خاطرة

‏أما الموفقون فحين يُرزقون علمًا أو نجاحًا أو مالًا أو جاهًا فيقولون ما قال نبي الله سليمان عليه السلام: ‏{هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40)}.

‏وكلما جدَّت بهم نعمة رددوا ما قاله يوسف عليه السلام: ‏{ذَٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّيٓۚ }.

‏وأما الجاحدون فيقولون:
‏ما لأحد فضلٌ عليَّ، حتى أنكر أحدهم فضل أبيه عليه، وصار يردد: أنا بدأت من الصفر، اشتغلت على نفسي، وكل ما عندي هو من عرقي وجهدي وتعبي، يقولون ما قيل قبلهم:
‏{إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي ۚ}.

‏ألا يعلم هؤلاء:
‏{أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّن فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)}.

‏وأن من أعطى – عز وجل – قادرٌ على أن يأخذ؟!

‏{إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102)}.

‏علموا أولادكم بأن التوفيق بيد الله وحده لا شريك له، وأنه لم يرد لفظ (توفيق) غير مرة واحدة في كتاب الله تعالى في آية تنص على هذا المعنى:
‏{وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}. فاطلبوه منه عزَّ وجل وحده.

‏وهو ما كان يربي رسولكم صلى الله عليه وسلم ذريته الطيبة الطاهرة:

‏قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها:
‏”ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به ، أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين” [حديث حسن].

—————————————————————-

🖊 بقلم د.خالد بن سعود الحليبي البن زيد



اترك تعليقاً