وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وشكرا لكم على هذه الدعوة الكريمة للمشاركة
الحقيقة أن بعض الشباب اليوم يعيشون فراغا نفسيا مخيفا؛ حتى اضطربت هويته الجنسية، فصار الشاب يلبس لباس الفتاة، والفتاة تلبس لباس الشاب، واضطربت هويته الدينية، فصار بعض الشباب يلبس حتى ما يدل دلالة مباشرة على الانتماء إلى أديان أخرى، دون قصد منه بالطبع، بل هو من جهل منه، واضطربت هويته الوطنية فصار يلبس لباس الأمم الأخرى، واللباس ليس قشورا كما يتحدث بعض السطحيين في فهمهم، بل هو ذو دلالة عميقة على ما يؤمن به الإنسان، ويعتقده، أو على تذبذبه وجهله بحقيقة ما يفعل ودلالاته.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في شأن تأثير الظاهر على الباطن: “إن المشاركة في الهدي الظاهر تورث تناسباً وتشاكلاً بين المتشابهين، يقود إلى موافقة ما في الأخلاق والأعمال، وهذا أمر محسوس؛ فإن اللابس لثياب أهل العلم ـ مثلاً ـ يجد في نفسه نوع انضمام إليهم، واللابس لثياب الجند المقاتلة ـ مثلاً ـ يجد في نفسه نوع تخلق بأخلاقهم، ويصير طبعه متقاضياً لذلك”، أقول ومن يلبس ملابس ساقطة وألوانا وأشكالا مرفوضة من المجتمع الجامعي أو المجتمع العام سيورثه هذا رفضا من المجتمع العام، وازدراء من بعض أفراده، يوزيه تشكل يجعل لكل أصحاب لباس اسم يصنفهم، وهو ما رأيناه في الإيمو والبويات، والآن في الشباب الذين يتشبهون ببعض المشاهير في الفن والرياضة وغير ذلك.
إن اللباس الوطني له دلالة على السمت الحسن، والاستقامة، والاندماج في المجتمع، ويجب ألا نتنازل عنه، لا في المسجد ولا في الجامعة ولا حتى في السوق، وما يحكيه بعض الشباب من الحرية الشخصية، هو تبرير لخطأ، فالحرية لا تعني الخروج على أصول الدين أو الأعراف المعتبرة.
ولذلك أسباب أيضا، منها الخواء من الأهداف العليا، ومحاولة لفت الأنظار، والتقرب إلى أنظار الجنس الآخر، وقد يكون في بعضها دليل على المثلية التي يجب أن نضع بينها وبينها أسوارا عالية؛ لأنها تقضي على تقديس الأحكام الشرعية، ومراعاة القيم، وتحول أصحابها إلى أشابه بشر.
إن على جامعاتنا أن تعمل على محاورة هؤلاء الشباب والفتيات، وإقناعهم بخطأ هذا المسار، وتركز على استشراف مستقبلهم، ودلالتهم على ما يتمتعون به من قدرات، وما يكمن في دواخلهم من مواهب حين يبدأون في اكتشافها وتنميتها سوف يلتفتون عن كل هذه المهاترات، ويشعرون بقيمتهم الحقيقية.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.