خارطة الإبداع في صناعة الأعلام (1)
“قد يكون لديك ثروة واضحة غير محدودة، علب مجوهرات، وصناديق من ذهب، إلا أنك لن تكون أبدا أغنى مني، فقد كان لديَّ أم تقرأ لي” (ستركلاند جيلليان(.
إن هذا الرجل المبدع المؤثر لم يفخر بشيء مثل (أمٍّ) كانت تقرأ له، حتى أنتِ تستطيعين أن تصنعي من ابنك إنسانا عظيما، ولكون ذلك يحتاج إلى خارطة طريق للوصول إلى هذه الغاية النبيلة، فقد جمعت لك مجموعة من بنود الخطة المثلى لهذه الصناعة، جعلت نصفها في هذه المقالة، والنصف الآخر في مقالة تتلوها إن شاء الله تعالى:
حددي معه هدفا لحياته؛ يعيش من أجل تحقيقه؛ وكلما سما الهدف سمت وسائله؛ ففرق بين من يكون هدفه تزكية نفسه وإسعادها دنيا وآخرة، والرقي بها في مدارج العلم في أي اختصاص من اختصاصاته الإنسانية والتجريبية النافعة، وحماية الدين والأمة والوطن الغالي، وبين من يكون هدفه لا يتعدى أخس الغايات الدنيئة، فمن عاش لذاك عرف الطريق إليه بأجل الأعمال، ومن عاش لهذا فقد رضي بالنقيصة لنفسه، وعاش في الحضيض.
ضعي معه خطة مناسبة لسنه؛ لتحقيق أهدافه العالية، وتابعي معه تنفيذها بدقة.
نشطي ذكاءه العاطفي؛ فإن نجاح الإنسان وسعادته في الحياة يتوقفان على مهارات لا علاقة لها بشهاداته وتحصيله العلمي، ولا على ذكائه العقلي فحسب، وتتمثل تلك المهارات في ضبط النفس، والحماسة، والمثابرة، والقدرة على حفز النفس، وأن تستجيب استجابة إيجابية ملائمة للحالات النفسية والمزاجية، والميول والرغبات الخاصة به وبالآخرين. ويعبر عن قدرته على التعامل مع عواطفه بحيث يحقق أكبر قدر ممكن من السعادة لنفسه وللآخرين.
أثني عليه باستمرار؛ فإن حب الثناء طبيعة الإنسان، ومعزز قوي لأي سلوك؛ اجعليه بديلا عن الحديث عن أخطائه وعيوبه.
لا تكثري عليه العتاب؛ لأن ذلك يهون عليه سماع الملامة، فإن كثرة التوبيخ تهتك حجاب الهيبة، وتضعف الشخصية، وتربك الثقة في النفس.
إذا تكرر منه الخطأ فكل ولد وما يصلحه: فمن أصلحته نظرة العتاب لا تصرحي بعتابه. ومن أصلحه العتاب لا توبخيه، ومن أصلحه التوبيخ لا تحرميه هديته، ومن أصلحه الحرمان من هدية لا تهجريه، وهكذا.
أعطيه حرية الاختيار؛ لتربيه على الاستقلالية والاعتماد على النفس بعد التوكل على الله تعالى.
دربيه على مهارات تأكيد الذات، والتعبير عن المشاعر والمواقف، وأساليب التعامل مع الآخرين، والتعرف عليهم، وطرق حل المشكلات، ومهارات اتخاذ القرار.
ألحقيه بحلق القرآن والذكر والعلم، ولا تقبلي أن يضيع وقته فيما لا ينفع أبدا.
أحيطيه برفقة صالحة؛ ألمعية الذكاء، طموحة القلوب، صالحة السريرة.
تحدثي معه ـ دائما ـ حتى تتعرفي على أفكاره؛ خشية أن يكون قد تأثر بمن يحملون فكر التكفير أو الغلو في الدين، أو بمن تأثر بفكر الإلحاد والإباحية؛ حتى يتربى على الوسطية في المنهج والتفكير والسلوك.
دربيه على الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتي هي أحسن؛ حتى يحبه، مع توجيهه المستمر؛ حتى يكون مصلحا على علم وبصيرة.
دعي له فرصة للعب بقدر محدود من الوقت؛ على أن تكون كل لعبة لها هدف واضح في ذهنك؛ لتسهم في تنمية ذكائه وشخصيته.
وللحديث بقية مهمة، سأطرحها بين يديك.. أيتها الأم العظيمة في المقالة القادمة بإذن الله تعالى.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.