مجموعة تغريدات، تستهدف تصحيح بعض المفاهيم المرتبكة حول العلاقتين: الوالدية، والزواجية

هذه مجموعة تغريدات، تستهدف تصحيح بعض المفاهيم المرتبكة حول العلاقتين: #الوالدية، والزواجية، مما تطرحه بعض #وسائل_التواصل_الاجتماعي بأساليب تجعل المتلقي في حيرة وتساؤل؛ لاسيما حين تحاول أن تهزَّ اقتناعاته المعرفية والمجتمعية، وربما مسَّت جوانب شرعية راسخة في نفسه، ولو بنية حسنة.
تبدأ مسؤولية الوالدين عن التأهل لواجب #التربية قبل الزواج بالعلم واستثمار الخبرات الناجحة، والسواء النفسي، والمهارات التربوية. وتستمر مسؤولية #التربية والمتابعة والتقويم دون انقطاع ما دام الوالد والولد على قيد #الحياة. وما أجمل أن تكون في شكل صداقة لا تُفقد معها هيبة #الوالدية.
من أبرز أسباب الانتكاسة في #التربية شعور الوالد بأن الولد كبُر، ولم تعد مسؤوليته عنه كما كانت، فيفكُّ يدَه من يده، ويطلقه دون متابعة، بحجة أنه أصبح بالغًا، ومسؤولًا عن نفسه، وخاصة في العبادات، فيفقد الولد (ذكرًا كان أم أنثى) حرص والديه وخبرتهما في أحرج فترات العمر، وأكثرها حاجة.
يجب أن نُشعر الولد (ذكرا أو أنثى) بلذة حبه لله، وعظمة حبّ الله له، ونبني علاقته بربه على أساس التعبد له -عز وجل-؛ لأنه المستحق للعبادة، وأنه أعدَّ لمن أطاعه في جناته ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ولا نبدأ في وعظه بالعقاب الأخروي إلا إذا بلغ، ودخل سن التكليف.
لا شك بأن التعامل مع الأطفال والشباب بالترغيب والتحبيب لأداء العبادات هو الأفضل، حتى نجذبهم إليها ولا ننفرهم منها، ولكن ليس صحيحًا أن نغيِّب عن البالغين منهم ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله ﷺ من العقوبات الربانية لمن فرط فيها؛ بحجة عدم الوقوع فيما سماه بعضهم: (التلاعب النفسي).
إذا كان على الوالدين أن يبتعدا عن التعنيف والتسلط، والتدليل والحماية الزائدة، والإهمال، وأن يربوا أولادهم بالحب والحزم، فإن على الأولاد أن يحفظوا لآبائهم حق البر، والإحسان، والتقدير، وليس لهم أن يتطاولوا عليهم ولو بإشارة أو كلمة فضلا عن فعل، ولا ينبغي أن يسمح الوالدان بذلك أبدًا.
ليس صحيحًا أن نترك الولد وشأنه دون حث أو ترغيب إذا اختار الكسل، بحجة أنه وصل إلى عمر ١٢ سنة، لأنه اختار مجموعة الأقران، وما عاد يريدك أنت!! ما دُخل على الذين ارتبط أولادهم بقرناء السوء، وعصابات السرقات والمخدِّرات، وجماعات الإرهاب، إلا حين ظنوا – خاطئين – بأن دورهم التربوي انتهى!
حين نهمل الولد و (نتركه بكيفه؛لمجرد أنه كسول) فإن ذلك يعني خيانته في أهم مفاصل حياته، وسيحاسبنا إذا كبر ووعى، وقارنَ بين فوز أقرانه وخسارته. سنبقى نستهدف صلاحه، ونجاحه، وتفوقه، وصدق مواطنته؛ ليكون لنا رصيدًا لا يفنى من عز الدنيا وكرامة الآخرة، وهذا يحتاج منا إلى صبر وعمل بلا يأس.
ليس مقبولًا شرعًا ولا أدبًا أن يُسوَّى بين الحقائق والمسلمات الثابتة عن ربنا تعالى، وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، وبين نتاج البشر العلمي وتجاربهم في مجالات الحياة المختلفة بلا استثناء، إنما هي نظريات ونماذج مؤقتة، تنجح في زمن وتموت في آخر، وقد يعود أصحابها أنفسهم فيصححوا مسارها.
من يرفض ما يسمى الحب قبل #الزواج، ليس (مغلقًا)، بل هو حكيم ونبيل، يعلم بأن الحب الحقيقي الذي يبني أسرة، مستقرة، إنما تنمو شجرته بالعلاقات السامية بين الزوجين بعد الدخول، وهو ما يؤيده الواقع والعلم. وأما ما يقع في القلب من حب دون تواصل مباشر، وتتبعه خطبة رسمية فلا حرج عليه أبدا.
أَمْرُ الأولاد بالصلاة مسؤوليةٌ مستمرة من مسؤوليات الوالدين لا تتوقف عند عمر، قال الله: {وأْمر أهلكَ بالصلاةِ واصطبرْ عليها} [طه: ١٣٢]. ولا تبرأ ذمتاهما إلا إذا استفرغا كل ما يستطيعان تجاه من لا يصلي من أولادهم؛ ولم يتوقفا عن دعوته أبدًا ما حييا، هناك يتحمل البالغ منهم إثمه وحده.
طاعة الزوجة لزوجها لا تسمى: (خضوعا سلبيّا)، إلا إذا تحولت معاملته معها إلى امتهان وقهر وسلب للحقوق، وإجبار على ما ليس من حقه أن يجبرها عليه. بل طاعتها البصيرة له أساس لاستقرار #الأسرة، ومن أسباب دخولها الجنة. لا توجد مؤسسة ناجحة بدون مسؤول مطاع، و الأسرة أهم مؤسسات #المجتمع.
الزوجة – في زمن الأجداد – لم تكن تطيع زوجها؛ لأنها مضطرة لذلك؛ لأنه يطعمها ويسقيها ويكسوها كسوة واحدة في السنة [كما يدعي بعضهم]، بل لأنها تعلم أن بينهما واجبات وحقوقًا يؤديانها بحب وتعبد، وأن هذا الرجل الشهم الكريم يستحق الطاعة في المعروف شرعًا وعرفًا، حتى ولو كانت غنية وجيهة.
وأخيرًا.. الحياة الزوجية متكاملة الأدوار، قوية البنيان، ولن تُصاب الأسرة بالتفكك والتشققات العاطفية الخطيرة، إلا حين ترتبك الأدوار وتختل وتتداخل، وتضيع الحقوق والواجبات، ويتوارى الحب وراء اهتزاز الثقة في العلاقات، وضعف التقدير والاحترام في التعامل، وتنمو الأنانية، والله المستعان.


اترك تعليقاً