الأندية الأدبية

مجلة المحور
محرر الصفحة الثقافية ـ ماجد بن محمد الجهني
 
س/ في رأيكم هل كان التشكيل الأخير للأندية الأدبية على مستوى طموحات 
الأدباء والمثقفين؟
لا بد أن أحرر القارئ أولا من وهم المتوقع من حديث أديب من الشرقية أنه يتحدث أو يشير إلى نادي الشرقية الأدبي في جميع الإجابات التالية، وإنما أؤكد أن حديثي رؤية شاملة لجميع الأندية في المملكة ولدي دراسة عنها قدمتها في الأسبوع الثقافي في الأردن قبل فترة.
التشكيل الأخير هل جاء على مستوى الطموحات ؟ سؤال طرحه المشهد الثقافي في المملكة بقوة، لأنه ـ حقا ـ فاجأ جميع الأوساط والأطياف، حتى الطيف المستفيد.
والإجابة الحدية قد تؤدي إلى عدم المصداقية، أو إلى الحرج مع الشخصيات، فمن رشحتهم الوزارة للمجلس الإداري عدد كبير من الأدباء والشعراء والقصاص والمهتمين بالأدب، وغير خفي أن المرشحين ليسوا جميعا على مستوى واحد من الحضور الأدبي، بل ربما بعضهم ليس له حضور أو جودة في الإنتاج مشهود بها في فن من الفنون، بينما يوجد رموز للأدب والثقافة تجاهلتهم الوزارة، أو ربما رأت إرجاءهم إلى تشكيل آخر بعد أربع سنوات.
ليس هذا مهما كثيرا، فإن النظام الجديد يقضي بالتغيير بعد أربع سنوات، وليس معقولا أن يرشح جميع الأدباء في سنة واحدة، والسنة الأولى تجربة، سوف يتحمل ثقلها المقدمون، ولعل الوزارة جادة في تشكيل جمعية عمومية للأدباء ليرشحوا من بينهم من يمثلهم، وهذا يعني ـ كما صرحت الوزارة ـ بأن جميع من هم موجودون الآن لن يكونوا في مقاعدهم بعد أربع سنوات.
ولكن الإشكالية التي أجدها هي أن الوزارة اختارت معظم أفراد المجالس من طيف محدد كان ولا يزال قليل التمثيل في المشهد الثقافي، وإن كان موجودا بالفعل، ولم تنوع بالقدر الكافي أو بالمساواة العددية، في حين أنها قالت بأنها أجرت انتخابات .. ! فإذا وضعت ستة من عشرة من اتجاه أدبي معين، فأنت عينت الرئيس من هذا الرئيس ومعظم أصحاب المواقع المؤثرة، ولم تترك فرصة حقيقية للانتخاب، وهو ما حدث في عدد من الأندية، ولعل الاختيار في الأساس كان أو ربما يرمي إلى هذا الاختيار الذي تم، والذي فاجأ الجمهور الأدبي بالفعل.. هذا مجرد تخمين. مع تقديري للجميع وتمنياتي لهم جميعا بالتوفيق.
حيث تصدرت أسماء لا يعرفها الوسط الثقافي أو لا يَعرف لها نتاجا متاحا للاطلاع، كما انزوت أسماء كان متوقعا لها التصدر.
وفق الله الجميع .. فهي مسؤولية لا يبحث عنها من يعرف قدرها، وأمانة سيسأل عنها من يتحملها، ولا سيما في وقت تتعرض فيه الأمة كلها لهجمة شرسة على كل مقدراتها، ومن بينها لغتها وأدبها.
وأشير هنا إلى أن مجلس الإدارة لا يعني كل النادي، وإنما بل هو ممثل للأدباء، فإذا كان مما يؤخذ على مجالس الأندية السابقة أنها تمتلك النادي، وتتصرف فيه بعيدا عن رغبات معظم الأدباء ـ وهو كلام ليس دقيقا في بعض الأندية ـ فإن المتوقع من المجالس الجديدة أن تكون أكثر تمثيلا للأدباء، وأكثر انفتاحا على جميع التوجهات، وأبعد عن التقوقع والإقصاء الذي مورس من قبل في بعض أندية المملكة.
س/ هناك من نادى بمقاطعة الأندية الأدبية لأنها جاءت عن طريق التعيين ولم تأت عن طريق الانتخابات.ما تعليقكم على ذلك؟.
لا أظن أن هذا الرأي صحيح، بل المقاطعة سوف تحفر مزيدا من الخنادق في الصعيد الثقافي، وتخلق جوا من التوتر، والأحاديث الجانبية التي لا تمت للأدب بصلة، ومن يخلص للكلمة فلن يقاطع من يتبنى منابرها، إلا أن يكون من امتطى المنبر من مبدأ إقصائي، لا يرى وجوده إلا حين لا يوجد الآخر.
لكن من حق أصحاب هذا الرأي أن يقولوه، ويتبنوه، ويدافعوا عنه.
س/ كيف ترون المشهد الثقافي بعد هذه التغييرات؟.
أتوقع أن يتجدد، وأن يجد فيه الجميع متنفسا، وكل ما أرجوه أن تتاح فرص للحوار بين أصحاب التوجهات الأدبية لمحاولة تبادل الآراء، وخدمة الثقافة في بلادنا.
وأخشى أن تصاب الأندية بأدواء الروتين الممل، أو الشللية ، أو التكرار، أو التقاطع مع الجمهور، وأن تعود إلى إسماع الذات، واجترار الأنا.
شكرا أخي الأستاذ ماجد الجهني، ووفقك الله في انطلاقتك لخدمة الثقافة.


اترك تعليقاً