عرس العلوم

كُلِّيَّتِي:

واحدٌ من بنيك . . تغذَّى بلبانكِ وشَرِبَ من نَهْرِكِ . . وأحبَّ أن يكون نخلةً في رياضِك . حَضَرَ اليوم . . . ليشهدَ هذا العُرْسَ البهيج . . بقلبِ محبٍّ . . ولسانِ شاكرٍ . . وكفٍّ ممدودةٍ بالدعاء.

 

قَلَمٌ يسيلُ هدايةً ، ويُعَلِّمُ    

ومواكبٌ تَتْرى ، وفَجْرٌ يَبْسُمُ

وندى العُلومِ على أَزاهيرِ الحِجى    

جذلانُ ، ينتهبُ الضِّيا وينمنمُ

وجنى العلومِ يَرِفُّ فَوْقَ خَميلةٍ       

تختالُ في عُرسِ الشَّبابِ، وتَحْلُمُ

وسنا العُلومِ يطلُّ – في أَلَقِ المُنَى –       

منْ أعينٍ سَهِرَتْ ، فَزُفَّ المَغْنَمُ

هذا هُو العُرْسُ الذي تَرقى به      

أممٌ، وفي دربِ العُلا تَتَقَدَّمُ

كلِّيَّتِي والحُبُّ ضَاعَ أريجُهُ      

والفرحةُ الكبرى لقلبيَ تَبْغُمُ

والبهجةُ انطلقتْ تُرَفْرِفُ فوقنا    

تهمي بألوانِ السُّرورِ وتَسْجُمُ

أهدي إليك تحيَّةً رقراقةً     

فاضتْ بها (الأحسا) وغَنَّاها الفَمُ

وشَدَتْ بها (الدَّمَّامُ ) و (الخُبَرُ) انتشت     

ومراكبُ (الظهرانِ) ثغرٌ يَبْسُمُ

أخدي إليك تحيَّةً من خافقٍ    

بذرا عُلومِكِ يا حبيبةُ مُغْرَمُ

يجري عطاؤكِ في عروقِ عروقِه    

وبكلِّ خَيْرٍ في رياضِكِ يَنْعَمُ

كُلِّيَّتِي هذي ثمارُكِ فاصمُتي     

ودعي المفاخرَ عن عُلاكِ تَكَلَّمُ

هذي ثمارُكِ : أفؤدٌ تهوى العُلا      

ودعاةُ خيرٍ للأنامِ ، وأنْجُمُ

ورَدُوا من العلمِ الغزيرِ مناهلاً    

أحنى عليها كاتبٌ ومُعَلِّمُ

وهَفَوا إلى الميدانِ ؛ كُلُّ مُدَرَّبٍ     

بانٍ لصرحِ بلادِهِ ومُرَمِّمُ

جودي بهم ودعي دموعَ مُفَارِقٍ    

فالأفقُ لو بخلت ذكاءُ مُعَتِّمُ

* * * *

أحبابَنا الطُّلابَ بُوركَ عزمُكم   

وتباركتْ خُطُواتُكم فتقدَّموا

ودعوا مُنَادمةَ النَّمارقِ والكَرى    

فالمجدُ لا يرقاهُ قومٌ نُوَّمُ

فلقد هَفَتْ للجدِّ في عزماتكم    

عينُ التَّقدمِ ، والفؤادُ المسلمُ

هذي الأمانةُ عُلِّقَتْ بِكُمُ وَقَدْ       

رُسِمَ الطَّرِيقُ ضُحىً، فلا تتوهَّموا

وامضوا – كما شاءَ الإلهُ – سواعدًا     

تبني ، وشُهْبًا في الحوالكِ تَرْجُمُ

لا تحقِرُوا هِمَمَ الشبيبةِ ، إنـَّما     

ترجى الغراسُ فتيَّةً لا تَهْرَمُ

ولربَّما هُدِيَ الحقيقةَ يافِعٌ     

وتَنكَّبَ الدَّرْبَ السَّوِيَّ مُعَمَّمُ

 

* * * * *

كُلِّيَّتِي هذي ترانيمي سَرَتْ    

مِنْ خَافِقِي ، وذري ذري ما يَكْتُمُ

فأخو المكارم لو أذبتُ لـه الحَشا     

نَهْراً من الكلماتِ لا تَتَلَعْثَمُ

لم أوفِهِ من فَضْلِهِ إلا كما   

وفَّى لمبتسمِ الرُّبى مُتَرَنِّمُ

 

1/11/1409هـ