الحمد لله الذي زين قلوب أوليائه بأنوار الوفاق، وسقى نفوس أحبائه بلذيذ المذاق، وألزم قلوب أهلِ خشيته جميل الرجاء والإشفاق، فلا يعلم الإنسان في أيِّ الفريقين يساق، فإن عفا فبفضله، وإن عاقب فبعدلِه، ولا اعتراض على الملك الخلاق.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، إلهٌ عزَّ مَن اعتز به فلا يضام، وذلَّ مَن تكبر عن أمره ولقي الآثام. وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه، وصفيه من خلقه، خاتمُ أنبيائه، وسيدُ أصفيائه، المخصوصُ بالمقام المحمود، في اليوم المشهود، الذي جُمع فيه الأنبياء تحت لوائه.
بشراكمُ يا أمة المختار في يومِ القيامةِ جنةً وحريرَا
فُضِّلتمُ حقًّا بأشرفِ مُرسَل خيرِ البريةِ باديًا وحضورَا
صلى عليه الله ربي دائمًا ما دامت الدنيا وزاد كثيرَا
أيها الأحبة.. في عصر التقانة المتطورة، وبرامج التواصل الاجتماعي المتجددة، زادت فرص المعرفة، وتلاقت الدول والبلدان والإنسان من سائر أصقاع الأرض على شاشة صغيرة، وأصبحت فرص صلة الأرحام أكثر، وفرص التقارب بين النفوس أعمق، وفرص التنفيس عن الضغوط أيسر، ولكن هل قطفنا هذه الثمرات بالفعل؟
للأسف، سيجيب كثير من الناس: لا، بل أصبح الوالد ـ في بعض الأسر ـ يشكو من إدبار ولده، وضعف صلته، وصار الولد يشكو من انشغال والده، وربما من عُنفه في تعامله!! وشكا الأخُ من جفاء أخيه، وأحضرت الأنفس الشح، وازدادت حالات الاكتئاب والعلل النفسية حتى غصت بها المستشفيات ومراكز الإرشاد، وطفت على أجواء بعض البيوت سحب الفراغ العاطفي، التي لا تسقي سوى بذور علاقات منحرفة تنمو جذورها في غرف بعض الأبناء والبنات، وتنمو أغصانُها وأزهارها المسمومة خارج المنزل!! والأسرة في غفلة من هذا وذاك، وقد تصحو ـ لا قدر الله ـ على علاقةٍ محرمة، أو عصابة سرقة، أو جماعية إرهابيةٍ محظورة، أو وكر مخدِّرات وقع فيه أحد المغفول عنهم في سِرب الأسرة المشغول بعضِه عن بعض، يا رب عفوك ومعافاتك وسترك!!
في عمر الزهور تجد في يد الابن أو البنت جهازًا يعجُّ بمواقع التواصل الاجتماعي، التي بُرمجت على أمرين اثنين؛ أولهما: أن تكون قادرة على تحويل متابعيها إلى مدمنين من أول استخدام، والأخرى: أن تمنحهم الخصوصية التامة في التواصل مع من يشاؤون بسهولة لم يحلم بها بشر، حتى لا تعلم شماله مع صنعته يمينه!!
أعمارٌ تزهق، وكراماتٌ تباع وتشترى، وعلاقاتٌ تبدأ وتنتهي في غفلة الرقيب الأسري أو تغافله!!
خَدَعوها بِقَولِهِم حَسناءُ وَالغَواني يَغُرُّهُنَّ الثَناءُ
نَظــرَةٌ فَابتِسامَةٌ فَسَلامٌ فَكَلامٌ فَمَوعِدٌ فَلِقاء
نعم، إن عددا من المواقع والحسابات والمواد المنشورة في الإنترنت مفيد غايةَ الإفادة، ونافعٌ غايةَ النفع، ونحن في بلادنا المملكة العربية السعودية نعيش تحولا رقميًّا عظيمًا، سهل علينا كثيرا جدًّا من أمور الحياة، حتى أصبحنا نقضي كثيرًا من مصالحنا ونحن على أرائكنا في بيوتنا، فجزى الله حكومتنا على حرصها على جودة الحياة لشعبها والمقيمين على أرضها الطاهرة كل خير.
وسعت الحكومةُ ـ وفقها الله وأيدها بنصره ـ إلى حماية شعبها مما ينشر في تلك الوسائل من رذيلة، من خلال إجبار إدارات تلك الوسائل على حجب الإعلانات الخادشة للفضيلة والحياء كما فعلت مع شركة قوقل بخصوص موقعها العالمي يوتيوب، وأوقفت من يتجاوزون حدود الأحكام الشرعية والأنظمة؛ لتحدَّ من خطرهم على المجتمع، وقبضت على المتحرشين، والمتاجرين بالقيم، وحذرت كل من يتطاول على الذات الإلهية جلَّ الله وعزَّ وتقدس، وكلنا نتابع ذلك بإكبار وشكر وتقدير.
