخفية، مصطحبة معها وردة حمراء لإهدائها له، فوقع في حبائل حبّها وغرامها، وخرج على تعاليم شريعته النصرانية التي تحرم على القساوسة الزواج أو عقد العلاقات العاطفية، ثم إن الإمبراطور قد دعاه إلى عبادة آلهة الرومان مقابل العفو عنه، ولكنه رفض ذلك، وثبت على نصرانيته، فأمر الحاكم يتنفيذ حكم الإعدام فيه، وقبل أن يُعدم أرسل لمعشوقته بطاقة مكتوبًا عليها (من المخلص فالنتاين)، وذلك بعد أن تنصرت وعدد من أقاربها. والنصرانية التي كان يؤمن بها تؤلِّه عيسى عليه السلام بل ترى أنه هو الإله الحق.

ومن حينها أطلق النصارى عليه لقب قديس؛ لأنه فدى النصرانية بروحه، وشفعوا له خطيئته ووقوعه في الحب بسبب ثباته على دينه، وقاموا بإحياء ذكراه في هذا اليوم من كل عام، وأصبح عشاقهم يتبادلون في هذا اليوم الهدايا والورود الحمراء وبطاقات تحمل صورة (كيوبد) الطفل المجنح الذي يحمل قوسًا ونشابًا، والذي يمثل إله الحب لدى الرومان، ومن ذلك التاريخ وإلى هذا اليوم والنصارى يحيون هذه الذكرى ويسمونها عيد الحب.

إذا تبينت هذه الحقيقة فماذا تبقى للمخدوعين ببريق الغرب، المفتونين بتفاهاته؟!

إن بعض شبابنا وفتياتنا قد يقول: إنهم لا يشاركون هؤلاء معتقدهم، وإنما يبعثون في هذا اليوم معاني الحب والبهجة وينشرونها بينهم فحسب، وهذه لا شك غفلة ومغالطة، فالإسلام لم يترك هذه الثغرة، بل جعل العيدين الكريمين: الفطر والأضحى مجالاً خصبًا لتصفية الخلافات، ونبذ التشاحن، وإشاعة المحبة. والواقع أن هذا العيد المشبوه مبني على علاقة عاطفية قذرة، ولذلك وُجد فيه الشاذون والشاذات فرصة للمجاهرة بانحرافهم، فتبادلوا الورود والبطاقات الحمراء، ولبسوا الملابس الحمراء، فكان ذلك سبيلاً إلى توثيق منكراتهم وفجورهم.

أيرضى المسلم والمسلمة أن يتساووا مع من هم كالأنعام بل هم أضل؟!

الخطبة الأخرى:

الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله.. 

واعلموا يا شباب الإسلام أن الاحتفال بأعياد الكفار عمومًا، وهذا العيد خصوصًا ليس شيئًا عاديًّا ولا أمرًا عابرًا، ولكنه صورة من صور استيراد القيم الغربية لطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة، ومعلوم أنهم لا يعترفون بأي حدود تحمي المجتمع من ويلات التفلت الأخلاقي، كما ينطق بذلك واقعهم الاجتماعي المنهار اليوم.

إنه عيد بدعي فمن اعتقد شرعيته فهو كافر، ومن مارس مظاهره دون اعتقاد بذلك فقد وقع في إثم عظيم ومنكر شديد.

يقول ابن القيم رحمه الله: وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل إن ذلك أعظم إثمًا عند الله وأشد مقتًا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس، وكثير من لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، كمن هنأ عبدًا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه )) اهـ كلام ابن القيم رحمه الله.

إن من أصول اعتقاد السلف الصالح الولاء والبراء، فمن شهد ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله فيجب عليه أن يحب المؤمنين، وأن يبغض الكافرين ويعاديهم، ويخالفهم، ويعلم أن في ذلك من المصلحة ما لا يحصى، كما أن في مشابهتهم من المفسدة أضعاف ذلك.

وإلى جانب ذلك فإن مشابهة المسلمين لهم تشرح صدورهم، وتدخل السرور على قلوبهم، كما أن مشابهة الكفار توجب المحبة والموالاة القلبية؛ لأن من يحتفل بهذا العيد مع أهله فإن ذلك دليل على نوح من التوحد معهم في المشاعر على الأقل. والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 51].

وإن من أسوأ مشابهتهم ما يتصل بمشاعرهم، واتخاذ أيامهم أعيادًا، بمثل هذا تندثر تختلط السنن بالبدع، فما من بدعة أُحييت إلا أُميتت سنة. فاعجب لمن يقرأ كل يوم قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 6- 7]، فكيف يدعو الله أن يهديه صراط المؤمنين، ويجنّبه صراط المغضوب عليهم من اليهود، والضالين من النصارى، ثم يسلك سبيلهم مختارًا راضيًا.

إن إهداء الهدايا بشتى أنواعها المباحة لمن نحب من والدين وأرحام وأصدقاء مما يوثّق العلاقات، ويزيد المحبة، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((تهادوا تحابوا))، ولكن يجب أن يكون ذلك في غير زمن تبادل هؤلاء هداياهم في أعيادهم المقررة في زمن معين.

