مجلة الدعوة | المرأة و التعصب الرياضي

المرأة و التعصب الرياضي

المحاور/

١/ كلمة وتوجيه حول التعصب؟

التعصب دليل ضيق الأفق، وقلة الثقافة، فكلما ازداد الإنسان علما وفهما للحياة، كلما استوعب الآخرين، وقرأ الفرح بالفوز على الآخرين قراءة متزنة، فهي جولة، وربما تبادلها معهم في الجولة القادمة، وسوف يسعد باللعب ذاته، سواء فاز أم لم يفز، وسوف يحترم نفسه أكثر إذا تعامل مع هوايته بروح مفتوحة، تتقبل الهزيمة كما تحتفل بالفوز.

وهناك أسباب أخرى، منها: الفهم الخاطئ للرياضة وأهدافها الحقيقية، فهي ليست مجرد احتشاد في المدرجات، ينتهي نهايات مؤلمة تنم عن أخلاقيات مخبوءة تحت هذا المسمى الفضفاض، فمن كان عدوانيا فسوف يعتدي على غيره، ومن كان غير معني بالنظافة والقيافة، فسوف يظهر في مناظر بائسة وتعيسة وشعر منفوش ويترك تحت كرسيه أشكالا وألوانا من النفيات، ولا يعنيه شيئا.

الرياضة ممارسة مهمة للإنسان، في كل مراحل عمره، حولها بعضنا إلى معركة ضارية تشب في الوقت الذي كان يمكن أن يكون ماتعا جدا، والجمهور الرياضي العريض اليوم لا يمارس الرياضة بالفعل، وإنما يكتفي بالتصفيق، وبعضه يضيف إلى ذلك الصراخ، وشتم الطرف الآخر، وربما تكسير ممتلكات عامة أو خاصة، في صور تطورت في بعض الدول إلى الاعتداء الجسدي بل والقتل، فهي ظاهرة خطرة جدا لو تركت، ولذلك علينا جميعا أن نحاربها من كل جانب، ولا نسمح بتناميها.

ومن أسباب التعصب الرياضي كذلك، الفراغ النفسي السحيق، الذي يتشظى في كل اتجاه، وخاصة في الفقر في الأهداف أصلا في حياة الشاب، أقصد الأهداف التي تستحق أن يبذل الإنسان لها حياته، ولذلك يلجأ إلى هذا التعصب ليثبت به وجوده، كما أن من طبيعة الشاب الرغبة الشديدة في الانتماء، والأندية تحقق له ذلك، ولكن للأسف يحول هذا الانتماء إلى تعصب شديد يخسر معه كل مكتسبات الرياضة.

٢/ ما التعامل الصحيح مع الفتيات المتعصبات رياضيا؟

دخول الفتيات في عالم الرياضة كان من بوابات متعددة، مثل أن يكون لها أب أو أخ متعلق بالرياضة، وقد يكون متعصبا لناد معين تعصبا مرضيا، ولذلك فإنها تنجر وراءه، وتجد أنه مهد لها هذا الطريق، ومن الطبيعي جدا ألا ينهاها أو يوجهها وهو نفسه يعيش هذا التعصب الممقوت.

ومن أسباب تعصب البنات التعلق ببعض اللاعبين شخصيا، ثم يتحول هذا التعلق إلى التعلق بالنادي الذي يتبعه، ثم يتحول إلى تعصب أعمى تنسى معه كثيرا من الأحكام الشرعية، والقيم المحترمة، والعادات الكريمة.

ولا شك بأن المطلوب من الفتاة مباشرة أن تعمل على انتشال نفسها من هذه الوهدة التي هي فيها، وتسمو بقيمها، وتتبنى مشروعها العلمي أو العملي أو الخيري؛ لتعيش الحياة الأكثر قيمة وجمالا وجدوى.

كما أن على المدرسة والجامعة دورا كبيرا في تقديم البرامج والحملات التثقيفية التي تجعل الفتاة متوازنة في عاطفتها، فلا تجعل قلبها رخيصا توزعه على كل أحد، كما أن الحياة أكرم وأكبر من أن تبذل في مهاترات، ونشاطات بلا قيمة.

٣/ ما الحلول لذلك التعصب؟

أن تتعاون الوسائل الإعلامية المختلفة، مع المؤسسات التعليمية، مع الأسرة على تصحيح المفهوم الرياضي، والعودة به إلى المفهوم الذي يثري الحياة الشخصية، ويزيد من قدرات الجسم على مزيد من بذل الطاقة في الاتجاه المثمر، ويكون ذلك بشتى الوسائل وأنواع البرامج.

كما أنه يمكن استثمار فرصة تجمع الجماهير لصناعة مواقف مثالية لتكون أنموذجا من نماذج التعامل الأمثل مع التشجيع الرياضي.

٤/ ما دور الأهل حول ابنتهم المتعصبة رياضيا؟

أولا: النصح والتوجيه بالحوار البناء، ومنحها الفرص الكافية للعودة إلى الاعتدال.

ثانيا: المتابعة الدقيقة لمسيرتها منذ طفولتها، حتى لا تقع أصلا في مثل هذه الظواهر السلبية، فإن الوقاية خير من العلاج.

ثالثا: تربيتها على أن تكون متوازنة في كل تعاملاتها مع الحياة كلها، فإن التوازن والاعتدال قاعدة نفسية، من يمتلكها يقيس بها كل تصرفاته.

 

رابعا: إشغالها بعدد من الأعمال المثمرة، كالعمل في البيت، والاهتمام بالدراسة، والمشاركة الفاعلة في المجتمع بشكل عام فيما يناسبها، ويحفظها من الاختلاط وآفاته.



اترك تعليقاً