لا شك أن جميع المجتمعات بكافة أطيافها وثقافاتها وحضاراتها، تمر بالعديد من التغيرات والأحداث التي تؤثر على جوانبها النفسية، والاجتماعية والثقافية، والاقتصادية، ولاسيما مجتمعاتنا العربية التي شهدت في الآونة الأخيرة العديد من التغيرات والأحداث، التي بدورها أدت إلى زيادة المشكلات الحياتية، واستحداث مشكلات جديدة لم تكن المجتمعات العربية تعاني منها مسبقاً.
فالانفتاح والتطور العالمي والتقدم التكنولوجي والتضخم المعرفي الهائل في شتي المجالات أدى إلى العديد من التغيرات التي أثرت على البناء الاجتماعي للمجتمعات العربية، وأفقدت الأسرة العديد من وظائفها. وساعد ذلك على انتشار المؤسسات الأسرية والمواقع الإلكترونية الأسرية بالمجتمعات العربية للمساعدة على حل مشكلات الأسرة لتقوم بالأدوار المأمول منها المنوط القيام بها.

ومن الملاحظ أنه مع تنوع المواقع الإلكترونية الأسرية، وتزايد حجم المؤسسات الأسرية بالمجتمع السعودي إلا أن كثيرًا منها يحتاج إلى تنمية قدرات ومهارات العاملين فيها مع مراجعة شاملة لخدمات الإصلاح الأسري، لتتمكن من استخدام أحدث الأساليب والحلول المتكاملة للقضايا الأسرية المعروضة عليها، ووضع الخطط اللازمة لتطويرها ومعالجة مشكلاتها للوصول إلى الاعتماد المهني. لذا فإن بناء دليل للإصلاح الأسري أصبح ضرورة ملحّة لمواجهة التغيرات على جميع الأصعدة التي تحدق بالأسرة بالمجتمعات العربية على وجه العموم، وبالأسرة بالمجتمع السعودي على وجه الخصوص. وسنتناول في دليل الإصلاح الأسري المباشر: بالمقابلة واللقاء بين المصلِح الأسري وطالب الصلح. وذلك في محاولة لتقنين خدمات الإصلاح الأسري بالمؤسسات الأسرية لإشباع حاجات المجتمع السعودي، وتحسين نوعية الخدمات المقدمة وتقديمها على أسس علمية وأكاديمية.

للحصول على نسخة أضغط هذا الرابط