استشارة / هل أتخلى عنه بسبب معاصيه ؟

السؤال :

أنا قبل ما أستشيركم سألت أحد المشايخ وقال لي لاتقصري مع زوجك لاتحرميه من كلمات الحب والحنان وتزيني له وشوفي وش إلي ناقصة وسويه له وأهتمي بنفسك … الشيوخ الله يسامحهم دائم في صف الرجال وإذا سألت المرأة ……. بكلامه يحسسها إنها مقصرة.. والمرأة إذا تبغي تكسب زوجها تحاول بكل الطرقوأنا والله حاولت بكل الطرق … قبل ما أسال المشايخ لكن بدون فائدة
أو يقولون نسمع من الطرفين …… إذا هو رافض أحد يدخل ورافض المساعدة أتحمل الخيانة وأسكت
زوجي ما كان ملتزم وبعد كذا من الله عليه بالهداية والحمد لله…… وهو الآن من طلبة العلم…..
لكن للأسف هو يتابع المقاطع التي في المواقع الإباحية وينزلها على سيدي هات يحفظها عنده وحاولت معه ولكن بدون فائدة .. وصبرت عسى إن يهديه الله .
لكن المصيبة الثانية يفتح المواقع المحجوبة يرى أمامه شي مايعلمه إلا الله….. صبرت وبعد صبرت وطال صبري والمصيبة التي كشفتها هذا اليوم على الأيميل إنه يكلم نساء والبريد على جهازه وأنا متأكدة
والله لا أعرف ماذا أعمل معه … هل أذهب إلى بيت أهلي بدون ما أكلمه…؟
هو دائماً يقول لي: بان هذا في سبيل الدعوة وان العلم بالشيء خير من الجهل به…….هل هذا صحيح
محاولاتي كانت معه كا لآتي:
أضع فيروسات على الجهاز بدون علمه ويذهب يصلحه ويرجع كل مره . هذه فشلت
أصنع خلفيات على سطح الكمبيوتر معبره عن النار والجنة والخوف من الله ..لكن لا يبالي…. فاشلة

أخبرته إني أعلم بخيانته لي والأشياء التي يحفظها ….. وخيرته بيني وبين ها المحرمات . أتدرون ماذا قال لي .قال إنه يشوف هذهِ المقاطع حتى يحذر الناس ويعرف يتكلم ويسوي محاضرات عن هؤلأ النساء الخونة وأفعالهم وحركاتهم في السوق . والمستشفى.. وغيرها ..
طيب قولت لازم يشوف المحرمات حتى يتعلم …. وصبرت
أنما المكالمات أو الدردشة يعني حتى هذه يعلم فيها الناس….. يكلم نساء وفي خلوة محرمه حتى هذه ما أقدر أصبر خلاص. والله تعبت .
أخاف من بكره يقول لا زم أزني عشان أشوف أيش يسوا و أنبه الناس . والله حاااله .
المساعدة منكم خبره أو فكره أو خطة …..
. لو كنتوا مكانه كيف تبغون زوجاتكم يتصرفون معكم.. باختصار هو قبل أهديته شريط كيف يتعاملالرجل مع زوجته وقال ( أنا أعاملك على كيفي أنا )
ولا تقلون جيبي من أهلك أو أهله يصلحون بينكم هذا ما أفكر فيه أبداً. هو ما راح يقبل
ليه الرجال مايفكرون في مشاعر زوجاتهم و أحاسيسهم ليه..ولا أسكت و أنطم وأجلس و ما أجيب منهعيال ثاني. تكفون شيروا علي. تكفون المساعده ساعدوني بالي تقدرون عليه. ولا تنسوني من دعواتكم وشكراً لكم وجزاكم الله خير..

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أما بعد :
فإني لم أتفاجأ من مقدمتك التي تتهمين فيها المشايخ أنهم دائما في صف الرجال، لأن هذه التهمة تتكرر أمامي بوجهيها باستمرار، فحين أتكلم أمام النساء أوصيهن خيرا بأزواجهن، ولا أجد داعيا للإكثار من ذكر حقوقهن على أزواجهن، وحين أتكلم مع الرجال أوصيهم بالنساء خيرا، ولا أجد أهمية للإكثار من ذكر حقوق الرجال على النساء، ولذلك فإني أتلقى هذه التهمة من الجانبين بالقدر نفسه.

