استشارة / آه .. متى أحب زوجي ؟!

السؤال :

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاه والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد
سأدخل في صلب الموضوع ان أمرأة ابلغ من العمر 31 سنه متزوجه من 7 سنوات ولدي طفلتين
سبع سنوات عشتها مع زوجي لم أشعر فيها بالحب ولو للحظه برغم حبه لي وتفانيه لاجلي لكن عجز قلبي عن ان يحبه او حتى يقبله حاولت ارغام نفسي على حبه فلم أستطع
طوال السنين التي مضت كنت اعيش عذاب وقلق نفسي كنت اشعر بفراغ عاطفي كبير بحجم السماء احاول ان اتجاهل هذا الفراغ ونسيانه بالانشغال بأمور الحياة لكن للاسف حالي كان يزداد سوءا…الى ان وصلت لمرحله كرهت فيها بيتي وكرهت زوجي وأصبحت اختلق الاعذار للسفر عند اهلي متعلله بمرض امي فأبقى لديها شهور وحتى خلال هذه الشهور لم اشعر ولو لمره واحده انني اود سماع صوت زوجي عبر الهاتف ناهيكم عن الشوق واللهفه المتوقع حدوثها بين الازواج عند غياب احدهم…زوجي رجل لاينقصه شي فـ هو على خلق ودين ويحبني ولكن للاسف المشكله في انا لم استطع ان اتقبله واحبه مشاعري تجاهه مجرد احترام وتقدير فقط لاغير

مللت حياة الصبر اود ان اشعر أنني انثى لها مشاعر واحاسيس اقسم لكم بالله انني لا اطيق المعاشرة الزوجيه ليس لانني اعاني من مشكله ولكن بسبب كرهي له لدرجة انني بعد كل لقاء اجلس ابكي بمراره وحسره على هذا العذاب النفسي الذي اعانيه…هو يعلم انني لا احبه مع انني لم انطق بها ولكنه شعر بها وقالها لي مره ودائما يتذمر من تهربي المتكرر عن فراش الزوجيه وانه ليس براض عن ادائي ولكن مع هذا كله يحبني

اشعر بالحزن يعتصر قلبي وبتأنيب الضمير كلما رأيته ورأيت مايفعله لاجلي ولاجل ان يكسب حبي
اقسم لكم انني اتمنى لو اذبح قلبي الف مره واعيش بلا قلب ومشاعر ولكن ماذا افعل فأنا بالنهايه لست سوى بشر…احاول ان اشغل نفسي بتربية طفلتاي وبأداء الواجبات الاجتماعيه وبالعمل ولكن الحسره تملئ قلبي وانا ارى مصيري مع رجل لا اتخيله سوى اخ

نزل وزني كثيرا وضعف جسمي واصبحت لا اشتهي شيئ حتى الابتسامه لا اجد لها معنى اشعر ان حياتي باهته لا لون ولا طعم ولا رائحه لها…اشعر كما لو كنت اجلس على مقاعد الانتظار.. فـ انتظار شيئ ما ليخلصني من هذا العذاب الذي اعيشه…كنت اعيش السنوات التي مضت وانا احاول ان اقنع نفسي بأنه سيأتي اليوم الذي سأحبه فيه

ولكن الايام مضت والسنوات مضت وحالي يزداد سوءا
فأصبحت الان امتنع عن فراش الزوجيه وليسامحني الله ولكن هو امر خارج عن ارادتي وعن طاقتي وان حدث اشعر برغبه في الاستفراغ …اصبحت وللاسف الشديد افرغ غضبي في زوجي مع انه ويشهد عليالله انني انسانه حليمه ومطيعه ومؤدبه ولكن اصبحت لا احترمه ولا اهتم بأي شيئ يخص بيتي سوى الاهتمام بطفلتي الصغيرتين

افكر كثيرا في الانفصال حتى ارتاح من هذا الهم الجاثم على صدري سنين طويله …ولكن ضميري يعذبني وجلد الذات ادماني مع انني اعلم ان المحبه من الله وانه لاذنب لي انني لم احبه ولكن اشعر بالحزن عليه مع انه يستحق من هي افضل مني انسانه تحبه وتبادله الحب وتهتم فيه…لانني وللاسف الشديد لم اقدم اليه خلال تلك السنوات اي شي
احيانا افكر بنفسي واقول هل لو تطلقت ساتزوج؟؟ ومن ذا الذي سيتزوج امرأة معها طفلتين مع انه ولله الحمد لاينقصني جمال ولا تعليم ولا اي شي وهذا كله بفضل من الله…ولكن انا خائفه من المستقبل احيانا افكر ان انفصل عنه واجرب حظي لعل الله يرزقني بالانسان الذي يعوضني عن هذا الحرمان الذي عشته واعيشه..
وهو ايضا يعوضه الله بمن تستحقه وتليق به
ارجوكم لاتقسوا علي فـ أنا قسوت على نفسي ولم ارحمها

