استشارة : (ابني المراهق .. عنيد)

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته … إلى فضيلة الدكتور …

ابني في الصف الثاني متوسط، يبلغ من العمر أربع عشرة سنة.

*شخصيته عنيده ويزداد من العناد مع الضغط عليه .

**غير مطواع للأنظمة الموجودة في البيت.

**يفرض الأشياء التي يحبها وبقوة سواء أكانت بطريقة واضحة أم بالخش والدس.

**المسؤول والمدرس قد يفقد احترامه لو اصطدم مع الابن.

**معتد برأيه كثيرا ,ولا يرى نفسه على خطا أبدا, وخاصة عند المناقشة فلا يثبت على نفسه الخطأ.

**محب للجدل.

والمشكلة الأكبر تعلقه الشديد بالسوني والكمبيوتر إلى أن ظهرت كل أضرار السوني عليه، وسلبت منه وقته وجهده، وأضعفت مذاكرته، وكثيرا ما ناقشته وحاورته عن أضراره، وأنها ظهرت عليه آثاره المضرة، ولكن لا جدوى ويقول بالحرف الواحد (كل شيء تقولون من السوني).

ومن ثمَّ أخذت الجهاز منه شهرا كاملا، ولم يرض بذلك، وانهار انهيارا شديدا، وخاصة في الأسبوع الأخير من الحرمان، وقال: “عقدتوني, البيت يجيب الملل والهم, وكله حرمان, أنتم ماذا فعلتم لي؟ أنتم ماتشترون لي شيئا, أنا شريته بفلوسي, حتى لما أردت شريطا ما حصل منكم، لازم أجمع من مصروفي وأشتري, لو سمعت كلامكم وفعلت كل ما تريدونه مني ليس هناك أي فائدة، حياتي كلها طفش وحرمان … حرمان …حرمان …من أخذت السوني ما تهنأت به).

وكان الأسبوع الأخير من الحرمان على وجه إجازة عيد الأضحى، فطلعنا له السوني، وحاولنا فرض وقت، وأبى ورفض بحجة (أني ألعب على أون لاين وسألعب متى ما لعب زملائي الموجودين في الخليج )….وعاد خذ المسألة التي لا تنتهي.

وأن جيته وهو قاعد قدام الشاشه قال: ( ما كان كل وقتي لعبا، بل كنت أطالع التلفزيون وقمت وصليت ومن ثم شبكة النت, وذاكرت [طبعا ذاكر قدام الأجهزة] .. ما كان وقتي كله لعبا) وأنا آرى وقته ضائعا أمام  الشاشة, قليل الخروج, قليل الأنجاز.

والآن من جد ودي أخلص البيت من الأجهزة، ولكن أخشى من انهياره النفسي الذي قد يؤول إلى مفسدة أعظم، (وهي خروجه من المنزل مع أصحابه، خاصة أنه إذا تعلق بشيء فقد اتزانه, وأخشى أن تسبب في قلبه حرقة، يكون لها ردة فعل في المستقبل، وخاصة أنه قريب من إنهاء المرحلة المتوسطة، ولا يخفى عليكم من أن هذا السن حرج.

وأخيرا ..أحب أن أذكر لك بأن ابني كان في مدرسة التحفيظ، وفي الصف الخامس ابتدائي بدى عليه الإهمال في الحفظ، وإذا انخفضت درجته يجرح في عدالة المعلم … وكان يحفظ في الليل وفي الطابور الصباحي وأحيانا في وسط النهار ويكون مستوى حفظه  جيدا، وليس ممتازا، ويعدني بأنه سيراجع، ويملك الوقت الكثير، وفي الثاني المتوسط بعد ستة أسابيع حولته إلى مدرسة خاصة، بعد أن كثرت عليه الشكاوى من قبل المدرسين وتعرضه للضرب والعنف وفي المقابل يشتكي ابني من معاملتهم.

أرجو مساعدتي ولك مني جزيل الشكر.

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

فإني أرجو الله تعالى أن يهدي ابنك (؟)، ويجل له من اسمه نصيبا.

ثم إن المشكلة ذات جذور، لا يمكن تجاهلها ونحن نحاول التعامل مع شاب يافع عمره 14 عاما، ولذلك فإني أقترح عليك أحد ثلاثة حلول:

1ـ الحضور به إلى مركزنا في الدمام أو الأحساء لمقابلة أحد المستشارين.

2ـ الاستفادة من الهاتف الاستشاري 920000900 وهو تحت إشرافي المباشر.

3ـ أن تستفيد من هذه الإرشادات التالية:

يجب أن تقوم بتجسير العلاقة مع الولد، عن طرق غير تقليدية؛ مثل:

1ـ تحميله مسؤوليات يحبها.

2ـ مناداته بكنية يا أبا ….

3ـ إيقاف اللوم نهائيا، واستبداله بالتوجيه الرقيق القليل جدا.

4ـ تحديد عمل معين كالمذاكرة مثلا، في وقت معين كالعصر مثلا، ومتابعته بهدوء.

5ـ الإكثار من الألقاب الإيجابية؛ يا ولدي، يا حبيبي، يا شهم، يا كريم، ما شاء الله .. ذكي، وكل لقب يكون في مكانه.

6ـ لا داعي لأسلوب المحقق، الذي يطلب اعتراف الجاني، لأن المراهق يكره أن تقول له: أنت مخطئ.

7ـ أعطه حاسبا آليا (غير محمول) بدلا من البلاي ستيشن.

8ـ قف معه وساعده مباشرة في أي عمل تريده منه، بدلا من الإلحاح عليه ومحاسبته.

9. شجع أي تقدم منه ولو قليلا.

10. أكثر من الدعاء له.

 

وفقه الله، وهداه، وأصلحه، وجعله عبدا تقيا.

أخوكم/ خالد الحليبي



اترك تعليقاً