تفيد تقارير جديدة عن الأمم المتحدة أن المنطقة العربية تسجل حالة إصابة جديدة بفيروس الإيدز كل (20) دقيقة، ويعيش في الوقت الحالي ما يقرب من نصف مليون عربي مع فيروس الإيدز، وأن العام 2006م شهد وحده (68000) حالة جديدة ، و(36000) حالة وفاة.
نطرح في صحفنا اليومية كثيرا من قضايانا اليومية، ونتجادل في عدد من القضايا العالمية، ونتناسى أبرز القضايا التي تمس جانب الفضيلة، وندعها لخطباء الجوامع، وكتب الوعظ، بينما هي تتصدر صحف الغرب، ولا سيما حينما يدق جرس الإحصاء! فهل يكفي هذا التقرير الذي بدأت به ليكون مقنعا لصحفنا وفضائياتنا لطرح هذا الموضوع وتناوله بقوة، ونحن نقف على أبواب الصيف القادم، والسفر يمنة ويسرة!!!
لقد حفظ الإسلام الأعراض، وحافظ على الأنساب من الاختلاط والضياع ، ومن أجل ذلك حرم الزنا ، وعده من كبائر الذنوب ومهلكات الخطايا، بل إنه حرم مقدمات الزنا من النظرة الآثمة والكلمة الخادعة والحركة الماجنة والخلوة المحرمة ، وكل ما كان مؤديا إلى ارتكاب الفاحشة ، فقال تعالى: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا} . والفاحشة هي الذنب الذي تناهى قبحه وفحش أمره.
ولذلك جعل الله تعالى عقوبة الزاني أشنع العقوبات في الحدود ، قال تعالى : { الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين}. جلد وعذاب وفضيحة !! وأما الثيب فالرجم. ورصد له في الآخرة عذابا عظيما إذا لم يتب. قال تعالى:{ ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما. يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيهِ مهانا}.
الزنا فاحشة لا يتخيل شناعتها إلا من تصور أن من يُزنى به حرمه، وأن من يهتك عرضه هو أمه أو أخته أو زوجته . فليتصور من سولت له نفسه ذلك ليكف عن خطيئته ، فما أشد البلاء ، وما أقساه. والزنا دين ربما كان قصاصه من المال، بشر الزاني بالفقر ولو بعد حين، وربما كان القصاص بالفضيحة، وربما كان القصاص من عرض الرجل الزاني “من يزن يزنى ولو بجدار بيته”.
عجيب حقا أن يذل الإنسان نفسه استجابة لنزوة طارئة، وشهوة عابرة. والواقع يقول: إن الوقوع في الزنا لا يحدث فجأة، بل هو كما قال الصادق المصدوق صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حديث : (( فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ )) رواه البخاري . فمن يطلق لنظره العنان يرى ما يشتهي ، فالنتيجة أن يصدق الفرج ذلك إلا أن يعصمه الله .
ومن جاس البلاد التي أعلنت بالعهر والفجور، واعتاد السفر إلى مواطن الفساد والمجون، وجالس أهل الخنا ورفقة السوء، وفتن بمجلات الخلاعة، وأفلام الجنس، وبرامج الصداقة .. فلا يلومن إلا نفسه حين تزل به قدم المروءة في وحل الدناءة والفاحشة.
لقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الزاني ينزع منه الإيمان المطلق حال زناه ويبقى على إسلامه حتى ينزع، فقال : ((لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ )) رواه الشيخان.
وأعظم الزنا زنا المحارم، الذي بدأ في الظهور في مجتمعات المسلمين بعد أن زين لهم ذلك في فضائيات الفجور والفساد، في غفلة عن أعين الأولياء وضعف التربية وقلة التقوى، علمه من علمه وجهله من جهله . والزنا بزوجة الجار الذي يعد من أعظم الذنوب كما روى البخاري رحمه الله .
وروى ابن ماجة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمِ الَّذِينَ مَضَوْا … )) الحديث .
أرجوك .. أعد الآن قراءة المقدمة!! صدقت يا رسول الله .. ويا رب سلم يار ب سلم.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.