ثلاث مبادرات أُسَرِيّة
بقلم / د.خالد بن سعود الحليبي
في الملتقى السنوي السادس لجمعيات الزواج ورعاية الأسرة بطيبة الطيبة، التقت أكثر من ثلاث مائة شخصية من جلِّ مناطق المملكة ومحافظاتها، في ضيافة جمعية (أُسرتي)؛ التي يرأس مجلس إدارتها الشيخ الفاضل الدكتور عبد الباري الثبيتي، إمام الحرم النبوي الشريف، وكان الملتقى تحت رعاية كريمة من أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد آل سعود، وبحضور معالي وزير الشئون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين، ووكيل الوزارة الأستاذ عبد العزيز الهدلق.
ولم يكن هذا الملتقى مثل بعض الملتقيات؛ عبارة عن تجمع وانصراف، وتوصيات مبيتة ثم نائمة، بل كان مهنيًّا احترافيًّا عالي الجودة في التصميم، والتخطيط، والتنفيذ في جميع مراحله، ولم يقبل من الأبحاث سوى الذي يُقدِّم حلولاً عملية، مع قاعدة من التنظير الذي يؤسّس للتوصيات العملية.
وإلى جانب ذلك كانت هناك ثلاث مبادرات كبرى، وُضع لها خط زمني برعاية مباشرة من الوزارة، وتنفيذ نافذ على الفور من ثلاث جهات، تتعاون معها كل الجهات الأسرية بلا استثناء.
المبادرة الأولى:
إنشاء المجلس التنسيقي لجمعيات الزواج ورعاية الأسرة والجمعيات العاملة في هذا المجال بالمملكة العربية السعودية، وخاصة التي لديها مراكز التنمية الأسرية، وقد تم تشكيل لجنة مكونة من مدراء الجمعيات التالية: الجمعية الخيرية للزواج والرعاية الأُسرية بمنطقة المدينة المنورة (أُسرتي) رئيسًا، وبعضوية كل من: الجمعية الخيرية للزواج والرعاية الأُسرية بالمنطقة الشرقية (وئام)، وجمعية المودة الخيرية للإصلاح الاجتماعي بمحافظة جدة، والجمعية الخيرية للزواج والرعاية الأُسرية ببريدة (أسرة)، وجمعية التنمية الأُسرية بخميس مشيط، ومركز التنمية الأسرية بالأحساء، وذلك لإعداد لائحة المجلس خلال الشهرين القادمين بإذن الله، والموافقة عليه من الجمعيات، ومن ثَم رفعه إلى وزارة الشؤون الاجتماعية لاعتماده.
المبادرة الثانية:
اعتماد مبادرة قيادة الأسرة (تأهيل المقبلين والمقبلات على الزواج) على أن تقوم جمعية المودة للإصلاح الاجتماعي بمحافظة جدة بالإشراف على هذه المبادرة.
المبادرة الثالثة:
اعتماد مبادرة بناء قدرات المرشد الأُسري، على أن يقوم مركز التنمية الأسرية بالأحساء بالإشراف على هذه المبادرة.
وجميع المبادرات مرجعيتها اللجنة السابقة، على أن يتم تدشينها في الدورة السابعة من الملتقى بإذن الله، الذي تبنت (وئام) استضافته في العام المقبل بإذن الله تعالى.
كما تبنّت الجمعية الخيرية للزواج ورعاية الأسرة بمنطقة المدينة المنورة (أسرتي) الإشراف على إعداد وتنفيذ دراسة عن إمكانية إنشاء المرصد الأسري؛ الذي يُعنَى برصد القضايا الأسرية في المجتمع السعودي بالتنسيق مع الجهات الرسمية والخيرية، على أن يتم الإعلان عنها بعد الانتهاء منها بإذن الله تعالى.
وكان مما أوصت به الوزارة وتضمّنه البيان الختامي للملتقى، دعوة الجمعيات المتخصصة بالتنمية الأسرية والإرشاد الأسري بشكل خاصّ إلى تأسيس مراكز للتنمية الأسرية في مناطق خدماتها.
وما أتوقعه -بعون الله تعالى- أن يتسع في المملكة الاهتمام بالأسرة على كل الأصعدة خلال الأعوام القليلة القادمة، وأن يكون لذلك أثر في ترسيخ الاستقرار الأمني الذي تنعم به بلادنا ولله الحمد والمنة، وانخفاض نسبة الجريمة، والطلاق، والبطالة، وزيادة الترابط الأسري، بل وزيادة الإنتاجية في الدراسة والعمل.
فالأسرة محضن الأمان، وحقل الإنتاج في كل ميادين الحياة؛ لأنها مصنع الإنسان، وقلب المجتمع، فإذا صلحت صلح المجتمع كله.
ــــــــــــــــــ
المقال نشر على موقع جريدة اليوم السعودية، بتاريخ 11- 1-2013م، على الرابط التالي:
http://www.alyaum.com/News/art/68866.html
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.