انطلاق

 

إلى الحبيبة القادمة ، إلى التي تكاثر عشقها فتكاثر حسادها ، إلى الصحوة الإسلامية المعاصرة ..

 

تَدَفَّقِي في صَحَارَى التِّيهِ كَالنَّهَرِ
وَأَنْبتِي الزَّهْرَ بَيْنَ الشَّوْكِ والحَجَرِ

تَفَجَّرِي بالضِّيَاءِ الحُرِّ ، وَانْطَلِقِي
كَالشُّهْب ِ، كَالكَوْكَب ِ الدُّريِّ في السَّحَرِ

وأجِّجِي فَحْمَةَ الظَّلْمَاءِ ، واقْتَبسِي
مِنْ نُورِ سَيِّدِ هَذَا الكَوْنِ وانـْتَشِرِي

ولاَ تَحُطِّي عَصَى التَّرحَالِ في بَلَدٍ
أَوْ تَغْفَلِي ، فَالذُّرَى للْمُقْدِمِ الحَذِرِ

كُلُّ الدِّيَارِ الَّتِي تَدْرِينَ مُمْحِلَةٌ
فَأَهْرِقِي الخِصْبَ يَا أُنـْشُودَةَ المَطَرِ

طِيرِي إِلَيْهَا ، وَإِنْ لَمْ تَفْعَلِي فَعَلَتْ
فَالشَّوقُ بَرَّحَ بالأَطْيَارِ وَالشَّجَرِ

تَقَدَّمِي في وَرِيدِ (اليَومِ) مُبْحِرَةً
وَحَلِّقِي في رُؤَى (المُسْتَقْبَلِ) النَّضِر

ولاَ تُعِيرِي الدُّجَى عَيْنًا فَيَسْرِقَهَا
بَلْ وَاصِلِي رِحْلَةَ الأَنـْـوَارِ كَالقَمَرِ

وَشَرِّدِي عَنْ حِمَى (اليَنْبُوعِ) جَاهِدَةً
حَشْدًا مِنَ الوَهْمِ وَالإِحْجَامِ والخَوَرِ

يَا صَحْوَةَ الحَقِّ عَيْنُ المَكْرِ شَاخِصَةٌ
إِلَى خُطَاكِ وَكَمْ تَهْفُو إِلَى العَثـَرِ

لَكِنَّ عَيْنًا رَعَتْ رَكْبَ الهُدَى سَلَفًا
سَتَكْلأُ اليَوْمَ مَنْ يَمْضِي عَلَى الأَثَرِ

فَإِنَّمَا أَنـْت ِ يَا أُخْتَ الضُّحَى قَدَرٌ


فَمَنْ سَيَقْهَرُ مَا يَجْرِي مِنَ القَدَرِ ؟!




اترك تعليقاً