ولكن تبقى مسؤوليتُنا نحن؛ أفرادًا وأسرًا، يجب أن نرفع عن أعيننا غشاوتَها، ونعالجَها مما ألمَّ بها من ضعف في إبصار الحقائق، فإن مما يتقافز بين أعيننا وأعين من استرعانا الله عليهم في تلك الأجهزة، موادَّ تَمتحِنُ إيمانَنا في كل صورة، وتختبرُ تقوانا في كل لحظة، ونحن نتذكر قولَ الله تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19)} [غافر]، وقولَه تعالى: {إِنَّ السمع والبصر والفؤاد كُلُّ أولئك كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [الإسراء]، بل تقيسُ مدى نجاحِنا في تزكيةِ أنفسِنا، وتربية أولادنا، وتقويم أخلاقنا، والله تعالى يقول: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس]، و”الكَيِّسُ مَن دان نفسَه وعمِل لما بعدَ الموتِ والعاجِزُ مَن أتبَع نفسَه هَواها وتمنَّى على اللهِ الأمانِيَّ”.
فهل نستطيع الصمود أمام كل تلك الغارات المغريات على الأخلاق والقيم، أم أننا أُصبنا بهشاشة في شخصياتنا، فأصبحنا نحرق المراحل، فنقفز من مرحلة الإنكار، إلى مرحلة التقبُّل، إلى مرحلة التطبُّع، إلى مرحلة الدفاع عن الخطأ في ليلة وضحاها، على حدِّ قول القائل: “سمعت الناس يقولون شيئًا فقلتُه”!!
أيها الإخوة المؤمنون.. إن كثيرا من الظواهر الاجتماعية التي برزت في الفترة الأخيرة كان لوسائل التواصل الأثر الأكبر فيها، بل كلكم رأيتم كيف أثرت حتى في زعزعة الأمن في عدد من المجتمعات المسلمة، فذاقت مرائر الحروب والتدمير والتشريد، وسلمنا الله تعالى بفضله منها فله الشكر، ونرجوه ـ سبحانه وتعالى ـ أن يعيد الأمن والسكينة في ديار المسلمين جميعًا.
وللأسف لا نزال نشهد من بعض الناس قلة الحياء، وتخبيب الحليلة على حليلها، والاعتداء على خصوصيات الآخرين، والتحرش الجنسي بكل قاذوراته، والعلاقات الموبوءة التي أصبحت تمثل لدى بعض الأبناء والبنات أسرة بديلة، باتت أهم عندهم من أسرتهم التي ينتمون إليها ويقيمون معها كأنهم في فندق كامل الخدمات، حتى وجدنا من الآباء والأمهات من يشكو من عياله التمرد والتفرد، والانعزالية والانطواء، والتثاقل في الجلوس مع الأسرة، والسخط من كل شيء، حتى غدا إرضاء الوالدين لأولادهم من المهمات العسرة جدا رغم ما يغمرونهم به من المال والهدايا والهبات، بل قلبت حياتهم رأسا على عقب. فالبيوت الحية بحديث أهلها صمتت كأنها خالية من أهلها، وبدلا من أن تكون الاستراحات والمقاهي والمطاعم وسيلة ترفيه مؤقتة بزمن قصير، أصبح بعضهم يكاد يقيم فيها!
حتى عادة اجتماع الأسرة الممتدة في بيوت الأجداد والجدات في آخر الأسبوع بدأت تنقرض، ويحل محلها شبَحُ زيارة بائسة، تفتقد الحيوية والنشاط، فيأتي كلُّ واحد وجهازُه في يده وليس في جيبه، يسلم بعضهم على بعض، ثم يتخذ كل واحد منهم زاويةً من الغرفة، فيحضر بجسده، وروحه وعقله مع من يهاتفه أو يراسله، حتى إنه ليُكَلَّم فلا يسمع، ويُسأل فلا يجيب، حتى تساءلت إحدى الأمهات بحسرة: لماذا لا ترد علي ابنتي، هل حشت أذنيها بسماعتيها وتركتني أتكلم مع نفسي!!
