الجوهرة

أكـــذا يــهـزُّ الــحـبُّ غُـصْـنًـا أصــفـرَا فـيـعـودَ فـــي كَـــفِّ الأبُـــوَّةِ أخـضَـرَا
أكـــذا تَـــدِبُّ الـــرُّوحُ فـــي أعــراقِـهِ مــن بـعـدِما هَـجَـرَ الـقـريضَ وأصـحرَا
أشـعـلتِ شِـعـري بـعـدما أزرى بـجـو هــرِهِ الـزَّمـانُ، فـكـنتِ أنـتِ الـجَوْهرا
وشـرعتُ أصـطادُ الـرؤى مـن خاطري فـتـفـرُّ حــيـنَ تـــرى بـيـانـيَ أبــحـرَا
أفــكُـلـمـا أبـــدعــتُ رأسَ قــصــيـدةٍ تــنــهـارُ أعــمــدةُ الـقـصـيـدِ تَــحـيُّـرَا
لا، لا ألــومُ الـشِّـعْرَ، حـين كبا، فـلن يــقـوى بـــأن يـصـفَ الـسَّـنا ويـصـوِّرَا
سـبـحانَ مـن جـمعَ الـمحاسنَ كُـلَّهَا حُــسْـنًـا ســمـاويًّـا، وعــقــلًا نــيِّــرَا
كــالـبـدرِ عُــمْـرًا.. كـالـكـهولِ رزانـــةً كـالطِّيبِ يـشدو فـي الـثِّيابِ ولا يُرى
صَـمَـتَتْ بـلا عَـيٍّ، فـإن هـيَ حَـدَّثَتْ رَشَّـتْ عـلى سَـمْعِ الـجُلوسِ العَنْبَرا
فُطرَتْ على حُسنِ السِّماتِ، فحلقت
حتى غَــدَتْ مِــنْ كُــلِّ طُـهْرٍ أطـهرَا
‏أهَــدِيـةَ الـمـولى إلــى شَـيـخوخَتي رِفْــقًــا بِـقَـلْـبٍ كـالـعَـبيرِ إذَا سَـــرَى
لا تُـثـقلِيهِ.. فَـديْـتُ مَـدْمَـعَكِ الــذي تَــجـري عُـيـونِـي بـالـدِّمَاءِ إذا جَــرَى
يــلـتـذّ قــلـبـي بــالـنِّـدَاءِ: حَـبـيـبتي جُـوجُـو، وجَـوهَرَتي، وبِـنتي الـجَوْهَرَا
‏دلَّـلْـتُـهـا حُــبًــا، فــمـا جَـــارَ الـــدَّلالُ ولَا عـــلــى كَــنْــزِ الـفَـضَـائِـلِ أَثَّــــرَا
أبُـنـيَّتي، يــا مَـسْـرَحَ الأمـلِ الـوَضِي ءِ، وكــنـزيَ الآتـــي، وأحـــلامَ الــذُّرا
هَـا قَـدْ لـبستِ مـن الـخِصَالِ مَـطَارِفًا ‏حـتـى غــدوتِ كـشـامةٍ بـينَ الـوَرَى
‏آنـسـتِ رُوحـي والـتمستِ مَـواجِعِي وصَـنَـعْتِ مـن قَـصَبِ الـجِراحِ الـسُّكَّرا
فـإذا ضَـحكتِ تضاحكتْ حولي الدُّنى وأزحــتِ عـنِّي مـن هُـمومِي الأكـدرَا
وإذا غَـضِـبْـتِ فــمـا أُحـيـلَـى غَـضْـبَةً كــالــوردِ يَـلْـمـسُهُ الـنَّـسـيمُ لِـيَـثْـأَرَا
ضُـمـي بَـقٌـايا مــن غُـصُونِ حَـدِيقتي لـتـعـودَ أجْــمـلَ مَـــا تــكـونُ وأنْـضَـرَا
وتَـصّـبَّـري لــمَّـا أسُـــوقُ نَـصَـائِـحِي‏ فَـلَـطَـالـما كــنــتُ الأحـــنَّ الأصــبـرَا
حُــــبُّ الأبــــوَّةِ فِــطْــرَةٌ، أمَّــــا أنَـــا فَـــأرَاهُ فـــي قَـلـبـي الـمُـتَيَّمِ أكْـبَـرَا

 

———————————————

شعر/ د.خالد بن سعود الحليبي آل ابن زيد

في الطريق من بيشة إلى الرياض إلى الأحساء 12 شعبان 1445 هــ الموافق 23 فبراير 2024م