يؤلمني كثيرا هذا السيل العفن من النكت الساخرة بالمرأة السعودية، المرأة التي عرفت بالكفاح والعفاف والصلاح ومساندة الرجل، والوقوف وراء نجاحاتها ردحا من الزمن، حتى أضافت إلى نفسها اليوم عملا جسيما ثقيلا، حين تضاعف جهدها، باستهداف تحقيق إنجازات أخرى خارج المنزل، في عملها الحكومي أو الخاص.
إن المرأة السعودية هي أم وأخت وزوجة وبنت، لنا؛ ونحن ـ في حماقة ـ نتداولها لنضحك على محاضننا التي تربينا فيها، ونستهزئ بسكننا الذي نأوي إليه، ونتندر على منتجنا التربوي الذي ننفق عليه أوقاتنا وخبراتنا وأموالنا..
لماذا هذه المقارنات السمجة مع نساء الأمصار الأخرى، التي يصر عليها الرجل،
المرأة في بلادنا ـ كما رأيت وسمعت : تتمتع بصفات كثيرة رائعة ، والحديث في مثل هذه المواضع عن الغالب ، ومنها:
الصبر؛ فكم تكتظ البيوتات بالآلام وأكثر من يستوعبها المرأة وليس الرجل، بل وقد يكون الرجل هو مصدر العذاب الذي تتجرعه المرأة في حلم كالجبال.
ومنها: العدل، فكم امرأة اتصلت تشتكي زوجها، ولكنها تنصفه في ذكر صفاته الإيجابية، ولا تنسيها المشكلة الآنية جوانبه المضيئة التي تجعلها تحرص على البقاء معه.
ومنها الحب، فهي تحب زوجها حبا تداري به كل متاعبه ولجاجاته، وتدثر به كل عيوبه وسوآته، حبا يجعلها تكرس همها لمرضاته، والدفاع عنه أمام كل من يحاول اقتحام عرينه.
ومنها: مساندته لتحقيق طموحاته، فهي كثيرا ما تقف إلى جواره لإكمال دراسته، وسداد دينه، والتخفيف من همه وغمه، والحرص على تهيئة أوقات راحته.
ومنها : محاولة إسعاده لتحقق التفرد به، وهي مدفوعة بدافع داخلي طبيعي.
وهي التي تعنى بتربية الأولاد ، في الوقت الذي يقصر فيه معظم الآباء في هذا الواجب الكبير في هذا الزمن الخطير.
وأما الصفات السيئة، فهي موجودة بالفعل ولكنها محدودة، مثل المظهرية والتكالب على إرضاء أذواق الآخرين على حساب ميزانية الأسرة، وليس ذلك لدى كل النساء بالطبع، ومنها التقصير في التثقف الأسري، فهي تتعامل مع زوجها وتربي أولادها بطرق متوارثة وليس بطرق علمية.
ومنها عدم الاهتمام بصحتها وسلامة جسدها بسبب العادات الخاطئة في تناول الأطعمة، حتى برزت لدى النساء السعوديات ظواهر سيئة صحيا كانت مجال تندر عليهن.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.