الأسبوع الأول من الدراسة

 

جريدة عكاظ/أ. محمد البيضاني

1- فقد الشراكة بين المنزل والمدرسة :

قضية الشراكة التربوية بين البيت والمدرسة قضية كبرى، تبدأ منذ اليوم الأول من الدراسة؛ بل قبله بأشهر؛ حيث يقوم الوالدان بتهيئة الولد لحب المدرسة؛ بذكر ما ينتظره فيها من عناية خاصة به، ومن صداقات جديدة، ومن تلق للعلوم النافعة، ومن ألعاب مختلفة لا يجدها في المنزل، ومن أساتذة يحبونه ويحرصون عليه.

والمهم هو ألا نبالغ في هذا الأمر حتى لا يفجأ الولد بالواقع المتخلف عن هذا الوضع في بعض مدارسنا الابتدائية، التي لا تزال حتى الآن قاصرة عن هذا الاستقبال المطلوب.

ثم بعد ذلك ينبغي ترسيخ التعامل بين المدرسة والبيت وتنميته طرديا كلما كبر الولد؛ لأننا لا يمكن أن نكمل بناء الشخصية إلا بشكل متوازن

متى يبلغ البنيان يوما تمامه         إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم

صدقني هناك معلمون يهدمون، وهناك آباء يهدمون، والحل هو تأهيل المربين في البيئتين لتربية سليمة؛ لحماية مستقبل الولد والوطن والأمة.

2-  الروتين الممل الذي يصاحب الأسبوع التمهيد :

أظن أن النجاح في هذا الأسبوع يمثل تحديا لكل مدرسة على حدة، والمبدع هو الذي سوف يثبت نجاحه بجدارة، والأمر عائد إلى الرغبة في النجاح، وحب العطاء، والنظرة المتحررة من الرؤية المتدنية للعملية التعليمية التربوية.

لا يمكن أن أقول إن كل المدارس فاشلة في هذا الأسبوع؛ هذا ظلم، ولكن يوجد مدارس لا تريد أن تتطور؛ لأنها تتعامل مع العملية التربوية على أنها وظيفة جامدة، وليست غاية ولا هدفا ولا رسالة.

3-  قلة الإمكانات في التجهيزات المناسبة لهذا الأسبوع :

هذه مسؤولية الوزارة، وينبغي أن تقوم بمسؤولياتها؛ ولاسيما أنها تتمتع بدعم منقطع النظير من ولاة الأمور؛ ولا نعهدها بخيلة.

4-  المطالبة بورش عمل للمعلمين  وتنفيذ دورات تدريبية  من اجل التهيئة :

هذا هو الحل الذي يبني جيلا من المعلمين قادرين على البناء المتكامل، ليتخلصوا من بقايا التربية القديمة القائمة على الضغط والضرب والإهانة المستمرة، التي كان من عواقبها هروب عدد من الطلاب من المدرسة، وفشل بعضهم في الحياة، ولا يزال بعضهم يتذكر كيف حرم من التعليم بسبب معلم، وآخر فقد حاسة من حواسه بسبب ضربة معلم.

5-  قلة تفعيل هذا الأسبوع بالرغم من  أهميته كمستقبل للطفل في التعليم :

أرى أن ينال المستجدون في هذا الأسبوع ذروة الاهتمام، وأن يجتمع المعلمون مع إدارة المدرسة قبله بمدة لرسم خطة متكاملة لإنجاحه، واستيعاب جميع المتوقعات من سلوكيات الطلبة، ومن علامات النجاح رغبة الطلاب في المدرسة، وقلة عدد الطلبة الرافضين للاستمرار.

6- وجود الأسبوع التمهيدي كمسمى فقط في المدارس الحكومية :

هذه مسؤولية المدرسة وإدارة التربية والتعليم في أية محافظة، وسوف يسأل الله تعالى كلا عما استرعاه حفظ أم ضيع.

 



اترك تعليقاً