نعي في قصور المبادئ

يا من رأى الجَمْرَ في عينيّ أروقةً     

بها اشتكى دمعيَ الهتَّانُ للباري


لا تعذلنِّي إذا ماجَ الوجومُ على     

شواطئي ، وأناخَ الحزنُ في داري

وغادرَ البشرُ وجهي دونَ أجنحةٍ     

وقد عهدتُ طيورَ البِشْرِ أطياري

أَيَسْأَلُ  الأنسَ من عادتْ بشائِرُهُ     

قوارعًا سُرْبِلَتْ بالليلِ والقار

أيُعذَلَنَّ الجوى إن ثارَ في صَلَفٍ       

وأحرقت صَمْتَهُ أنفاسُ إعصار

يا من أظلَّتْهُ يومًا دوحُ مزرعتي     

وقد رأى اليوم ما لاقتْهُ أشجاري

قل لي بربِّكَ هل أشجاكَ ما صَنَعتْ     

كفُّ الخريفِ ، ونابٌ غادرٌ ضارِ

أم أنَّ قلبَكَ – مِثْلَ القوم- غَيَّرهُ     

لفحُ الكلامِ ، ونَفْخُ الغَدْرِ في النَّارِ

إنِّي أُعيذُكَ أن تنسى مودَّتَنا     

فَتُسْلِمَ القلبَ والذِّكْرى لِمِنْشَارِ

موتُ الحبيبِ لَـهُ صَبْرٌ يكافِئُهُ     

وما لِمَوْتِ المبَادي قَلْبُ صَبَّارِ

 

شعبان 1411هـ



اترك تعليقاً