إن المسلم الذي فقه سبب وجوده في هذه الحياة، وإنما خلق لعبادة الله وحده لا شريك له، فتزود وتضلع بالعمل الصالح، وتهيأ للقاء ربه هو في شوق دائم لرؤيته والمثول بين يديه، ومن أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه.

إن حقيقة الموت لا تحول عن عينه وذكره لا يفرغه، بل وهو في انتظار دائم ليومه مستعد لأجله كما يستعد من عزم على السفر إلى مكان سيطيل فيه، وقد لا يعود منه، دون أن يؤثر ذلك الشعور الحي على نشاطه الخاص الذي يشارك به في إعمار الكون، ويغنيه بالحلال عن الحرام وعن مذلة المسألة.