لقد كانت وفاة الشاعر السوري عمر بهاء الدين الأميري عام 1412هـ، (1992م) إيذانا بلفت انتباه الدارسين للاهتمام بتقويم نتاجه الشعري، بعد أن اكتملت تجربته وتوقف عطاؤه.
وكانت لي صلة حميمة بشعره خلال حياته، أجد فيه نفسا شاعريا راقيا، ومعالجة فنية ناجحة لكثير من تجارب الحياة بشتى ألوانها: الشعرية والإجتماعية والسياسية والإنسانية والنفسية، في ضوء الرؤية الإسلامية الصافية فأحببت أن أخدم الأدب العربي والإسلامي المعاصر من خلال دراسة حياة هذا الشاعر، وشعره؛ بوصفه أنموذجا من نماذجه المبدعة، فكان اخيتاري له ليكون موضوع أطروجة الدكتوراه؛ بعنوان: (عمر بهاء الدين الأميري حياته وشعره) وكان لهذا الشاعر صلة وثيقة بوطني العزيز (المملكة العربية السعودية) فقد عمل فيها سفيرًا لبلاده مدة من الزمن، توثقت خلالها وامتدت بعدها صلاته بعدد من ملوكها وأمرائها وأهل العلم والأدب والشأن فيها، ودرس وحاضر في بعض جامعاتها، ومؤسساتها العلمية والأدبية، ونشر فيها عددًَا من دواوينه وكتبه، وأقام فيها عددُ من أولاده، احتفي به أدباؤها وشعراؤها في حياته، ورثوه بعد وفاته، وقضي فيها أواخر أيامه تحت رعاية صحية خاصة من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله.