السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ علي الزهراني ـ جريدة المدينة
من ضمن توصيات ملتقى الثقافة والإعلام الذي نظمه نادي مكة الثقافي مؤخرا تحويل أقسام الإعلام بالجامعات إلى كليات مستقلة.
نود مشاركتكم معنا في طرح هذه التوصية إلى قضية وبيان أهمية الموضوع والفوائد المرجوة من ذلك.
إذا أردت أن تمثل للمواكبة الحضارية، فلا بد أن تجعل الإعلام في مقدمة تطبيقاتك، فماذا يعني شأن أمة من الأمم اليوم إذا لم تسيطر على جانب من الإعلام العالمي المؤثر، وبلادنا تمثل النَّفَسَ الإسلامي الوسطي على هذا الكوكب الذي دمجه الإعلام دمجا، حتى لم يعد قرية صغيرة، بل أصبح لُعبة كفِّية.
وممارساتنا الإعلامية العادية لن تجعل منا سوى نقطة من بحر، لأنها بعيدة عن صناعة الإعلام، الذي تُعد أولى أولياته بناء الكوادر المؤهلة للمشاركة والإسهام في تسنم الموقع الذي يليق بنا.
وواقع أقسام اللغة العربية في كلياتنا واقع يبعث على الخوف على مستقبلها، فلم يعد يُقبِل عليها سوى من لم يجد مقعدا في سواها، ما عدا نفرٍ قليل آمنوا بقيمتها العظيمة، وأهدافها السامية، وجاءوا طوعا لا كرها؛ لينموا قدراتهم اللغوية، ومهاراتهم الأدبية، ومواهبهم الخاصة. بينما هناك إقبال كبير وواسع من شباب الجيل الجديد على الإعلام، كيف وهو الجيل الذي يعيش الانتعاش الضخم على مستويات شاسعة في المشاركة العامة في الإعلام على مستوى العالم، حتى أصبح لبعضهم قنوات خاصة، وليس حسابات خاصة فقط.
كما أن أقسام الإعلام في كليات اللغة العربية وغيرها، تُحسُّ بأنها مجرد ضيفة على هامش الكلية، وهي في الوقت نفسه مزاحَمة في تخصصاتها الإعلامية بمتطلبات الكلية التي تتبع لها، فتقل فرص التدريب الإعلامي، والتعلم المختص.
ولذلك فإني أضم صوتي إلى صوت من نادى باستقلال الأقسام الإعلامية؛ لتكون كليات للإعلام، تستفيد من تجارب الكليات القائمة في الجامعات السعودية والعالمية كذلك، في إطار شخصيتنا المسلمة، المنفتحة على العالم، المحافظة على ثوابتها.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.