من أجل هذا تحققت لمركز التنمية الأسرية نجاحات

 

جريدة الرياض/ الأحساء

نود أن تعرف على المركز وأهدافه :

الحمد لله القائل في محكم التنزيل: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)} [سورة الروم 30/21] . والصلاة والسلام على خير نبي وأفضل رسول نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرًا ، أما بعد : فقد كان مركز التنمية الأسرية أملا .. وهو الآن يتحقق !! ليفتح على الناس طريقًا سهلاً بإذن الله نحو التلاحم الأسري ، الذي به نصل إلى السعادة الأسرية، والسكن النفسي بين الزوجين، والتربية القويمة للأجيال ، والبرُّ الوفي للوالدين ، وتوثيق الصلة بين الأرحام .

وفكرة المركز إنما نشأت بعدما تأملنا كثرة الخلافات داخل الأسرة الواحدة والتي تنذر بمزيد من التفكك الأسري ، كمل لفت أنظارنا نسبة الطلاق التي تصاعدت حتى بلغت في محافظة الأحساء أكثر من (20%) من حالات الزواج، وتزيد عن ذلك في كل من الدمام والخبر وعدد من محافظات المنطقة الشرقية الأخرى، ولاحظنا بكل شفقة ارتفاع نسبة مرضى الاكتئاب النفسي الناتجة عن المشكلات الأسرية ، وبروز العنوسة ظاهرة اجتماعية تعد الثانية بعد ظاهرة الطلاق ، وزاد الأمر سوءًا نشوء جهات غير مأمونة تقوم بدور الإصلاح الاجتماعي ولاسيما في بعض الفضائيات والمجلات ومواقع الشبكة العالمية، وللرغبة الملحة من الأسر في محاضن تربوية نموذجية ، كل ذلك كان من دواعي إنشاء هذا المركز .

كم عدد موظفي المركز المتفرغين ؟ وهل هناك عنصر نسائي في المركز .

لا يوجد حاليًا موظفين متفرغين لهذا العمل ، وإنما هم عشرة من المتعاونين من ذوي الخبرة والتجربة في العمل التربوي والاجتماعي يعملون حوالي أربع ساعات ، ولا شك أن المركز بحاجة إلى من يتفرغ للعمل فيه ، غير أن هذا ربما يكون في المستقبل إن شاء الله تعالى .

أما العنصر النسائي فقد أعدَّ المركز دراسة وافية حول افتتاح القسم النسائي مع مطلع العام المقبل بإذن الله تعالى بتوصية من محافظ الأحساء سمو الأمير بدر بن عبد الله بن جلوي آل سعود حفظه الله ، وبرعاية كريمة من جمعية البر في الأحساء ، وسوف يضم عددًا من المتعاونات من ذوات الخبرة والدراية بشؤون الأسرة ، ويكون رافدًا قويًا للقسم الرجالي ؛ لأن الأسرة إنما تقوم على الزوج والزوجة ، ولأجل أن تكون المسترشدة في هدوء نفسي أثناء بث شكواها أو عرض مشكلتها حرص المركز على افتتاح القسم النسائي ليستمع بكل أمانة لهذه القضايا والمشكلات .

لجنة إصلاح ذات البين أسهمت في العديد من حل القضايا الأسرية فهل تعرفنا على هذه اللجنة ؟

يقوم قسم إصلاح ذات البين بالتوفيق بين المتخاصمين ؛ وإصلاح ذات بينهم  في مجالات عديدة ، ومنها : حالات الطلاق التي يرجى تلافيها، وحالات عضل البنات ، وحالات الخصام بين أفراد الأسرة، وبالإضافة إلى استقبال مشكلات الخلافات الأسرية المباشرة من الأفراد يتم استقبال القضايا من عدد من الدوائر الحكومية ذات العلاقة بشؤون المشكلات الأسرية .

حيث يجتمع ممثل المركز بذوي الشأن في القضية في وقت محدد، وتقرّب بينهما المسافة، حتى نصل بهم إلى الصفاء والنقاء، مستعينين
ـ بعد الله تعالى ـ ثم بوجهاء البلد ، ومحبي الإصلاح فيه .

