هجر . . عروس التاريخ

 

يَا طَلْعَةَ التَّارِيخِ وَالأَمْجَادِ
رَوِّي بنُورِكِ كَوْكَبَ الإِنـْشَادِ

ظَمْآنُ يَا رِيَّ البَوَادِي وَالقُرَى
يَا (هَجْرُ) فَانـْهَمِرِي عَلَى أَبْعَادِي

ظَمْآنُ مَهْمَا تَسْكُبينَ مِنَ الشَّذَا
وَمِنَ الجَمَالِ عَلَى فُؤَادِي الصَّادِي

إِنِّي أُحِبُّكِ فَاعْذُرِينِي إِنْ جَنَى
حُبِّي عَلَيْكِ ، فَصِرْتُ كَالحُسَّادِ

لاَ أَرْتَوِي مِنْ نَظْرَتِي ، وَإِنِ ارْتَوَى
غَيْرِي مِنَ الوُفَّادِ وَالوُرَّادِ

أَنَا قَيْسُكِ الوَلْهَانُ فَانْسَكِبي لَـهُ
ظِلاً حَنُونَ الرُّوحِ وَالأَكْبَادِ

أَنَا ذَلِكَ الفَلاَّحُ أَرْضِي هَاجِسِي
وَالدَّهْرُ ـ أَجْمَعُ ـ مَوْسِمٌ لِحَصَادِي

لاَ تُنْكِرِي زِيَّ التَّمَدُّنِ إِنَّنِي
مَا زِلْتُ أَحْمِلُ مِنْجَلَ الأَجْدَادِ

مَا زِلْتُ أَحْلُمُ بالعُذُوقِ سَخِيَّةً
فَأَذُوبُ في نَهَرٍ مِنَ الأَعْيَادِ

يَا هَجْرُ حَارَ الشِّعْرُ فَوْقَ بُحَيْرَتِي
مِنْ أَيْنَ أَبْدَأُ قِصَّةَ المِيلاَدِ ؟!

مِنْ عَهْدِ مَنْ عَرَفَ الحَضَارَةَ طِفْلَةً
حَتَّى تَرَبَّتْ في كَرِيمِ مِهَادِ
مِنْ عَهْدِ مَنْ نَقَشَ الحُرُوفَ مُخَلِّدًا
وَشْمًا عَلَى الأَجْيَالِ وَالآمَادِ

أَوْ حِينَ كَانَ الشِّعْرُ يُعْلِي دَوْلَةً
( للصِّلِّتَانِ وَطَرْفَةٍ وَزِيَادِ )

بَلْ حِينَمَا انْطَلَقَتْ قَوَافِلُ حُبِّنَا
نَحْوَ المَدِينَةِ حَيْثُ نُورُ الهَادِي

فَلْتَنْهَلِي يَا هَجْرُ مِنْ أَنْوَارِهِ
وَلْتُبْهِرِي وَجْهَ الضُّحَى الوَقَّادِ

سَلْ غَفْوَةَ التَّارِيخ كَيْفَ تَفَزَّعَتْ
لمَا دَنَا مِنْهَا طَوِيلُ نِجَادِ

(عَبْدُالعَزِيزِ) طَوَى الفَيَافي نَحْوَهَا
وَاشْتَارَهَا مِنْ نَاهِبٍ جَلاَّدِ

عَرَفَتْ بهِ طَعْمَ الأَمَانِ وَحَازَهَا
كَنْزًا مِنَ اليَاقُوتِ وَالرُّوَادِ

مَلِكٌ ، حَدَائِقُهُ القُلُوبُ ، وَجُودُهُ
بالمَكْرُمَاتِ رَوَائِحٌ وَغَوَادِ

يَرْفُو البَوَادِيَ وَالمَدَائِنَ مِثــْــلَمَا
يَرْفُو النَّهَارُ جَوَانِبَ الأَطْوَادِ

شَفَّتْ أَحَاسِيسِي فَأَهْدَيْتُ السَّنَا
مِنْهَا أَرَقَّ تَحِيَّةٍ لِبلاَدِي

الدُّرَّةُ العَصْمَاءُ مَنْ شُغِلَتْ بهَا
أَزْهَارُ شِعْرِيَ عَنْ نُهَى وَسُعَادِ

يَا ( هَجْرُ ) هَذِي قُبْلَةُ الحُبِّ الذِي
سَكَنَ الجِنَانَ، وَعَاشَ في الأَوْرَادِ

سَلِمَتْ يَدَاكِ . . لَوْ افْتَدَيْتِ فَإِنَّنِي


أَفْدِيكِ – يَا هَجَرِي – بنَبْضِ فُؤَادِي



اترك تعليقاً