لشعر (أبي فراس الحمداني) مكانة مرموقة في الشعر العربي كله، ولاسيما (رومياته) التي صدح بها وزأر وهو أسير أعدائه، لما تمتاز به من موضوعات فريدة، ومعان مبتكرة، وعاطفة جياشة.
ولم تزل بعض أبياتها تلامس سمع الزمان وقلبه منذ أن فاض بها لسان أبي فراس وجنانه حتى يومنا هذا، ومع ذلك لم تحظ بداسة منفردة، وإنما جاءت ضمن بحوث عامة للعصر العباسي أو لصاحبها أو لظواهر مختلفة كالغربة وشعر السجون والأسر ونحو ذلك، فجاءت هذه الدارسة محاولة لاستجلاء جمالياتها الموضوعية والفنية.
وقد سرت في هذا البحث على منهج جمعت فيه بين دراسة حياة الشاعر من جانب ودراسة الروميات من جانب آخر، وأهملت دراسة عصر الشاعر، لشيوع الدراسات فيه، وكثرتها، ولقصور هذا البحث عن استيعابها، بينما تعرضت لبيئة الشاعر الخاصة التي نشأ فيها فأثرت في شعره، وذلك بإيجاز ضمن دراسة حياته.