اللهم إنك قلت وقولك الحق المبين، وأنت أصدق القائلين: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً}.. {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا}.. {قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}.
اللهم إنا نحمدك، ونستعينك، ونستغفرك ونتوكل عليك، ونثني عليك الخير كله، نشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفِد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق.
اللهم لك الحمد كله، ولك الشكر كله، وإليك يرجع الأمر كله، علانيته وسره، فأهلٌ أنت أن تُحمد، وأهلٌ أنت أن تُعبد، وأنت على كل شيء قدير.
لك الحمد بالإسلام، ولك الحمد بالقرآن، ولك الحمد بالمال والأهل والمعافاة، كبتَّ عدونا، وأظهرت أمننا، وجمعت فرقتنا، ومن كل ما سألناك ربنا أعطيتنا، فلك الحمد والشكر كثيراً كما تعطي كثيرًا.
اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا، ولك الحمد على كل حال. لك الحمد كالذي نقول، وخيراً مما نقول، ولك الحمد كالذي تقول.
اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق، ووعدك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق، والساعةُ آتيةٌ لا ريب فيها.
لا إله إلا الله! المتوحدُ في الجلال.. بكمال الجمال.. تعظيماً وتكبيراً، المتفردُ بتصريف الأمور على التفصيل والإجمال تقديراً وتدبيراً، المتعالي بعظمته ومجده، الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا.
لا إله إلا الله! رب الأرباب، ومسبب الأسباب، وخالق خلقه من تراب، سبحان من خضعت لعظمته الرقاب! سبحان من لانت لقـدرته الشـدائدُ الصلاب! غَافِرُ الذَّنْبِ وَقَابِلُ التَّوْبِ شَدِيدُ الْعِقَابِ.. لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلنا وَإِلَيْهِ مَتَابِ.
وصلوات الله وسلامه على نبيه وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أرسله إلى كافة الثقلين بشيرًا ونذيرًا، وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا.
اللهم لك الحمدُ كما هديتَنا للإسلام، وعلمتَنا الحكمة والقرآن، ولك الحمد على ما يسَّرت من صيام رمضان وقيامه، وتلاوة كتابك العزيز، الذي لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيد. اللهم إنا عبيدك، بنو عبيدك، بنو إمائك، نواصينا بيدك، ماضٍ فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك، نسألك اللهم بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجِلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا، وقائدَنا وسائقنا إلى رضوانك وإلى جناتك جنات النعيم.
اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن العظيم الذي أيدت سلطانه، وقلت يا أعز من قائل سبحانه: فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ، أحسنِ كتبك نظامًا، وأفصحِها كلامًا، وأبينِها حلالًا وحرامًا، ظاهرِ البرهان، محكمِ البيان، محروسٍ من الزيادة والنقصان، فيه وعدٌ ووعيد، وتخويفٌ وتهديد، لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ. اللهم ذكرنا منه ما نُسِّينا، وعلمنا منه ما جهلنا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا.
اللهم اجعلنا ممن يُحل حلاله، ويُحرم حرامه، ويعملُ بمحكمه، ويؤمنُ بمتشابهه، ويتلوه حقَّ تلاوته. اللهم اجعلنا ممن يُقيم حروفه وحدوده، ولا تجعلنا ممن يقيم حروفه ويضيع حدوده. اللهم ألبسنا به الحلل، وأسكنا به الظلل، وادفع عنا به النقم، وزدنا به من النعم، يا ذا الجلال والإكرام! اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك، يا ذا الجلال والإكرام! اللهم اجعل القرآن العظيم لقلوبنا ضياءً، ولأبصارنا جلاءً، ولأسقامنا دواءً، ولذنوبنا ممحِّصًا، وعن النيران مخلِّصًا. اللهم اجعله شفيعاً لنا، وحجة لنا لا حجة علينا. اللهم اجعلنا ممن قاده القرآن إلى الجنان، ولا تجعلنا ممن أعرض عنه القرآن فزُجَّ بقفاه في النار، يا واحد يا رحمن!
اللهم وفقنا في هذه الليلة المباركة لما تحب وترضى، واجعل لنا من خيرها وأحسن أقدراها أوفر الحظ والنصيب، وباعد بيننا وبين ما نزل فيها من شر وبلاء وفتنة كما باعجت بين السماء والأرض.
