استشارة / أبي .. جرعتني غصص المنون

السؤال : 

السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
جزاكم الله الف خيرولف شكر لكم على ما تقدمونة لاأخوانكم في لله  مشكلتي مشكله لم يستطع احدمساعدتي فلجْأت إليكم والدي معلم شخصيته قويه وعصبي الطبع
مقدرأتحمل زعله علي ومن ألمستحيل أن تجد بنت ترى والدهازعلان وتبقى مبسوطه لذا أتنازل عن حقي حتى لا يزعل علي وفي نفس الوقة أتألم ولاأحد يحس فيني

والدتي شخصيتها حساسه طيبة القلب رحيمه هي بين يدي والدي يصرفهاكيف يشأءتتئالم وماتحكي إلابعض الأحيان تحكي لأخواتي ويشكولي همهن أخواني يضغطون علي بمعاملتهم التي شبه سيئه

حرمت من ألتعليم والزواج والراحه ألنفسيه نفسي تحثني على الزواج بشكل مخيف حتى خفت على نفسي من فعل ألحرام لذا لجأت إلى الصيام وخف مابي ولله الحمدخف ألحاح الزواج ولكن اشتعل ألحاح ألأمومه إذاشفت أبناء أخوتي أتألم على حالي أي شيء يأثرفي نفسي ماعدت أقدر اتواصل مع ألناس

صرت أعيش لوحدي رغم وجود أسرتي أحس الكل يكرهني احيانا اوفكر في عمل مصيبه اقدمهالولدي على طبق من فضة حتى يصحى من غفوتة وبعدفوات الفرصةاكتشفت ان والدي يردالخاطبين دون أن يستشيرني مماأصباني بنوبة حزن طيرت النوم من عيني تحسرت وتالمت وبكيت ومرضت ولا أحدمن أسرتي حس فيني

وبسبب الضغط النفسي فتحت لي ابواب أكثرهاشر ضيعةتفكيري وحيرتني في أمري حاولت أصارح والدي باللي في قلبي وعنداما أصل إلى نقطةالنهايةتصيبني رجفةوارى والدي وهويصرخ في وجهي فأتراجع إلانقطة البداية فكرت باستخدام المخدرت حتى أنسى كل شي في حياتي

لكن احدألإخوان فى الله سمعني كلام يهدالجبل ومازلت اتذكركلمةمن كلامةقال (الكل يريدك لنفسه إلاالله يريدك لنفسك)لأن الحياة مالهاقيمةعندي ماعادفي الدنياشي يربطني اويحبني كل شي ضاع وضيعني معه فلاني قادره أساعداخواتي ولاني قادره أنقذنفسي أصبت بالاكتئأب وأناالأن اتعالج من دون ان يعلم اهلي بامري و لاأحد من أهلي يعلم عني شيئ أحزن لوحدي أتألم وامرض لوحدي عشرين ساعة في غرفتي لاأرآ احد ولااحديراني

الكل عايش لحاله لاتجتمع الاسرةإلابعدصلاةالمغرب فقط ولااحديتحدث بطلاقةإلاوالدي فالجلسةممله في هذالوقت اكون نأيمةمللت من كل شيئ صارالموت احلى من الحياة بهذا الأسلوب حاولت اغيرمن حياتي لكن فشلت الخروج من البيت ممنوع السفرممنوع المدرسةوالحلقةممنوع كل شيئ خارج البيت ممنوع

هذهي حكايتي فمن يبدل الأشواك بالورد واليأس بالأمل
ارجومساعدتي مشكورين وسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة 

الجواب :

الحمد لله على كل حال، والصلاة والسلام على النبي المختار، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

لا تتصوري أي حزن غرست أشواكه في نفسي وأنا أقرأ استشارتك، وكلما تقدمت سطرا ازدادت خناجرها عمقا وحدة وألما.

إن هذه الصورة المتكررة تبدو بدائية في مجتمع يسمو للرقي حتى بت أسمع تفاصيلها كل فينة وأختها فتصيبنيبالتعب النفسي!!

والمشكلة تبدأ من حيث بدأتِ أنت حين قلت “مشكلة لم يستطع أحد مساعدتي في حلها.. فلجأت إليكم”. أي أن انقطاع الحبال بينك وبين أفراد أسرتك هو أساس البلية، ولو كان الحوار مفتوحا بأريحية بينك وبينهم لما وصلت الأمور إلى هذه الحالة التي ذكرت تداعياتها.

ودعيني أضع بعض الحلول التي أتمنى أن تأخذيها مأخذ الجدية الكاملة في التطبيق، مع جرعات من التفاؤل والنظرة الجميلة للحياة.

