خطر البويات

بعد حرب الخليج الأولى ظهرت حالات غريبة في بعض الدول المجاورة، تجمعات شبابية تسمى الجنس الثالث، شباب في صورة نساء، ثم تجرأت الفتيات فأنشأن لهن مجموعات أخرى تسمى الجنس الرابع، نساء في صورة رجال، ولدرء الاسم الشرعي (المسترجلات) الذي يحمل معه لعن الرسول صلى الله عليه وسلم لمن يعمل بعملهن، اتخذن اسما جديدا يشير إلى بلد المنشأ؛ حيث تسمين (بويات).

بنات يتقمصن شخصية الذكور، من أجل تحقيق الذات بطريقة فجة، أو من أجل إعلان التمرد على البيئة المحافظة، والخروج عن المألوف، والتقليد وتتبع الموضات، وحب التغيير.. دوافع مستمرة في ضخ ظواهر جديدة، ليس فيها ظاهرة إيجابية للأسف الشديد.

لقد أزعجت هذه التقليعة المستحدثة المؤسسات التعليمية، والجهات الحكومية المعنية في دول الخليج، حتى طالبت بعض تلك المؤسسات بفصلهن من الجامعات والمدارس حتى يقلعن عن هذه السلوكات المنحرفة.

وتضخم العدد حتى بلغ المئات في بعض الجامعات، متخذات عدة أشكال، تبدأ من مجرد التشبه بالذكور، في الملابس والشعور، والصوت والمشية، وإخفاء دلائل الأنوثة من الصدر، ثم تصل إلى تكوين عصابات، وفرض علاقات غير سوية على بعض الطالبات؛ تأخذ أحيانا شكل تحرشات في حمامات المدارس وتصل أشكالها للتقبيل والتلامس الجسدي، ثم تتنامى إلى حد الشذوذ الجنسي بكل معانيه، حيث يتحولن إلي مثليات، وهنا قد تتحول الفتاة إلى حالة مرضية تحتاج إلى علاج نفسي وتأهيل اجتماعي.

والأدهى من ذلك والأمر أن تتحول هذه التكتلات البناتية إلى مجموعات منظمة؛ لكل منها رئيسة تقوم بدور سلطوي، تتحكم من خلاله فيهن، فتسميهن بأسماء الذكور، وتوزع أدوارهن، وقد تختار لكل منهن فتاة تمارس معها دور الرجل والمرأة، وقد تعقد بينهن نكاحا وتشهد عليه، وتمعن في الفساد بالإشراف على استهداف البنات الجديدات في الجامعات بالذات، واختيار من يناسب منهن لتنضم إلى الركب الخائب. 

الاسترجال هو تمرد من الفتاة على أنوثتها، ومحاولة لاكتساب صفات الذكور، في مجتمع ذكوري، يعلي من شأن الذكر على حساب الأنثى، متجاوزا الحد الشرعي من التفضيل القرآني، إلى اختلاق مكانة علوية للذكر ما أنزل الله بها من سلطان، ولذا وجدت في البيوت التي تعيش فيها الفتاة وحيدة ممتهنة بين ذكور، أو عاشت عهدا من الإذلال والتخضيع لأحدهم وإن كانت في سرب من الفتيات.

ولي أن أسأل: بناتُ مَنْ هؤلاء الفتيات؟ ومن أي كوكب أتين؟ وكيف يقمن بكل ذلك في مرأى ومسمع من أسرهن وجامعاتهن وهن يسرحن ويمرحن، ويظهرن بأشكال تميزهن؟!

الأنثى تريد من يسمعها، ومن يشبع احتياجها من الحب والحنان، ومن يلبي طلباتها ويخرج بها ـ بعض الوقت ـ بعيدا عن بيتها، فإذا لم تقم بذلك الأسرة، فقد يقوم بهذا الدور المبتزون. وإذا لم تقم الجامعات بدراسة هذه الظاهرة ومراقبة نموها فقد نفجع بعد حين بأعداد لا قبل لنا بها.

Dr_holybi (تويتر)




اترك تعليقاً