اللهم وفقنا ووفق والدينا وأزواجنا وذرياتنا وأرحامنا وجميع المسلمين لما تحب وترضى، واجعل حياتنا عامرة بالخيرات سعيدة، وخاتمتنا حسنة حميدة، يا حي يا قيوم!
اللهم ولا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبًا إلا غفرتَه، ولا همًّا إلا فرجتَه، ولا كربًا إلا نَفَّستَه، ولا دَينًا إلا قضيتَه، ولا مبتلى إلى عافيتَه، ولا مريضًا إلا شفيتَه، ولا ميتًا إلا رحمته، ولا مظلوماً إلا نصرته، ولا عسيرًا إلا يسرته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة هي لك رضى ولنا فيها صلاح إلا أعنتنا على قضائها ويسَّرتها، برحمتك يا أرحم الراحمين!
اللهم اجعلنا لكتابك من التالين، وعند ختمه من الفائزين، وعند النعماء من الشاكرين، وعند البلاء من الصابرين، ولا تجعلنا ممن استهوته الشياطين فشغلته بالدنيا عن الدين، فأصبح من النادمين، وفي الآخرة من الخاسرين.
يا فرجَنا إذا أُغلقت الأبواب! ويا رجاءنا إذا انقطعت الأسباب، وحِيل بيننا وبين الأهل والأصحاب! اللهم بارك لنا في الحسنات، وكفر عنا السيئات، وارفعنا في أعلى الدرجات.
اللهم إنك عفو، تحب العفو، فاعف عنا، وعلى غيرك لا تكلنا..
اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين، اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم جازهم بالحسنات إحسانًا، وبالسيئات عفوًا وغفرانًا؛ حتى يكونوا في بطون الألحاد مطمئنين، وعند قيام الأشهاد آمنين، وإلى أعلى جناتك سابقين. اللهم أنزل على قبورهم الضياء والنور، والفسحة والسرور. اللهم وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه، آنس وحشتنا، وارحم غربتنا.
اللهم اجعل القبور بعد فراق هذه الدنيا خيرَ منازلنا، وافسح فيها ضيق ملاحدنا، اللهم يَمِّن كتابنا، وبيِّض وجوهنا، وثبِّت أقدامنا، ويسِّر حسابنا، وارزقنا جوار نبيك صلى الله عليه وسلم، مع النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا.
اللهم أكرمنا بالنظر إلى وجهك الكريم، وارزقنا شفاعة حبيبك وحبيبنا صلى الله عليه وسلم.
يا الله، يا جواد، يا كريم، يا هادي، ومعطي، يا بَرُّ، يا رحيم
اللهم أصلح لنا أزواجنا، وأصلح لنا ذرياتنا، وارزقهم الصحبة الصالحة الناصحة الآمنة، واكفهم شر الأشرار وكيد الفجار، ووفقهم في دراستهم وفي عملهم، وارزقهم الأزواج الصالحين والصالحات، وافتح لهم أبواب العمل الكريم، والرزق الحسن، وبارك لهم في ذلك كلِّه، وألِّف بين قلوبهم.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين. اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا. اللهم وفق جميع ولاة المسلمين للحكم بشريعتك، واتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم وأصلح بهم أحوال شعوبهم، وألف بين الرعاة والرعية على خير ما تحب، وجنبهم الفتن.
اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين الشرفين ووليَّ عهده وأعوانَهم إلى ما تحبُّ وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى، وجازهم على ما قدموا ويقدمون للإسلام والمسلمين من خير وبر خيرَ الجزاء، وزدهم من الهدى والتوفيق، يا حي يا قيوم.
ووفق جميع أئمة المسلمين وحكامهم للعمل بشريعتك، وإقامة دينك، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والعدل في رعاياهم، وسدد آراءهم واجمع على الحق كلمتهم.
اللهم وفق علماءَنا وقضاتِنا ودعاتِنا ومعلمينا ومعلماتنا وجميعَ المسلمين إلى ما تحب وترضى، وأعنهم على مسؤولياتهم، يا ذا الجلال والإكرام!
اللهم آمنا في أوطاننا، وأدم الأمن والاستقرار في ربوعنا وفي كافة ربوع المسلمين. اللهم ارفع عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم في كل مكان المحن والبلايا، والفتن والرزايا.
