تمتحن الشعوب المسلمة في معتقداتها ومقدساتها، حتى لتُؤذى في رسولها صلى الله عليه وسلم، فتتحرك أمواجها في كل اتجاه؛ لتحدث تسوناميا رهيبا لا يمكن أن يعرف مدى أثر ضرباته!! حتى يقع خطأ جسيم بحجم قتل السفير الأمريكي (مستأمن، ومعاهد، وبريء من هذه الجريمة)؛ بجهل سياسي فضيع لما قد يحدث من جراء هذا الفعل.
فتتحرك السياسات العالمية لإدانة هذا الفعل الخاطيء بكل المقاييس الشرعية والسياسية والإنسانية، وتتجاهل السبب الذي لا يبرر هذا الفعل بالطبع، ولكنه يفسر حدوثه.
إن نشر الرسومات المسيئة فيما سبق أدى إلى هياج المشاعر المسلمة، وقتل من قتل، وحدث ما لا يحب المسلم أن يحدث من تدمير وإحراق وتخريب، فضلا عن موت ضحايا من المسلمين أو من المستأمنين على أرواحهم حتى من الدولة التي حدث فيها الإيذاء.
إن الخلل إذا وقع من شخص معين، أو من مؤسسة ما، لا يعني أن يؤذى بنو جنسه، ومواطنو بلده، أبدا، هذا هو الإسلام الذي ندين الله تعالى به.
ولكن قبل ذلك لابد أن يعلم العالم كله أننا لن نقبل أن يعتدي أحد على رموزنا الكبرى، وأعظمهم على الإطلاق رسولنا صلى الله عليه وسلم، وإذا كنا نغضب ممن يلمز آباءنا أو قبائلنا أو أوطاننا، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعز منهم جميعا في قلوبنا، وإذا كان لدينا الاستعداد أن نموت من أجل أمن بلادنا، فإننا من باب أولى أن نكون على استعداد أن نموت من أجل ديننا ورسولنا صلى الله عليه وسلم، وليسمِّ العالمُ كله فعلنا هذا إرهابا كما يشاءون، ولكننا لن نتنازل أبدا عن عقيدتنا، ولن ينجح أولئك في ترويض نفوسنا أن نقبل الدنية في ديننا.
إذا مُسَّت الحصون الكبرى وصمتنا، فلنحفر لرؤوسنا قبورا ونواريها فيها، فلم يبق لنا ما نستحق به العيش بعد ذلك.
سندافع عن رسولنا بقلوبنا وجوارحنا، ولا قيمة لنا إذا واجهنا هذه الغارات بمجموعة من الاستنكارات، بل لابد من مشروعات أكبر من حجم الاعتداء.
إذا كانوا يهاجموننا بالإعلام فلماذا لا تكون مواجهتنا لهم بالإعلام؟ لماذا نستمر في استيراد عفنهم الذي نشر الرذيلة، وصور المومسات، والداعرات، والخمور، والصلبان؟
لماذا تستقبل أقمار العرب قنوات الإرهاب الحقيقي الممثل في أفلام القتل والرعب والجريمة؛ لتربي أولادنا عليها؟
لماذا لا نقاطع نتاجهم الإعلامي الذي ليس فيه فائدة ولا علم ولا نفع ولا تقنيات؟
أين أعمالنا الفنية القادرة على نشر الصورة المشرقة للإسلام، في أثواب جديدة وبراقة، أين مراكز الأبحاث ولجان المناصرة والهيئات العليا؟
لن ينال حبيبَنا صلى الله عليه وسلم أذاهم، ولكننا نحن الذين امتُحِنَّا فيه.
وإذا كان العالم يخشى من توسع دوائر (الإرهاب) فإن إيذاء الناس في رموزهم الأموات والأحياء على سواء، يزيد من فرص توسع دوائر (الاسترهاب) أي صناعة صفوف جديدة من الذين يحملهم الجهل على مواجهة ذلك الإيذاء بالطرق الخاطئة
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.