الغالية

إلى صغيرتي وهي تستقبل عامها الثالث. .

حَبيبَتِي . . يَا غَالِيَهْ

يَا مَوْعدًا يَفزُّ في الفُؤَادِ كُلَّمَا تَمُرُّ مِنْهُ ثَانِيَهْ

يَجْتَاحُنِي الحَنِينُ مِثـْلَ قَطْرَةٍ عَلَى جَنَاحِ غَادِيَهْ

فَأُشْعِلُ الخَيَالَ ، كَيْ يُضِيءَ حُلْمَ غَفْوَتِي . . غَيْبُوبَتِي

وَهَمْهَمَاتٍ سَاجِيَهْ

أَظَلُّ أَرْسُمُ الوَدَاعَ . . وَرْدَتَيْنِ تَمْرَحَان

وَ (مِعْضَدَيْنِ) يَهْزُجَان

وَضِحْكَةً . . لَهَا يُرَفْرِفُ الجَنَان

فَيَهْرُبُ الزَّمَان

وَيَهْرُبُ المَكَان

وَتَهْمِسُ الحَيَاةُ كِلْمَتَيْنِ مِثـْلَ وَشْوَشَاتِ الدَّالِيَهْ

(إِلَى اللِّقَاءِ يَا أَبي إِلَى اللِّقَاءْ)

فَتَهْطُلُ الأَمْطَارُ

وَيَرْقُصُ النَّهَارُ

وَتَـنْتَشِي أَوْتَارُ قَلْبي الحَانِيَهْ

(إِلَى اللِّقَاءِ . . يَا حَبيبَتِي . . إِلَى المَسَاءْ !)

مَتَى . . مَتَى سَيُشْرِقُ المَسَاءْ

بطَلْعَةٍ تَزُفُّ في جُفُونِهَا الضِّيَاءْ

بقُبْلَةٍ أُذِيبُ في عُطُورِهَا لَوَاعِجِي وَعَاصِفَاتِي العَاتِيَهْ

بلَحْظَةٍ كَأَنَّهَا . . ؟

أَوَّاهُ لَيْسَ في حَدَائِقِ البَيَانِ قَافِيَهْ

وَعِنْدَمَا يَحِينُ مَوْعِدُ اللِّقَاء

أَظَلُّ في اشْتِيَاقْ

عَيْنَايَ تَحْلُمَانِ بالعِنَاقْ

بلَحْظَةٍ تَبُوحُ للحَيَاةِ سِرَّ لَحْظَةِ الفِرَاقْ

بطَعْمِهِ الذِي يَغُورُ في القُلُوبِ كَالغَرِيقْ

لَكِنَّهُ في لَحْظَةِ اللِّقَاءِ كَالبَرِيقْ

يَفِيضُ بالبَهَاء

فَيَرْوِيَ الظِّمَاءْ

وَحِينَهَا أَرَاكِ . . (غَالِيَهْ)

فَتُشْرِقُ الحَيَاةُ فَوْقُ كُلِّ لَحْظَةٍِ وَنَاحِيَهْ

وَتَهْرُبُ الهُمُومُ يَا صَغِيرَتِي

مَذْعُورَةً وَطَاوِيَهْ

تَهُبُّ نَسْمَةٌ كَأَنَّهَا . . ؟

أَوَّاهُ لَيْسَ في حَدَائِقِ البَيَانِ قَافِيَهْ

يَا غَالِيَهْ

يَا بَسْمَةً عَلَى شِفَاهِ العَافِيَهْ

يَفْتَرُّ ثَغْرُهَا مَعَ الزُّهُورِ وَالطُّيُورِ فَوْقَ شَقْشَقَاتِ رَابيَهْ

يَا نِعْمَةَ الخَلاَّقِ في رَبيعِ عُمْرِيَ الفَوَّاح

كَمَا دَعَوتُه خُلِقْتِ يَا أُغْرُودَةَ المِلاَحْ

هَفْهَافَةَ الغُدُوِّ وَالرَّوَاحْ

رَيَانَةَ الجَمَالْ

رَبيبَةَ الدَّلاَلْ

نَوَّارَةً عَلَى ضِفَافِ سَاقِيَهْ

فَكُنْتِ لِي شُجَيْرَةَ التُّفَاحْ

أَهُمُّ كُلَّمَا رَأَيْتُ وَجْنَتَيْكِ تَعْزِفَانْ غِنْوَةَ الأَفْرَاحْ

أَنْ أَقْطِفَ الغُرُوبَ وَالصَّبَاحْ

يَا وَرْدَةَ المِلاَحْ

تَمِيسُ في فُؤَادِيَهْ

مَفْتُونَةً بحُبِّهِ . . بعِشْقِهِ . . بلَهْفَةٍ كَأَنـَّهَا . .

أَوَّاهُ لَيْسَ في حَدَائِقِ البَيَانِ قَافِيَهْ

فَلْتَعْذُرِي يَا غَالِيَهْ

أَبًا . . أَحَسَّ رَوْعَةَ الحَيَاةِ حِينَمَا أَتَيْتِ (غَالِيَهْ)

الأحساء-17/6/1423هـ



اترك تعليقاً