اللهم انصر جندنا في الحد الجنوبي، واحفظهم، وتقبل شهداءهم، وداو جرحاهم، وردهم إلى أهليهم منصورين، وادحر عدوك وعدوهم، كافة المجاهدين في سبيلك في كل مكان.
اللهم رد عدوانَ اليهود ومن آزرهم إلى نحورهم، واحقن دماء إخواننا في فلسطين، وداوِ جراحهم، واشف مرضاهم، وأطعم جائعهم، وأمن خائفهم، وآوِ شريدَهم، واحفظ أعراضَهم وأموالَهم وممتلكاتِهم.
اللهم إنك تعلم ما بلغ بهم من البلاء ما لا يكشفه إلا أنت، فاللهم فرجك الذي وعدت به عبادك المؤمنين، اكبت عدوهم، واجمع شملهم، واجبر خواطرهم، وردهم إلى ديارهم، وعمِّر بلادَهم، وارزقهم خيرًا مما أّخذ منهم، وارزقهم الصبر والاحتساب على بلائهم، واجزِ بلادنا وكل من أعانهم خير ما تجزي عبادك المحسنين، واخلف عليهم ما أنفقوا خيرًا يا سميع الدعاء.
اللهم ادفع عنا الغلاء، والوباء، والربا، والزنا، والزلازل، والمحن، وسوء الفتن، والمسكرات، والمخدرات، والسحر، والشعوذةَ، والألحادَ والشذوذ، وسائر دروب الفساد والغواية، يا ذا الجلال والإكرام!
اللهم احفظ على أمة الإسلام عقيدتها، وقيمها، وأمنها وأمانها، وولِّ عليها خيارها، واكفها شر شرارها، ورد كيدَ أعدائها في مقاتلهم يا رب المستضعفين، ويا غياث المستغيثين.
اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك، والعتق من نيرانك. اللهم إنك تتفضل على عبادك في كل ليلة من ليالي هذا الشهر العظيم بعتق رقابهم من النار، فاللهم فاجعلنا ـ في هذه الليلة الشريفة ـ من عتقائك من النار، اللهم أعتق رقابنا، ورقاب آبائنا، وأمهاتنا، وأزواجنا، وذرياتنا، وأقاربَنا، وذوي أرحامنا، ومن له حق علينا، ومن أحبنا فيك، ومن أحببناه فيك، اللهم أعتق رقابنا جميعًا من النار.
اللهم أَعِدْ علينا رمضان أعوامًا عديدة، وأزمنة مديدة. اللهم أعده على بلادنا وعلى أمتنا الإسلامية وهي ترفل في ثوب الصحة والمنعة والأمن والأمان، يا سميع الدعاء! يا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء!
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا. اللهم اجعل خير أعمارنا أواخرها، وخير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاك.
اللهم إنا نسألك مسألةَ الخائفين، ونبتهلُ إليك ابتهالَ المذنبين، ابتهال ودعاءَ من خضعت لك رقابهم، ورغِمت لك أنوفهم، اللهم فتقبل دعاءنا وصيامنا وصلاتنا، يا حي يا قيوم! اللهم لا تردنا خائبين، وعلى عن باب جودك مطرودين، فإنا لا نثق إلى برحمتك، ولا نرجو إلا فضلك، ولا نظن بربنا الرحمن الرحيم إلا خيرًا، فانظر إلينا بعين رحمتك وعفوك ومغفرتك، ولا تحجب عن ـ بذنوبنا ـ فضلك، نسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت، وأنت تتجلى في الثلث الأخير من الليل وتنادي عبادك: هل مِن سائلٍ فأُعطيَه؟ هل مِن مُستَغفِرٍ فأَغفِرَ له؟ هل مِن تائِبٍ فأَتوبَ عليه؟ هل مِن داعٍ فأُجيبَه؟ فإنَّا عبيد من عبيدك، وإماء من إمائك، قد اجتمعنا في بيت من بيوتك، سألناك فأعطنا، واستغفرناك فاغفر لنا، وتبنا إليك فتب علينا، ودعوناك فأجبنا، فلا تفضَّ جمعنا هذا إلا وقد أعطيت كل واحد مسألته، وفرجت عنه همه، وبلغته في الخير مأمله، يا من بيده خزائن السماوات والأرض.
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلامُ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. وصلوات الله وسلامه على خاتم النبيين، وسيد الأولين والآخرين، نبينا محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الغر الميامين، وعلى التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.