حبٌ طهور

حبٌ طهور

انتزعتها من أحضان جدتها بعد أن مكثت بقربها شهراً كاملاً ، فأصبح بيتي لها كالسجن لا تطيق الحياة فيه. .

(بَابَا). . وَتَسْتَجْدِي الدُّمُوعُ مَشَاعِرِي
(بَابَا). . وَيَمْتَلِكُ الحَنَانُ خَوَاطِرِي

 

وَتَفِرُّ مِنِّي كَالقَطَاةِ وصَدْرُهَا الـــــ
ـــوَلْهَانُ يَخْفِقُ (جَدَّتِي يَا نَاظِرِي)

وَتَظَلُّ كَالطَّيرِ الحَبيسِ فَلاَ يَدٌ
تَقْوَى الرِّتَاجَ وَلاَ الفُؤَادُ بصَابرِ

حَتَّى إذَا فَاضَ الحَنِينُ تَوَجَّهَتْ
نَحْوِي عُيُونُ جَآذِرٍ وَكَوَاسِرِ

فَتَهُزُّنِي (بَابَا) . . فَتَغْرَقُ في دَمِي
رُوحِي ، وَتَغْرَقُ في السَّرَابِ نَوَاظِرِي

(أَبَتَاهُ أَخْشَى أَنْ أُجَنَّ فَضُمَّنِي)
فَأَضُمُّهَا . . فَتَفِرُّ فَرَّةَ نَافِرِ

وَتَصِيحُ : دَعْنِي لا أُطِيقُ فِرَاقَهَا
أَنَا لاَ أُرِيدُ مَلاَعِبي وَأَسَاوِرِي

أَوَ مَا سَمِعْتُمْ : لاَ أُرِيدُ؛ فَإِنـَّنِي
وَلْهَى أَحِنُّ إِلَى الجَنَانِ الطَّاهِرِ

دَعْنِي أُحَدِّثـْهَا وَلَوْ في هَاتِفٍ
فَالشَّوقُ جَمََّرَ خَافِقِي وَمَحَاجِرِي

وَأَخَافُ إِنْ طَالَ الفِرَاقُ سَمِعْتَ بِي
لَحْنًا عَلَى قِيثَارَةِ المُتَسَامِرِ

دَعْنِي أُحَدِّثـْهَا فَإِنَّ حَدِيـثـَهَا
كَنَسَائِمٍ رَشَفَتْ أَرِيجَ أَزَاهِرِ

فَلَعَلَّهَا تَدْرِي بَأَنَّ (مُنِيرَةً)
تَشْتَاقُهَا فَتَبُلَّ حَرَّ هَوَاجِرِي

وَلَعَلَّهَا تَحْنُو عَلَيَّ بوَعْدِهَا
فَأُعِدَّ نَفْسِيَ للْحَبيبِ الزّائِرِ

وَلَعَلَّهَا تَشْفِي غَلِيلِيَ بالمُنَى
فَأَظَلُّ أَنــْسُجُهَا وُرُودَ ضَفَائِرِي

وَتَنَهَّدَتْ: (أَو أَنـَّهَا . . .) وَتَبَعْثَرَتْ
بُقْيَا الحُرُوفِ عَلَى دُمُوعِ حَرَائِرِ

. . . أَوْ أَنــَّهَا تَقْسُو عَلَيَّ فَأَحْتَسِي
دَمْعِي وَأَمْزِجُهُ بلَفْحِ عَوَاذِرِ

وَأَقُولُ للوَجْدِ المُسَعَّرِ في الحَشَا
لاَ تَغْضَبَنَّ مِنَ المُحِبِّ الهَاجِرِ

جَمَعَتْ ذِرَاعَيْهَا عَلَى وَجَنَاتِهَا
وَنَشِيجُهَا فِـيَّ اعْتِرَاكُ بَوَاتِرِ

هَبَّتْ . . فَيَا لِلظَّبْيَةِ المَذْعُورَةِ اللــَّـ
ــفَتَاتِ تَبْحَثُ في الحِمَى عَنْ نَاصِرِ

وَتَعُودُ . . تَسْتَرِقُ الخُطَى مِنْ بَيْنِنَا
والجُهْدُ يُلْهِبُ طَرْفَ جَفْنٍ سَاهِرِ

وَتُدِيرُ قُرْصَ الهَاتِفِ المَشْدُوهِ مِنْ
رَعَشَاتِهَا ، فَتُشَلُّ كُلُّ مَشَاعِرِي

وَهُنَاكَ تَخْتَنِقُ الحُرُوفُ يَلُفُّهَا
وَهْجُ المَحَبَّةِ بالضِّيَاءِ الثــَّائِرِ

واليَأْسُ والأَمَلُ الكَسِيحُ عَلَى مُحَيَّـــ
ـــاهَا شُفُوفُ مَجَامِرٍ وَمَزَاهِرِ

وَتَلَعْثـَمَتْ أَنـْفَاسُهَا . . فَتَحَدَّثـَتْ
لُغَةُ الدُّمُوعِ عَنِ الثــُّغَيْرِ الحَائِرِ

الأحساء 23/11/1414هـ



اترك تعليقاً