أحسبه كذلك، ولا أزكي على الله أحدًا.
الحليبي شاعر موضوعي، يلم بالشعر على عجل، ثم يبرحه إلى جد القول، والعمل.
أصدر ديوانين، بينهما عقد، ونصف.
لقد لفت نظري هذا الانقطاع عند الشاعر الأمير عبدالله الفيصل؛ الأمر الذي حملني على دراسة المسافة الفنية، والموضوعية، واللغوية بين ديوانيه. إذ امتدت المسافة بينهما أربعة عقود.
وكم أود لو هبّ بعض الدارسين لتقصي هذه الظاهرة عند غيره من المقلين.
ولما كان (الحليبي) يلتقي مع الشاعر (الأميري) في البعدين: اللغوي، والدلالي فقد أطال المكث في عالمه الشعري. وأخرج كتابين عنه.
ولأني مثله حفي بـ(الأميري)، وشعره فقد درست شعره في بعده اللغوي:- (البناء اللغوي في شعر الأميري) وهي الدراسة التي اختارها د/ الشنطي كأنموذج للمقالة الأدبية في دراسته التاريخية للأدب السعودي.
ما أود اكتشافه في عوالم (الشعراء النقاد) مدى العلاقة بين النقد الذوقي، والمعياري من جهة، والمواهب الشعرية، ودعوى الصنعة، والموهبة، والإلهام، وشياطين الشعر من جهة أخرى.
وتجاذبات: (أرسطو) و(النقاد العرب) حول (العمل الشعري)
ودعوى: –
– الأجواء. والإمكانيات والمواقف حملتني على الاستنجاد بـ: ثلاثة كتب بَعُد العهد بها:-
– الشعراء النقاد
– شياطين الشعر.
– الشعراء ونقد الشعر
وما زادتني قراءتها إلا رغبة في المزيد
لقد ألمح القرآن الكريم إلى أن (الإبداع الشعري) ليس فعلا بشريا خالصا؛ فيما يقطع الجميع ببشرية النقد.
عبيد الشعر (أوس) و(زهير) و(الحطيئة) تشعر ببشرية الأداء عندهم؛ لأنهم يعون ما يقولون.
(المتنبي) يستنجد بالشيخ الأعور (ابن جني) لفهم مشكل شعره.
الشعر حين تبادرك دلالته يكون من باب الصنعة والاقتدار.
وفي النهاية:
(الشعر صعب وطويل سلمه)
ومع كل هذا فرديء شعر المتنبي من أردى الشعر؛ وجيده من أجود الشعر. و(سيفياته) تفوق (كافورياته) يتم ذلك عندما يتخلف الإلهام، وتحضر الصنعة.
ما نوده من الشعراء النقاد كشف العلاقة بين الشعر ومبدعه، لأنهم الأدرى بمضائقه.
————————————————-
المصدر: جريدة الجزيرة (السعودية )
https://www.al-jazirah.com/2018/20181208/cm30.htm
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.