ذو الشخصية القوية من الرجال يحتاج إلى أن ندع الجانب الأقوى لديه، ونلاعب الطفل الذي في داخله؛ وذلك بترويضه شيئا فشيئا، وبتعاون جميع أفراد المنزل؛ وأولهم الزوجة/الأم، بما أنها بسيطة في نفسيتها، وقد استطاعت أن تتعايش مع شخصيتك الوالد الفظة، فإنها قادرة الآن على تليين عريكته، وأن تعطفه على أفراد المنزل بالكلمة الحلوة، والهدوء إذا غضب، وعرض المطالب التي لم يكن يقبلها وهي لا بد منها، في وقت مناسب يكون فيه مرتاحا منها، ثم تعوده على الحوار الهادئ مع جميع أفراد المنزل، ولو أن تخطط لذلك بسفرة خاصة إلى مكان قريب، ففي السفر فرصة لتقارب النفوس.

اقتربي من أمك أكثر، وقولي لها بكل صراحة: أنا أحتاجك يا أمي، أريد أن تعطيني فرصة لأكون صديقتك، لا تبعديني عن صدرك الحنون، أريد أن أتحدث معك وأبكي حتى أرتاح، هيا احضنيني ولو لدقائق.. دعيني أنفس عما في داخلي.

بصراحة ألا تودين أن تقولي ذلك؟

كثير عليك يا أختي الكريمة أن تسكتي عن حقك في الحياة الكريمة، فتظلي محرومة من “التعليم والزواج والراحة ألنفسية” فمطالباتك بهذه الحقوق والإلحاح فيها دليل إنسانيتك، ولا حق لوالدك أبدا في حرمانك منها، فطالبي باحترام، واصبري على ما قد يفتعله الأب من غضب وزعل وربما ضرب، حتى تنالي هذه الحقوق، دون أن تعقي والدك ولا بكلمة أو حتى (أف) .

وقد أكبرتك حين وجدتك تهرعين للصيام لتخففي من هياج الشهوة الطبيعية لمن هن في مثل سنك وفراغك، وعليك بالقراءة الدائمة، والعمل المنزلي لتستهلكي هذه الطاقة في الخير لك ولأسرتك، وأبعدي عينيك وأذنيك عن كل محرم من الصور والإغراءات والأغنيات المهيجة.

وأما إلحاح الأمومة فإني أسأل الذي خلقك، وفطر حب الأمومة في قلبك ألا يحرمك منها، وأن ييسر لك الزواج والإنجاب، وتعيشي بقية حياتك هانئة سعيدة، والله كريم .. كريم يا أخيتي فادعيه وأنت موقنة بالإجابة.

لكني لست معك أبدا في أن تؤثري الوحدة، فالوحدة عذاب وأي عذاب؟ إنك صنعت حولك سياجا من الأوهام فاعتزلت أسرتك، وبقيت في غرفتك أسيرة نفسك، فلا أحد سجنك.. صدقيني ليس صحيحا أن “الكل يكرهك” بل الجميع يحبك، وعليك أن تكتشفي ذلك من خلال المواقف التي تمر بك معهم، بادري أنت بإعلان حبك لهم واسمعي ما يقولون!!

لا أتوقع منك أن تقدمي على أية “مصيبة” كما سميتها، لأنك شابة صالحة، ولكنها أوهام الشيطان، وأنت قادرة على إيقاظ أبيك من غفوته لا بما يدمر دينك ودنياك، ولكن بالحوار الصريح، الذي يجعله يعيد حساباته من جديد، فليس من حقه أن يرد الخاطبين دون أن يستشيرك، قولي له ذلك بأدب واحترام وبر.

البر لا يعني السكوت عن الحقوق الأساس في الحياة!! لماذا تكونين ضحية الخوف حتى تموتي؟!! (الكل يريدك لنفسه إلا الله يريدك لنفسك) حقا وهذا ما سيبقيك صامدة أمام كل دواعي الشر والرذيلة. ولكن لا بد ـ مع ذلك ـ أن تستدري معنى الحياة من جديد.

لماذا لا تعطين حياتك قيمة بإقناع الأب بمشاركتك في الدروس والحلق والمراكز المهارية أو الخدمة في جمعيات البر ودور الأيتام أو نحو ذلك؟!! لا بد للإنسان أن يكون له هدف مرحلي حتى يحقق هدفه الكبير، فحتى يأذن الله بالزواج، أشغلي وقتك بالإنجازات اليومية.

وأما سؤالك الأخير: من يبدل الأشواك بالورد واليأس بالأمل؟

أنت التي تستطيعين أن تكسري أشواك اليأس في حياتك، وتزرعي بأناملك الطرية أزهار الأمل.

لعلي أتلقى منك ما يسعدني من تفريج همك، وتغير حالك، ولكن تذكري أن السعادة في دواخلنا .. لا ننتظرها من الآخرين، وأن التغيير يبدأ من الداخل وليس ـ أيضا ـ من الآخرين.

وفقك الله لكل خير.



اترك تعليقاً