وقفة على شاطئ الدنيا

لا تسلني عن غروبِ الشمسِ يُدمي مقلتيَّه


عن ذهولٍ غارقِ الأجفانِ يغشى ناظريَّه

كيف غابتْ شمسُ حُبِّي

يا لها دنيا دنيَّه

كيفَ جارتْ فاستباحتْ

ساحة التقوى النقيَّهْ

 

واصطفتْ منها فؤادًا

دونَ خوفٍ أو رويَّه

 

أترعتْ جنبيه عِشقًا

للقناطيرِ النَّديَّه

 

فانثنى المفتونُ عبدًا

لاهثًا خلفَ الغويَّه

كنتَ نجمًا في سمائي

تتمنَّى الشمسُ قُرْبَه

 

كنتَ قنديلاً يُرَوِّي

للفتى الحيرانِ دربَه

 

وإذا ما الهَمُّ كادتْ

رُقْطُهُ تغتالُ قَلْبَه

 

هِبْتَهُ قلبًا جديدًا

 

أَحْسَنَتْ كَفَّاكَ طِبَّه

يا جليلاً في فؤادي

صِرْتَ فيهِ اليومَ سُبَّه

كيفَ خُنْتَ اليومَ قَلبًا

أخلصَ الأيامَ حُبَّه

كنتَ فيهِ نعمَ عبدٌ

يتقي في السِّرِّ ربَّه

 

أين يومٌ قد أضأنا

بسنا القرآنِ فَجرَه

 

وسمعنا منك قولاً

تعشقُ الأرواحُ عِطْرَه

 

هل نسيت الآنَ أُنسًا
 

 شاطرتنا فيه سَهره


كم تجاذبنا حديثًا

تشهدُ الأيامُ طُهْرَه

يبعثُ الماضي ليوثًا

واجهوا الدنيا كصخره

حاربوها فاستكانت

وأذلوا كلَّ ثغرَه

غَنِموا منها نفوسًا

لم تُذَلَّل قَيْدَ شَعْرَه

 

أين فرعونُ وهاما

نُ، وأين الشاهُ أينه

أين من ذاقوا من الدنــ

يا طعومًا ذاتَ فتنه

خادعتهم حين أصغوا

للنداءات المُرِنـَّه

حسنُها البَرَّاقُ يُغْري

وهي شمطاءُ مسنه

أظهرت عقدًا وقرطًا

أخفيا رُمْحًا وسِنَّه

يا دعاةَ الخيرِ هذي

كِلْمَةُ الحَقِّ المُجِنَّه

ضَلَّ من يحيا ليشري

تلكمُ الدُّنيا بِجَنَّه

 



اترك تعليقاً