كيف وجدتم تفاعل واستجابة الأسر الأحسائية لدوركم ؟

الاستجابة من المجتمع الأحسائي الطيب وعلى كل المستويات التعليمية رائعة ، حيث وجدنا التفاعل من أول افتتاح المركز ، ففي شأن الدورات نجد أن التسجيل فيها يغطي العدد المقرر في الغالب حتى نضطر أحيانًا إلى أن نعدهم بإقامة الدورة مرّة أخرى ، كما شاهدنا إقبالاً طيبًا على المحاضرات العامة التي نحرص على إقامتها في أكبر صالات الأفراح في المحافظة ، وفي قسم إصلاح ذات البين وجدنا العمل فيه من أيام افتتاحه ، ولا تسل عن قسم الاستشارات الهاتفية الذي أعددنا له حملة إعلانية كبيرة ثم تراجعنا عن بعضها لما رأينا من الإقبال المستمر على الاستفادة من المستشارين ليس من محافظة الأحساء وحدها بل من جميع مناطق المملكة ولله الحمد ، وهذه فرصة ثمينة أن نشكر هؤلاء على ثقتهم الكبيرة في عطاء هذا المركز كما أنه يجعلنا في ديمومة من العمل المتواصل لنكون عند حسن الظن إن شاء الله تعالى .

ما سبب نجاح المركز في حب كثير من القضايا الأسرية ?

نسأل الله تعالى أن نكون قد حققنا هذا النجاح ، وإنما النجاح في كل شيء من الله تعالى وتوفيقه ، كما أنه له أسبابًا ، من أهمها :

أن المتعاونين في العمل في المركز هم ممن يحملون همّ المحافظة على ثوابت ومقومات الأسرة المسلمة ، كما أنهم من المضطلعين بشؤون الأسرة بحثًا ودراسة وتدريبًا وتوجيهًا ، إضافة إلى هذا التأييد الكبير الذي وجدناه من لدن كل المسؤولين في بلادنا المباركة بدءًا من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية وفقه الله ، أو من سمو محافظ الأحساء الأمير بدر بن عبد الله بن جلوي وفقه الله ، أو بالدعم والإشراف من جمعية البر في الأحساء ، وأهل الخير ، إضافة إلى هذه المشاركة الخيرة من دعاة الأحساء وأهل التربية والاختصاص الذين وقفوا معنا جنبًا إلى جنب ، فمنحونا من ثمين أوقاتهم ومن خلاصة أفكارهم وتجربتهم ما استطعنا به _ بعد الله تعالى ـ أن نسير به بكل ثقة ، ونكسب به ثقة الآخرين ، ولا ننسى أن بيئة الأحساء تتميز بحب التسامح والعفو ولين الجانب الأمر الذي يحتاج فقط إلى شيء من التوجيه والتسديد ، والله المستعان ومنه التوفيق .

هل لكم تعاون مع مراكز أسرية مشابهة في داخل المملكة أو خارجها ؟

قام مدير المركز وبعض رؤساء الأقسام فيها بزيارة عدد من المراكز في المملكة رغبة في الاستفادة من خبرة الآخرين وتلاقح الأفكار معهم ، مثل مركز التنمية الأسرية في الدمام ، ومركز مودة في جدة ، ومشروع ابن باز الخيري في الرياض ، وغيرها ، كما أنه ما يزال يستفيد من بعض تجارب أمثال هذه المراكز في دول الخليج التي كان لها سبق في هذا الشأن ، فلم يكن منهجنا أن نبدأ من الصفر بل نبدأ من حيث انتهى الآخرون ، وما زلنا نتطلع إلى كل معرفة وخبرة نستفيد منها ونفيد بها غيرنا .

