مشاعر تأئهة

خَفِّفْ لواعجَ أشواقي بِتَغْريد     

وغَنِّ دهراً ولا تسأمْ بترديدِ

عسى فؤاديَ يَسْلُو اليومَ من رَحَلُوا       

وَخَلَّفُوهُ بلا فَجْرٍ ولا عِيدِ

يُكتِّمُ الحُزْنُ حتى قيلَ: ذا فَرحٌ     

ولو تَقَرَّوْهُ أدماهم بِتَنْهِيدِ

وأَحْبِسُ الدَّمْعَ حتى ضَجَّ مِنْ حُرَقٍ     

جَفْنٌ تَعاورهُ البلوى بِتَسْهِيدِ

قالوا : تَعَودَّ،ْ فَقلتُ الحُبُّ تَجْرِبتي     

وفُرْقَةُ الخِلِّ لا تُسلي بتعويدِ

وكيفَ أسلُو؟ ، وهل يسلو فؤادُ فتًى     

ألقى إلى الحُبِّ طوعا بالمقاليدِ؟

أهيمُ في حُبِّهم حتى إذا اعتكرت     

ليلاءُ في خاطري تمتمت : أَنْ جُودي

جُودي لنا لو بِطَيْفٍ لا يُصَاحِبُهُ     

هَمٌ تَعَهَّدَ أَحْلامي بتنكيدِ

*****

يا ويحَ صَحْبي إذا غَصَّتْ حناجِرُهُمْ     

بالعذلِ جَهْلاً، وهَلْ سالٍ كمعمودِ

أنا الذي يُبحرُ الأحبابُ في دمهِ     

فليسَ يسلو بآلافِ الأناشيدِ

أعيشُ في خافق الدُّنيا كمزرعةٍ     

لو أُمطرت بالأذى جادتْ بعنقودِ

وأزرعُ الحبَّ في أقسى القلوبِ فلا       

أشقى بقسوتها والحُبُّ محصودي

*****

إذا وفتْ من أحبَّائي معاتبةٌ     

وافتْ بقلبيَ بابًا غيرَ موصودِ

ويدفنُ الخِلُّ في جنبيَّ نازلةً     

تكادُ لو كُتِّمَتْ بالنَّفْسِ أنْ تودي

فلا أفارقه حتَّى أراهُ غَدا     

يجري سرورًا، وأبقى غير محمودِ

أظلُّ أطوي سوادَ الليلِ محترقًا     

بنارِ غيري ، ولا أحظى بتبريدِ

 

*****

أحبُّ زغردةَ الأيامِ مُفْترشًا      

في سهلها زهرَ أفراحي وتغريدي

وأعشَقُ البسمةَ الخضراءَ في فمها     

ولست أجزع في أيامها السود

تهزُّني صرخاتُ القهر داميةً     

ولا تلامسُ حسي نغمَة العودِ

لا تَسْحَرُ العَيْنُ لُبِّي وَهْيَ فاتِنَةٌ     

وتستبيني المُنَى في أَعْيُنِ الخُودِ

*****

جَعَلْتُ من قلبيَ الحاني مرافئَ لم     

تمنعْ سفينًا، ولمْ تَبْخَلْ بموجودِ

وسِرْتُ في دَرْبِ آمالي كغاديةٍ     

في كُلِّ قَلْبٍ لها أحلى المواعيدِ

وعشتُ أجهلُ لَوْنَ الغَدْرِ سِحْنَتَهُ     

حتى أفقتُ بسيفٍ فِيَّ مغمودِ

لكنَّمَا الهِمَمُ العُلْيَا تسيرُ على     

جسْرٍ من العَزمِ فوقَ الحِقْد ممدودِ

 

*****

وليسَ في مَشْرِقِ الدُّنْيا وَمَغرِبِها     

من يصنعُ العزمَ مجدًا غيرُ محسودِ

 

1409هـ



اترك تعليقاً