بل إن بعضهم لا يكاد يتحرك من مكانه إلا بأن يتبرع أحدهم فيهزه أو يحولَ بيده بين بصره وجهازه، وكم عطش وما علم أنه عطشان، وجاع ولم يدر أنه جوعان، ونال المكيف من جسده ما نال ولم يعلم أنه بردان، فهو لاهٍ سادر، لا نائم ولا يقضان، يسمع ولا يسمع، ويشعر ولا يشعر، فحاله بين حالين والله المستعان .
إن هذه الوسائل نعمة أحالها قوم إلى نقمة، فأوقعت في كثير من البيوت الريب والشكوك، وأوصلت كثيرا من الأزواج والزوجات إلى عتبة الطلاق بعد الخصام والشقاق، والإحصاءات تؤكد بأن نسب الطلاق والخلع والفسخ بين الزوجين قد ارتفعت في الفترة الأخيرة ارتفاعا مخيفا بسبب الاستخدام السيء لهذه المواقع.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآي والذكر الحكيم، أقول هذا القول وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الأخرى/
الحمد لله، لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وأشهد ألا إله إلا الله وحد لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا أما بعد
فاتقوا الله عباد الله في أنفسكم، وفي أعماركم، وفي أزواجكم، وفي أولادكم، ومن استأمنكم الله عليهم..
واعلموا بأن دواهي هذا التواصل الإلكتروني المحموم، وغير المنضبط، أن يحوِّل الحياة إلى فوضى عقائدية، تختلط فيها المعتقدات، فيستحل قومٌ السحر، وقومٌ اللجوء إلى النجوم والأبراج، وقومٌ الإلحاد، عَلِم من عَلِم وغَفَل من غفل
وإلى فوضى اجتماعية، فيصبح حديث الرجل مع المرأة بلا حدود، ولا اعتبارات، ولا معايير، وكأنهم لم يسمعوا قول الله تبارك وتعالى: {فَلَا تَخۡضَعۡنَ بِٱلۡقَوۡلِ فَیَطۡمَعَ ٱلَّذِی فِی قَلۡبِهِۦ مَرَضٌ وَقُلۡنَ قَوۡلًا مَّعۡرُوفًا﴾ [الأحزاب ٣٢]. والأسوأ في هذا الأمر أن يعدَّ أمرًا عادًّا، حتى يقبل به الزوج على زوجته، والأب على ابنته!!
وإلى فوضى علمية، فإذا بكل شارد ووارد يفتي كيفما شاء، وينقل كل ما يصل إليه إلى مجموعات فيها المئات، فتاوى مغلوطة، وأحاديث ضعيفة أو مكذوبة، وأحكامًا فقهية مرجوحة!! والبلد فيها علماؤها ومفتوها الرسميون الذين عينهم وليُّ الأمر، فليس لك أن تنقل إلا عنهم، لتطمئن إلى صواب ما نقلت، وإلا فقد يكون الناقل أحد الكذابين، ومن كذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار!!
وإلى فوضى وطنية حين يعبث بعضهم بأمن وطنه، فيبث أخبارًا ضدَّه، وأخبارًا أخرى ملفقة مكذوبة صاغتها حسابات معادية لبلاده تتلبس بلباس الوطن وأهله، فليت شعري! ما دخل هذا وذاك في قضايا اختصَّ بها الساسة، والوزارات والجهات العليا والمعنية!! ما دام لا يستطيع أن يفرزها، ولا أن يقدر عواقبها!! فلينشغل بشأنه وبما ينفعه، وليدع للقادة وأولياء الأمور ما اختصهم الله تعالى به من ولايات؛ ليقوموا بأمور البلاد والعباد!!
وغالب ما يدفع كثيرًا من الناس لهذه المشاركات الآثمة حبُّ السبق لنشر ما يثير اهتمام الناس وإعجابهم، وقد يكون الدافع لذلك إضحاك الناس وقد جاء فيه قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ وَيْلٌ لَهُ» [صحيح] رواه أبو دواد.
فما بالك إذا كان الكلام الذي بثَّه في الناس فاحشًا وبذيئًا، يتناقله بعض الشباب والفتيات، بل ربما بعض الأطفال، مقرونًا بالصور الفاضحة، والمقاطع الفاحشة، والمجاهرة بانتهاك الحرمات، فترى بعضهم قد ستره الله فيكشف ستر الله عنه، فيتحدث بل ويصور ما ابتلي به من المعاصي المخزية، وهذه إشاعة للفاحشة في المجتمع المسلم حتى ولو كان كاذبًا فيما قال، وإن تخفى خلف أسماءَ وهمية؛ فإني أخشى ألا يخرج من دائرة من قال الله عنهم: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النور:19]. قال الإمام السعدي ـ رحمه الله ـ : “وذلك لغشه لإخوانه المسلمين، ومحبة الشر لهم، وجراءته على أعراضهم، فإذا كان هذا الوعيد، لمجرد محبة أن تشيع الفاحشة، واستحلاء ذلك بالقلب، فكيف بما هو أعظم من ذلك، من إظهاره، ونقله؟ وسواء كانت الفاحشة، صادرة أو غير صادرة”.