هل تستعينون بخبراء متخصصين في مجال الأسرة ؟

بلا شك ، فليس موضوع التنمية الأسرية موضوعًا هامشيًا قد يتكلم فيه كل الناس ، بل جعلنا العمل بالتخصص في هذا المجال من أهدافنا التي نطمح في الاكتفاء الذاتي فيها ، بحيث يأتي على المركز يوم يكون كل من يعمل فيه قد تخصص في المجال الأسري ، أو حصل على شهادات علمية أو تدريبية في شأنه ، ولذا كان من أول أعمالنا تدريب المستشارين الين يتلقون الاستشارات الهاتفية على فن المشورة الهاتفية وذلك حينما استضاف المركز د/عبد الله بن ناصر السدحان وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية لإلقاء دورة استغرقت عشر ساعات ، وما يزال المركز في خطة واضحة السير في تطوير القدرات والمهارات لدى العاملين لديه والمتعاونين معه ، ومن ذلك إعداد دورة في التعامل مع المراهق ، ودورة في التعامل مع المدمن ، ودورة في التعامل مع الحالات النفسية .

من أين تسيرون دفة المركز من الجانب المادي ؟

لقد كان لجمعية البر في الأحساء السبق في دعم هذا المركز في انطلاقته الأولى ، وما يزال يتلق الدعم المبارك منها ، غير أن إيمان أهل الخير من أصحاب المعروف والإحسان في هذا البلد الطيب كان رافدًا كبيرًا مدّ المركز بمساعداته المالية ودعمه المعنوي ، الذي نسجله بمداد من الشكر والعرفان لكل من وقف مع المركز بالقليل والكثير ، ونسأل الله تعالى أن يضاعف الأجر والمثوبة .

كيف كان تجاوب الدوائر الحكومية مع أنشطتكم الأسرية ؟

لم نكن نستغرب هذا التجاوب الرائع من المسؤولين في الدوائر الحكومية ، لأننا على يقين من علو ثقافتهم ، وإحساسهم بمجتمعهم وحاجة أسره لمثل هذه المشروعات التي تعود بمزيد أمن واستقرار ورخاء وسعادة على كل أفراد هذا البلد الخيّر ، والحقيقة أننا وجدنا ترحيبًا منقطع النظير ، بل وجدنا لديهم مزيدًا من الأفكار التي منحتنا تواصلاً وارتباطًا بهم في كل يخدم مهمتنا الأسرية ، لقد شعرنا بأن مركزنا غدا يحمل فكرة توحد بين كل الدوائر الحكومية ، وتجمع بين أهدافها ، وهل هناك أسمى من السعادة هدفًا ينشده الجميع في الدنيا والآخرة !! ولذا يُعد المركز الآن برنامجًا توعويًا يُعنى بكل الدوائر الحكومية في محافظة الأحساء بالتنسيق مع إدارة هذه الدوائر بحيث تقام كل أسبوع دورة تدريبية ومحاضرة في جدول متناسق يشمل هذه الدوائر واحدة تلو الأخرى ، وقد اختار المركز عنوان المحاضرة وهو : ( كيف نزرع المودة في بيوتنا ) ، وعنوانًا آخر للدورة : ( فن التعامل مع المراهق ) ، وقد لهذا وذاك أوراق عمل وحقيبة تدريب لكل مستفيد ، ونسأل الله تعالى أن يعين ويسدد .

آخر خطواتكم العملية والتطويرية في المركز لم يعلن عنها ؟

من آخر هذه الخطوات في مضمار التنمية الأسرية إقامة عشر لقاءات حوارية في عشر جوامع ، في عشرة أشهر ، تنتشر في حواضر الأحساء وقراها ، وذلك بالتنسيق مع مركز الدعوة والإرشاد في المحافظة الذي لا يأل جهدًا في مد يد المساعدة والتعاون البنّا ء في المشاور الدعوي ، كل ذلك في خطة متناسقة تتفق لبناتها مع أسسها ومنطلقاتها .

نود أن نتواصل معكم عبر الإنترنت ، فهل لكم موقع من خلاله نجد هذا التواصل ؟

نعم (www.holybi.com)

 



اترك تعليقاً