لقد بقيت قضية (العنف الأسري) تحت الرماد زمانا طويلا، حتى نبشتها ( غضون)، الطفلة التي عذبها أبوها وزوجته حتى الموت!! وقد لقي الجانيان جزاء فعلهما بقتلهما تعزيرًا يوم الأربعاء 8/1/1429هـ ( 16 / 1/ 2008) تلتها قضية ( شرعاء) التي كررت مأساة ( غضون)؛ فماتت على يد والدها وزوجته كذلك.

 

وفجأة تصدرت قضية (العنف الأسري) الصحف والفضائيات، وعقدت لها الملتقيات والأبحاث العلمية، وكان لا بد من تقصي الواقع بدراسات تفصيلية؛ لا نزال ننتظرها حتى تقوم برصد الظاهرة وتحليل بياناتها، ثم تقديم توصيات علمية لعلاجها.

 

ركزت  الدراسة على العنف الذي تتعرض له أربع فئات ضعيفة في الأسر السعودية الطفل، والمرأة، والمسن، والخادمة.

 

وكانت أبرز نتائجها أن الغالبية العظمى من الأحداث الذين يعانون من (العنف الأسري)، ويدخلون دور الملاحظة دخلوا بسبب اختلاطهم بأصدقاء السوء، وأن غالب العنف يقع في الأسر المفككة بسبب الطلاق أو وفاة أحد الوالدين، أو المبتلاة بإدمان أحد أفرادها، والإهمال هو أكثر أنواع الإيذاء الذي يتعرض له الأحداث، كما لاحظت الدراسة أن أسرة الضحية لا تتعاون مع الجهات المسؤولة، ورأت أنه لابد من تزويد وحدة الحماية الاجتماعية بكوادر متخصصة للتعامل مع خالات (العنف الأسري)، وأكثر ما يتعرض له النساء هو العنف النفسي والجسدي، والعمالة المنزلية، بينما يتعرض المسنون للإهمال من أسرهم.