ومن جملة أخطار هذه الوسائل أنها دلت الغافلين والغافلات على أنواع من الفواحش غليظة الحرمة كالنظر إلى المحرمات الشنيعة، وتسهيل الوصول إلى اقتراف كبائر الذنوب، فكم صالح أضلوه، وكم شاب ضيعوه، وكم فتاة خدعوها، وكم علاقة زوجية طاهرة وثيقة هدموها وشتتوها!!
وبعد كل هذا وذاك، ماذا نحن فاعلون؟! هل نستسلم للطوفان ليقتلع فسائلنا من بيوتنا؟! فنخسر أنفسنا وفلذات أكبادنا؟! أم أن عندنا ما ينجينا الله به ويقينا؟!
الحقيقة أن الأمر ليس سهلا، وأن الحرب على العفاف والأسرة شديدة في العالم كله، ولكننا في بلد مسلم، هو مأرز الإسلام وحصنه، يحكم بالوحيين، أعلن أولياء الأمور فيه أمام العالم رفض الشذوذ والإلحاد والتحرش وكل الأخلاق والقيم التي لا تتماهى مع ديننا وأخلاقنا وأعرافنا الفضلى.
والأسرة مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى مواجهة هذه الفتن المندسة خلف شاشات كل فرد منها بلا استثناء، وذلك بتربية النفوس والأرواح والقلوب والأجساد والعقول على مراقبة الله تعالى ومحبته وتعظيمه، والخوف منه وخشيته، ورجاء ما عنده، وتعهد كل فرد من أفراد الأسرة بالموعظة والتذكير بين حين وآخر، بأساليب متنوعة مشوقة، حتى يراقب كل واحد منهم نفسه، ويخاف الله تعالى أن يقارف إثما، وتوجيههم إلى استثمار التقنية فيما ينفع ولا يضر، مع ملء أوقاتهم بما ينفعهم من البرامج والمراكز والدورات والقراءات التي تطور ملكاتهم، وتزيد من علمهم، وتنمي مهاراتهم، وتحد من عكوفهم على هذه الوسائل الجاذبة.
قال سفيان الثّوريّ رحمه الله تعالى: عليك بالمراقبة ممّن لا تخفى عليه خافية، وعليك بالرّجاء ممّن يملك الوفاء. وقال رجل للجنيد: بم أستعين على غضّ البصر؟ فقال: بعلمك أنّ نظر النّاظر إليك (يعني الله تعالى) أسبق من نظرك إلى المنظور إليه.
فعلينا أن نتقي الله في أنفسنا وفي أولادنا، ولنضع لهم خطوطا واضحة يتعاملون بها مع هذه الوسائل، سواء أكنا آباء أم أمهات أم مؤسسات تعليمية أم جهات مسؤولة، ونكون على قدر المسئولية تجاههم، ومع ذلك فإنه يجب علينا أن نقوم بواجب الرقابة الوالدية، فإذا كنا نثق في أولادنا، فإننا لا نثق في شياطين الإنس والجن أن تسول لهم، وتحيد بهم عما ربيناهم عليه لا قدر الله. ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول: ” كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى مَالِ زَوْجِهَا، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ “.
أصلح الله لي ولكم النية والذرية.
اللهم يا عزيز يا حكيم أعز الإسلام والمسلمين وانصر إخواننا المجاهدين في كل مكان وفي الحد الجنوبي خصوصا، وألف ذات بينهم، وارفع البأس والظلم والجوع عن إخواننا المستضعفين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح ولاة أمورنا، ووفقهم لإصلاح رعاياهم، اللهم وفق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لكل ما فيه الخير والأمان للعباد والبلاد، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، إنك سميع الدعاء.
اللهم فك أسرى المسلمين، وداوِ جرحاهم، واقبل شهداءهم، واقض الدين عن مدينيهم، واهد ضالهم، وثبت على الحق مهتديهم.
اللهم بارك لنا فيما أعطيتنا، وأغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك، وأغننا برحمتك يا حي يا قيوم، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين واجعلنا من أهل جنة النعيم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله الطاهرين، وصحبه أجمعين، وعنا معهم برحمتك وفضلك ومنك يا أكرم الأكرمين.