خروج المرأة من البيت

      – جريدة الرياض –

ماهو توجيهك للزوجات اللواتي يذهبن لبيوت الأهل عند حدوث أي مشكله بينهن وبين أزواجهن وبرأيك متى تذهب ومتى نقول لها “لا تطلعي من بيتك “
ما نصيحتك للأزواج اللذين يجبروا زوجاتهم على هذا التصرف قائلين عند كل خلاف “الباب يوسع جمل ” الانعكاسات السلبية حدثنا عنها..


من أسوأ التصرفات التي تأتي ردة فعل لأي سلوك غير مرضي من الزوج، العجلة من الزوجة في الخروج من بيتها إلى بيت أهلها، فإذا كان الله تعالى وجه الأزواج بألا يُخرجوا زوجاتهم من بيوتهن إلا إذا رأوا فاحشة مبينة، وحتى المطلقة الرجعية (الأولى والثانية) لا تخرج حتى تكون فرص المراجعة وافرة وكثيرة، فكيف بمن تختلف مع زوجها اختلافا طارئا. 

إن الدراسات تؤكد أن عدد المرات التي تعود فيها الزوجة إلى بيت أهلها معبرة عن غضبها مرتبط بالنهاية التعيسة غالبا، أي أن فرص الطلاق تزداد كلما ازدادت العودات الغاضبة.

إن المرأة تريد أن توصل رسالة إلى الزوج بأن لها بيتا يحميها، ويتحمل مسؤوليتها، وأنها عزيزة عند أهلها!!

ولكن الحقيقة التي لا تعرفها تلك المرأة أنها توصل رسالة أخرى في الوقت نفسه، أن زوجها لا يمثل لها المأوى الأهم ولا الأولى، بل أكثر من ذلك أنها تقدم له حافزا قويا بأن يفكر بالبحث عن أخرى، تكون أكثر توافقا معه، وأكثر صبرا على خلقه.

إن الزواج لحمة قوية، ووشيجة متماسكة، ولا يسمح ـ بطبيعته ـ لسوسة التفكك أن تفتك بهذا النسيج، وإلا وجد الزوجان حبهما أنكاثا بعد قوة.

نعم هناك حلات ننصج فيها الزوجة بالعودة إلى بيت أهلها؛ كأن يكون زوجها يرفض الصلاة تماما، أو مدمن مخدرات، أو لديه غيرة مرضية تؤدي إلى الاعتداء عليها بعنف، أو يضربها باستمرار على أتفه الأسباب، أو يرغمها على منكر عظيم.

وأنصح الزوج ألا يرحب برغبة الزوجة في العودة إلى بيت أهلها وهي غضبى، بل عليه أن يهدأ، ويستمع إليها حتى ترتاح، وفي ساعات الهدوء يحددون المشكلة ويبحثون خيارات الحل، ويختارون أفضله.

إن الانعكاسات السلبية عليهما وعلى أولادهما كبيرة جدا، ولا يحسن أن نستصغرها أبدا.. فإن المشكلة ما دامت في حدود الزوجين فإن فرص الصلح أوسع وأكثر مما لو دخلت فيها عناصر أخرى، وقد أثبتت الإحصاءات أن تدخل الأهل يمثل السبب الأول أو الثاني أو الثالث بين أسباب الطلاق التي تزيد عن عشرة في معظم الدول العربية .



اترك تعليقاً