الزواج سكينة للقلب وسعادة، وراحة للبدن وسلامة، وطمأنينة في المشاعر وراحة، ومودة في القلب وحب، ورحمة في التعامل وتعاون؛ هكذا ينبغي أن يكون كما أراده الخالق عز وجل لخلقه.
أشارت دراسة أعدتها وزارة التخطيط السعودية إلى نسبة الطلاق ارتفعت في السنوات الأخيرة بنسبة 20%، كما أن 65% من حالات الزواج التي تمت عن طريق الخاطبة تنتهي بالطلاق؛ وهو ما يشير إلى أهمية وجود برنامج وجهة مأمونة تقوم بهذا الدور.
وقد تضمن الكتاب الإحصائي السنوي لوزارة العدل السعودية حصرا لعدد عقود الزواج التي أجريت لدى المحاكم والمأذونين خلال عام 1422هـ حيث بلغت: (982ر0 9) عقدا فيما بلغت صكوك الطلاق خلال نفس العام: (765 ر 18) صكا. وإن شئت فقل أكثر من ثمانية عشر ألف بيت هدم خلال عام واحد.
كما أشارت إحصائية صادرة عن وزارة العدل أيضا عام 1424هـ إلى أن بعض حالات الزواج الحديثة في المحافظات والمدن السعودية قد انتهت بالطلاق. كما تشير بعض الدراسات في المجتمع الخليجي إلى أن معظم حالات الطلاق تمت في السنوات الست الأولى من عمر الزواج، فـ 15% من حالات الطلاق تمت في أول سنة من عمر الزواج، و37% تمت وعمر الزواج بين 1 إلى 6 سنوات، و21% تمت وعمر الزواج بين 6 إلى 10 سنوات، و 26% تمت وعمر الزواج 10 سنوات. وهو ما يؤكد قيمة التأهيل للحياة الزوجية بشكل مباشر.
وتؤيد أسباب الطلاق أهمية التأهيل حيث أثبتت إحدى الدراسات القيمة، والتي شملت كل مناطق المملكة أن أبرزها: اختلاف المستوى التعليمي والثقافي، وتعدد الزوجات في غياب العدل، والإهانة والإيذاء، وسوء الاختيار من البداية، والإهمال للحقوق الزواجية، والإرغام على الزواج، وشرب الخمر وتعاطي المخدرات، والعجز الجنسي للزوج، والبرود الجنسي للزوجة، وعلاقات الأزواج والزوجات المشبوهة، والغيرة والشك الزائد، وفوارق كبيرة في العمر، والسلوك السيئ، وعدم تحمل المسؤولية من الطرفين المالية أو المنزلية.
كما ذهبت كثير من حالات الزواج ضحية الحرمان العاطفي الشديد الذي يتعرض له النساء أو الرجال أحيانا من جراء عدم قيام أحد الطرفين أو كليهما بدوره العاطفي تجاه الآخر، مما يتسبب في شقاق وخلاف وفجوة وربما كارثة خيانية، ثم جريمة أو طلاق. وفي دراسة ميدانية متميزة للدكتور محمد السيف على السجينات في المملكة العربية السعودية تبين أن 21.3% من المطلقات والمتزوجات منهن كن يعانين من طقوسية في الزواج، وهو برود عاطفي وعدم تواصل فكري وثقافي وجنسي مع أزواجهن، فهن يشعرن بعلاقات فجة وسطحية، وبمعدل حرمان عاطفي كبير، مما دفعهن إلى طلب الدفء العاطفي من غير الزوج، وارتكاب الخيانة الزوجية، كذلك تبين من نفس الدراسة أن 24% منهن قد تعرضن لنرجسية زوج معجب بنفسه، وبنظر للمرأة بدونية، ويستخدم حق القوامة على المرأة بأسلوب تسلطي وقهري تارة، وتارة أخرى بأسلوب النبذ وعدم الاهتمام، فتفتقد المرأة من جانب الزوج المودة والرحمة عند تعاملها معه، وتبحث عن الحب بأسلوب غير شرعي. [الحرمان العاطفي في الأسرة وعلاقته بانحراف البنات والزوجات: 38-41].
وفي دراسة عربية على عينة مكونة من 60شخصا تزوجوا وطلقوا خلال الأربع سنوات الأولى من حياتهم الزوجية جاءت النتائج كالتالي: مشكلات التواصل 33%، عدم القدرة على حل الخلافات 15%، وخلافات حول التربية وتحمل المسؤولية 15%، وتدخل الأهل أو عدم احترام أهل الطرف الآخر10%، والمشكلات المالية 8.5.
وإن كثرة الأمراض الوراثية والمعدية تنادي بالتأهيل للزواج أيضا، وإن كنت لست معنيا بهذا الأمر ولا مختصا فيه، ولكني أحمل الهم مع من حمل همه، وتقلقني الأرقام الكثيرة المتتابعة للأمراض التي تنتج من جراء عدم الفحص قبل الزواج، من تلاسيما، أو إيدز، أو أمراض جنسية أو معدية أخرى، أو التفاجؤ بعدم القدرة على الإنجاب من أحد الطرفين، أو حتى من الالتهابات والأمراض اليسيرة التي كان يمكن السيطرة عليها وعلاجها قبل أن يلتقي الزوجان على فراش الزوجية.
ومثل ذلك الأمراض النفسية التي تتسبب في شقاء متواصل، بدلا من السعادة التي كان يترقبها الزوجان، ويعيشان أحلامها.
وأترك التفصيل فيها للأطباء المختصين. وللحديث بقية مهمة أيضا أتركها للحلقة الثالثة إن شاء الله.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.