التربية الآمنة: أساس المستقبل الناجح
إعداد د.خالد بن سعود الحليبي البن زيد
تعد (الاتجاهات الوالدية) أبرز ثغرة في بنية الأسرة؛ فهي تؤثر تأثيرًا مباشرًا ودائمًا مدى الحياة على التنشئة الاجتماعية للفرد، وتستمر معه في جميع مراحل عمره.
إنها المؤثر الرئيسي في دينه ولغته وأخلاقه وقيمه وخبراته واختياراته. وهي التي سوف تصوغ أسلوب حياته وتقود علاقاته كلها، لتبدأ دورة جديدة إما أن تكون دائرة أمان ونجاح، أو دائرة عنف وفشل.
⚠️ فليس المال وحده الذي يورَّث، بل كل شيء يورث، حتى المرض الجسدي، والاضطراب النفسي والسلوك المنحرف يمكن أن يُورَّث جيناتٍ وإكسابًا.
ما هي الاتجاهات الوالدية؟
لفهم أعمق، من المهم التمييز بين المصطلحات الأساسية التي تشكل أساس التنشئة السليمة. يستعرض هذا القسم التعريفات المحورية والفرق الجوهري بين الاتجاهات العقلية والأساليب السلوكية.
🧠 الاتجاه
“استعداد نفسي، أو حالة عقلية، ثابتٌ نسبيًا، مستمدة من البيئة، يستدل عليها من استجابة الفرد قبولًا أو رفضًا لموقفٍ معين”. (وحيد أحمد عبد اللطيف)
👨👩👧👦 الاتجاهات الوالدية
“مواقف الوالدين تجاه أولادهم، و”الأسلوب المتبع في التنشئة خلال مواقف الحياة المختلفة البيلوجية والاجتماعية…” (حصة بنت مالك صالح المالك، وربيع محمود نوفل)
🌐 التنشئة الاجتماعية
“بأنها عملية تعلم وتعليم وتربية، تقوم على التفاعل الاجتماعية وتهدف إلى إكساب الفرد… سلوكًا ومعاييرَ واتجاهات مناسبة لأدوار اجتماعية معينة…” (عبد الفتاح دويدار)
الخلاصة: الفرق الجوهري
الاتجاهات الوالدية
🧠
تعد اتجاهات عقلية يملكها الوالدان
أساليب المعاملة الوالدية
🏃♂️
هي الأداء السلوكي المستخدم من قبل الآباء
الاتجاهات الإيجابية مقابل السلبية
تؤثر الاتجاهات الوالدية بشكل مباشر على نمو الطفل وصحته النفسية. استكشف الأنواع المختلفة للاتجاهات الإيجابية والسلبية، وشاهد الفروق الواضحة في النتائج المترتبة على كل منها من خلال المخطط التفاعلي.
✅ الاتجاهات الإيجابية
📈 وينتج عن ذلك:
- الشعور بالأمان النفسي من خلال الحب والقبول.
- ارتفاع التقدير الذاتي، والثقة العالية بالنفس.
- اكتساب مهارات اجتماعية قوية.
- تحمل المسؤولية واتخاذ قرارات سليمة.
❌ الاتجاهات السلبية
📉 وينتج عن ذلك:
- قلق أو اكتئاب أو رهاب.
- سلوك عدواني أو انطوائي.
- صعوبة في تكوين علاقات صحية.
- ضعف في التحصيل الدراسي.
- اعتماد على الآخرين أو تمرد ضد السلطة.
التحديات الحديثة في التربية
تواجه الأسر اليوم تحديات متعددة تؤثر على الاتجاهات الوالدية والصحة النفسية للأطفال. انقر على كل تحدٍّ لمعرفة المزيد عن تأثيراته وكيفية التعامل معه.
التوصيات والمبادرات المقترحة
بناءً على التحليل، يقدم التقرير مجموعة من التوصيات والمبادرات العملية التي تهدف إلى تعزيز الاتجاهات الوالدية الإيجابية ودعم صحة الطفل النفسية، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.
التوصيات العامة
- وضع مقياس علمي مُحكَّم لقياس الاتجاهات الوالدية.
- الاهتمام بسياسات الرعاية الاجتماعية والنفسية الموجهة للأطفال.
- إسهام جميع القطاعات في عقد فعاليات قائمة على المحتوى المحكم مع الآباء والأمهات.
- تخصيص فعاليات للأرامل تتناسب مع أوضاعهم واحتياجاتهم.
- تشجيع الجهات المعنية على تطبيق المبادرات بشكل تجريبي وتسليط الضوء على الناجحة منها.
- رصد وتقييم برامج تحسين الاتجاهات الوالدية بشكل دوري.
- إنشاء مرصد أسري لرصد الظواهر الاجتماعية والنفسية المؤثرة.
- تنفيذ وتطوير سياسات الحد من العنف الأسري وحماية الطفل.
- تعزيز الروابط الأسرية لما لها من آثار عميقة في حالة السواء للطفل.
- بناء برامج وطنية كبرى تثقيفية متدرجة، تعزز من قدرات الوالدين.
هرم تدخلات الصحة النفسية
الخدمات المتخصصة
الدعم المركز غير المتخصص
الدعم المجتمعي والأسري
الخدمات الأساسية والأمن
مبادرات مقترحة
الخلاصة النهائية للتوصيات
أوصت الورقة بمبادرات لتحسين الاتجاهات الوالدية لتعزيز الصحة النفسية للطفل، وبنائه بناءً قويمًا من جميع جوانب الشخصية. على أن تحدّث بشكل دوري كل خمس سنوات على الأقل؛ للأخذ في الاعتبار ما يستجد في المجتمع، وعلى أن تقوم الجهات المعنية بتطبيق تلك المبادرات بشكل تجريبي، ثم تسليط الضوء على التجارب الناجحة والعمل على استنساخها وتكرارها.