رسالة إلى أخي صاحب الدش (PDF)
|
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].
إني أحببت أن أبعث إليك هذه الرسالة العاجلة لأتحاور معك في موضوع ليس جديدًا عليك بل أخشى ما أخشاه أن يكون مما ألفته عيناك، فلم يعد يثيرهما، أو ينبه مشاعرهما، موضوع ربما وقف منه بعض الناس منذ بداية طرحه موقف الرفض، فلا يريد أن يسمع فيه شيئا، فذلك الذي أقفل قلبه عن استماع الهدى، وأشاح وجهه عن مواجهة الحقيقة، ويريد أن يعيش سادرًا في غفلته، وحاشاك أن تكون مثله وأنت من رواد بيوت الله تخف إليها صباحاً ومساءً خاضعًا لأمر الله، منيبًا إليه، ومتلهفًا لمرضاته، وشغوفًا بأجره وثوابه، وقّافاً عند كتابه وسنة نبيه- صلى الله عليه وسلم- ولذلك سأفترض أنك أحد ثلاثة فقط:
أما أولهم: فهو الذي عافاه الله من درن هذه المعصية التي سوف يدور الحديث عنها.
وأما الثاني: فهو الذي لم يلوث بيته بها، ولكنه على شفا جرف أخشى أن يكون هاريًا يريد أن ينهار به.
وأما الثالث: فهو الذي أريد منه أذنًا صاغية وقلبًا عقولًا، ونفسًا هادئة رضية، وهو من سأوجه إليه نداءاتي.