الجواب :

بسم الله الرحمن الرحيم .
أختي الكريمة :
يعجبني كثيرا هذا الإنصاف من الأنثى تجاه زوجها..إنه رجل لا ينقصه شيء .. دين وخلق، والمشكلة أنا , يحبني ولا أحبه ,هذا ملخص الرسالة..
ولكني أريد أن أرتب الأمور كما ينبغي..
كل زوجين يبدءان حياتهما ببذرة الحب وتنمو.. والسؤال الذي ظل يراودني طوال مدة قراءتي لمشكلتك هو/ لماذا وجمت بذرة الحب في نفسك دون نمو، وقد نمت في قلب زوجك؟
هل لأنه أراد .. وأنت لم تريدي؟!

هل لأنه بذل جهدا ليحبك .. وأما أنت فاستسلمت لشعورك، وانتظرت الحب ينمو في نفسك لوحده هكذا.. هل رأيت بذرة تنمو دون سقي… دون تعب .. دون أي جهد؟
هو أحبك.. وصبر على جفائك..
وأنت عانيت كثيرا لأنك لم تقبليه..
معاناتك دليل صدقك في عشرتك.. وإن لم تكن دليل حبك..
أبرز مظهر لعدم قبوله هو الفراش!!
ماذا صنع هو لكي تقبليه في الفراش؟
وماذا صنعت أنت لكي تقبليه في الفراش؟
أظن أنكما لا تقومان بالقدر الكافي من التهيئة الجنسية لعملية ناجحة.. ناجحة في الإفضاء الرائع الذي يشمل الروح مع الجسد!! لإشباع جنسي كاف ليؤلف قلبيكما..
إن عدم السعادة في الفراش هي أبرز الأسباب وراء هذه النفرة، ولكننا كثيرا ما نحتج بغيرها!!
وإلا فلماذا لم يبن الحب؟
الحب يحتاج إلى تضحية.. فكم ضحيت من أجله؟
يحتاج إلى علم وفن.. فهل يعي زوجك أبجديات الحب وفنونه؟
هل يمكن أن أحب زوجي الآن بعد سبع سنين؟
نعم وبكل تأكيد.. بإذن الله وتوفيقه.
ولكن لكل أمر فن وطرق خاصة.
وقبل كل ذلك إرادة.. وتفاؤل.
إرادة قوية..
وتفاؤل يصل إلى حد اليقين.
هكذا أفهم بناء الحب في البيوت.
وحين يفكر أحد الزوجين في بديل فإنه سيهدم أساس الإرادة، ويكون قد قضى على التفاؤل.
قولي هذا هو زوجي ولا أحد سواه.
قولي سأحبه … وستحبينه بإذن الله.
تأملي في صفاته العليا.
ودعي ما تكرهينه منه.
تحاوري معه بصراحة عن كيف يسعدك في غرفة النوم وخارجها.
لا تدعي التردد يقضي على حياتك معه.
أنت امرأة متميزة في الكتابة، ولديك مقدرة غير عادية في التعبير عن مشاعرك، هيا استفيدي منها وخاطبي بها زوجك.
اكتبي كل شيء.. إلا شيئا واحدا هو: أنك لا تحبينه.
حتى لو قال لك هذا .. أسرعي بنفيه.
قولي له ـ ولو كذبا ـ إني أحبك. أنت رائع، أنت إنسان نادر
لا تظني أن الحل الذي يلقيه الشيطان في روعك هو الحل… لا بل هو ما يتمناه الشيطان في كل بيت مسلم.

أختي الكريمة .. إذا حصلت المرأة على زوج صالح، فلتتمسك به، ولا تتراجع عنه قدر أصبع، فما أعظم الصالحين، إذا أحبوا أكرموا، وإذا لم يحبوا لم يظلمواّ!!!

أختي أنصحك بالتمسك بزوجك، وتعزيز علاقتك به، حتى لا تفقديه.. وتفقدي معه كل حياتك الزوجية.. ومن يدري كيف سيكون المستقبل؟

الحياة الزوجية ليست كلها رومانسيات كما تصورها لنا المسلسلات، ولكنها أيضا حقوق وواجبات، وعشرة وتذمم.

قال رجل لعمر رضي الله عنه: إني لا أحب امرأتي، هل أطلقها؟ فأجابه/ ويحك أو كل البيوت تبنى على الحب؟ فأين العشرة والتذمم؟؟
أرجو أن تراجعي موقفك، وأن تمدي حبال الوصال بيتك وبين زوج، وأسأل الله تعالى أن يوفقكم لكل خير، وأن يوفق الله بين قلبيكما، ويجمع بينهما في خير ..



اترك تعليقاً