وللأسف الشديد فإن حبنا للمال بلغ بنا أن ننسى – أحيانًا- حدود ديننا، فلماذا يقبل المسلم الرشوة وهو يعلم أنه بذلك ملعون من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ولماذا يرابي المسلم وهو يعلم أنه بهذا يعلن الحرب على الله تعالى وعلى رسوله e، ولماذا يتاجر المسلم فيما يعلم أنه يعين على معصية الله ونشر البدعة في دينه، وهذا ما نراه ماثلاً في هذا العيد المزعوم، فإن كثيرًا من تجار الورد والمكتبات والملابس يفرحون بهذه المناسبة؛ لأنها زادت لهم موسمًا جديدًا من مواسم تجارتهم. لا يأبهون ولا يبالون أكان ذلك مخالفًا لشرع الله أم حربًا على مبادئه، ونشرًا للرذيلة.

فاتق الله أيها التاجر، ولا تخلط حلالك بحرام، فإنه حينئذ قد تنتزع البركة منه، ويوعد عليك بالإثم، وإني لأخشى على التاجر إن تعمد الاستعداد لهذه المناسبة أن يكون من الخائنين لدينهم ولأمتهم، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنفال: 27].

فعليك منذ اليوم أن ترفع من بضاعتك ما اصطبغ بهذا اللون من الملابس والورود، إلى أن ينتهي موعد هذا العيد النصراني، ثم أعدها إذا شئت، ولتحتسب إتلاف كل البطاقات والأدوات التي رسم عليها شعار هذا العيد خصوصًا، حتى لا تكون ممن يشيع الفاحشة في الذين آمنوا، يقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النور: 19].

يقول ابن تيمية – رحمه الله –: ولا يبيع المسلم ما يستعين به المسلمون على مشابهتهم -أي الكفار- في العيد؛ لأن ذلك إعانة على المنكر {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2]. 

أيها الأولياء إنكم مأمورون من الله تعالى بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].

فاتقوا الله في أولادكم ولا سيما الفتيات، لا تقولوا إنهن يجهلن هذا العيد.. لا فإنهن ليعلمن مظاهره إلا ما شاء الله ويجهلن حقيقته، ولذلك وجب البيان والتحذير، فاحرص على كشف حقيقته لهن بالحكمة والموعظة الحسنة، وأحيي فيهن العزة بدين الله تعالى، وامتدح حياءهن وعفافهن، واحذر أن تشتري لهن شيئًا بهذا اللون مما يتزين به خلال الأيام المقبلة، ولا تسمح لهن بشرائه ولا بلبسه، مهما كانت الحجة، فإن حب التقليد، وخوف اتهام الفتيات الأخريات لهن بالخوف والرجعية والتخلف يجعلهن يحرصن على متابعتهن في هذه الفتنة المستجدة.

وراقبهن جيدًا في ذلك اليوم الموعود الموافق لهذا اليوم، واعلم أن الأمر بدأ في بعض البلاد المسلمة بمثل هذه المظاهر الخارجية، ولكنه انتهى بتهيئة المقاهي والمطاعم للقاء الفتيان والفتيات على أطباق على شكل قلوب، ووضعت على كل طاولة وردة حمراء ليقدمها العشاق لمعشوقاتهم، فهل ترضى أن تكون ابنتك واحدة منهن؟ السيل أوله قطره، ولكم أطلق المصلحون تحذيراتهم من هذه الفضائيات، ولكن كثيرًا من الناس لم يزالوا يسوفون، حتى بدأت هذه الفتن تطرق علينا الأبواب، فالله المستعان.

وإنني أجزل الشكر والتقدير باسم كل مسلم وولي أمر يخاف على من يعول لكل المؤسسات التعليمية التي تحارب هذه الظاهرة في منسوبيها من طلاب وطالبات، بالتوعية الرقيقة، والمراقبة الحذرة، والمنع الحازم لكل مظاهر هذا العيد في هذا اليوم بالذات.

وأختم هذا الحديث بفتوى الشيخ محمد الصالح العثيمين – رحمه الله- الذي ذكر بأن هذا العيد يدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح رضي الله عنهم فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد سواء أكان في المآكل أم المشارب أم الملابس أم التهادي أم غير ذلك، وعلى المسلم أن يكون عزيزًا بدينه، وأن لا يكون إمعة يتبع كل ناعق. وأسأل الله تعالى أن يعيذ المسلمين من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يتولانا بتوليه وتوفيقه.

عباد الله أكثروا من الصلاة والسلام على الرسول الكريم، والسراج المنير.

اللهم صلّ وسلم على سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك ورضوانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، واحم حوزة الدين، ودمّر كل عدو للإسلام والمسلمين.

اللهم انصر إخواننا المجاهدين في فلسطين وكشمير والفلبين والشيشان وفي كل مكان، واحم حرمات المسلمين في كل مكان، وارحم ضعفاءهم، وأطعم جائعهم، واكس عاريهم، واحفظ عليهم دينهم وأعراضهم وأموالهم.

اللهم اجعل غدونا إليك مقرونًا بالتوكل عليك، ورواحنا عنك موصولاً بالنجاح منك، اللهم أعذنا من جشع الفقير، وريبة المنافق، وطيشة العجول، وفترة الكسول، وحيلة المستبد، وتهور الغافل، ورقبة الخائف، وطمأنينة المغرور. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

واغفر لنا ولوالدينا ولمن لهم حق علينا من المسلمين، ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، برحمتك يا أرحم الراحمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.