مكتبتي

 

خُذِي قَلْبي وَعَقْلِي وَاحْتَوِينِي
وَغِيرِي إِنْ شَرَدْتُ لِبَعْضِ حِينِ

رَضِيتُ رَضِيتُ أَنْ أَحْيَا أَسِيرًا
أُنَاجِي مَنْ أَسَرْتِ مِنَ الفُنُونِ

عَلَى شَطَّيْكِ أَوْقَفْتُ ابْتِسَامِي
وآلاَمِي وَمَا حَمَلَتْ سَفِينِي

بَعِيدًا عَنْكِ تُهْرِمُنِي الثــَّوَانِي
وَفِي جَنْبَيكِ تَرْكُضُ بي سِنِينِي

وَمَا أَزْدَادُ في بُعْدِي لِشَأْنٍ
سِوَى أَضْعَافِ مَا بي مِنْ حَنِينِ

وَلَوْلاَ نَسْمَةُ الأَشْوَاقِ تَسْرِي
لِقَلْبيَ مِنْ كُوَى نُسكِي وَطِينِي

لَمَا شُغِلَتْ أَحَاسِيسِي بشَيءٍ
سِوَاكِ سِوَاكِ يَا أَوْفَى قَرِينِ

تَمَزَّقَ في دِيَارِ الهَمِّ نَبْضِي
فَيَا أَشْتَاتَ كُتْبي جَمِّعِينِي

وَجَفَّتْ في صَحَارِي الحُزْنِ نَفْسِي
فَرَوَّيهَا بشَلاَّلٍ حَنُونِ

تَتِيهُ قَوَافِلِي في كُلِّ فَجٍّ
فَقُودِيهَا إِلَى بَرَدِ اليَقِينِ

خَلُصْتُ إِلَيْكِ مِنْ وَجَعِ البَرَايَا
فَدَاوِينِي وَأَنْسِينِي شُجُونِي

وَسُلِّينِي مِنَ الأَيَّامِ سَلاًّ
كَمِثـْلِ الشَّعْرِ سُلَّ مِنَ العَجِينِ

أَيَا ضَوْءَ العُقُولِ بكُلِّ عِلْمٍ
تَدَفَّقَ في رُبَى قَلْبي الحَزِينِ

أَغِثْ عَيْنَيَّ يَا نُورَ المَآقِي
بمَا يَنْأَى مَدَاهُ عَنْ ظُنُونِي

تَرَجَّلْ يَا جَنَاحَ النُّورِ وَافْسَحْ
لِرُوحِي فَهيَ كَالطَّيْرِ السَّجِينِ

تَرَجَّلْ عَنْ كَوَاكِبكِ اللَّوَاتِي
سَلَبْنَ إِرَادَتِي وَسَنَا عُيُونِي

تَرَجَّلْ وَانْتَشِلْنِي مِنْ زَمَانِي
وَطِرْ بي عَبْر آمَادِ القُرُونِ

هُنَا بَلَغَتْ أَحَاسِيسِي مَدَاهَا
وَغِبْتُ وَغِبْتُ في كَهْفِ السُّكُونِ

تَحَرَّكَتِ الرُّفُوفُ بسَاكِنِيهَا
وَنَادَتْنِي بمَبْسِمِهَا المُبينِ

أَمُدُّ يَدِي إِلَى سِفْرٍ وَضِيءٍ
فَيُبْهِرُنِي بمِشْكَاةِ الأَمِينِ

وَيُغْرِينِي كِتَابٌ بالحَكَايَا
فَأُطْفِئُ فِيهِ مَجْمَرَةَ الأَنِينِ

وَيُسْعِفُنِي بحِكْمَتِهِ خَبيرٌ
إِذَا خِفْتُ الخُطُوبَ عَلَى وَتِينِي

عَلَى زَنـْـدِي يَنَامُ اللَّيْلُ طِفْلاً


وَيَبْقَى السِّفْرُ يَأْرَجُ في يَمِينِي

ذو الحجة 1413هـ

 



اترك تعليقاً