دعينا من المقدمة الآن ولنبحر مع استشارتك , إضاءات في استشارتك :
üالالتزام هو سمت المنزل.
üحرصك على صلاح زوجك.
üطلبك المشورة يدل على وعيك.
عثرة في استشارتك:
ýالتعبير عن اليأس بعد المحاولات الفاشلة.
ولكنك استشرت، فدل هذا على أنك لست يائسة يا أم مجاهد، بل لديك أمل كبير في عودة زوجك إلى طبيعته التي ينبغي أن تتطابق مع علمه وموقعه الشرعي في الناس.

أختي الكريمة:
دعيني أولا: أجب عن تساؤلاتك:
تقولين إنك حاولت ولكن دون فائدة، وأنا أقول لك: حاولي مرات أخرى، ولكن لتكن كل محاولة تختلف عن الأخرى، وإلا فستكون كل المحاولات واحدة؛ لأنها مكررة، ولذلك تكون النتيجة واحدة، بل من الطبيعي ألا تتغير.
وإذا كان زوجك يرفض الاستعانة بأحد، فإن ما ينتظر منك سيكون هو الطريق إلى قلبه بإذن الله تعالى.
لا تتحملي الخيانة مهما كانت أشكالها، فإن زوجك مخطئ في تصرفه هذا، بل وعاص لله تعالى، وليس خائنا لك أنت، بل إنها خيانة لله تعالى؛ ألم يقل الله عزوجل: {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور}، ولا يغير من الأمر شيء إذا كان ملتزما في بعض شأنه بطاعة الله، بل إن هذا يكون أكبر بلا شك؛ لأنه في موقع الاقتداء.
متابعة المقاطع الإباحية، ومغازلة النساء، لا يدخل في الدعوة إلى الله، والعلم بالشيء خير من الجهل به إذا كان لا يوقع في حرام؛ وإلا لكان شرب الخمر والزنا مباحين حتى نعرف آثارهما قبل نهي الناس عنهما!!!
لقد أعجبتني طرائقك الإبداعية لتعكير صفو الجهاز عليه، ما دام يستخدمه في فساد، ولكن لم يعجبني منك أنك خيرته بينك وبين هذه المحرمات، هل ترضين أن تكوني في منزلة واحدة مع ما حرم الله تعالى؟ وتصوري لو حدث العكس لا قدر الله، هل الحل أن يترك الرجل زوجته؟
لا .. وألف لا
بل على الزوجة ـ في هذه الحال ـ أن تعرف أنها في أمس الحاجة إلى الصبر والاحتساب، ولزوم بيتها، والاهتمام البالغ بأولادها.
وعليها أن تعلم أن زوجها ليس في حاجة إليها في يوم من الأيام كما هو الآن!!
إن المفتون لا يدري أنه في فتنة ما دام فيها. وحين نتركه فيها وننصرف عنه، فإنه سيبقى بطبيعة الحال يتخبط في ظلماتها، ويزداد ضياعا وظلما لنفسه ولغيره.إذن دورك كبير وكبير جدا، يمكن تلخيصه في التالي:
1- أن يزداد اهتمامك به؛ حتى تكوني له الهواء الذي يتنفسه، بل حتى تصلي إلى درجة ألا يستغني عنك أبدا.
2- استقبليه بحفاوة وودعيه بحنان. قدمي له ما يحب لا ما تحبين أنت، قولي له: أنا أحبك، أنت كل شيء في حياتي، تحدثي عن مشاعرك العليا معه.
3- شاركيه جلساته على النت، ودليه على الخير فيه، وحين يدخل في فساد، قبليه، وقولي له: أنا أحبك، أخاف عليك، دع هذا من أجل الله.
4- حين يجادلك لا تصرخي وتكثري من الوعظ، بل رطبي خديك بدمعات حارة مشفقة، وقولي له: مثلك أسف عليه أن يتلوث، أن يدنس صفاء سريرته، دع هذا لأمثالي من المقصرات (وحاشاك)، لكن أنت لا.. لا..
5- استري عليه، لا تخبري أحدا بالأمر؛ حتى يبقى له من الوضع الطيب ما يجعله يحافظ عليه.
6- أحيطي عنقه بحب، وربتي على شعره، وضعي أصابعك ـ برقة ـ على عينيه إذا دخل على هذه المشاهد، وقولي له: أعيذ هاتين العينين أن تزنيا، وزنا العين النظر.
7- اشتركي معه في طاعة؛ كالعمرة، وصلاة الوتر، وتلاوة القرآن، والصدقات.
8- لا تلوحي بالخروج من بيتك أبدا، بل أشعريه أنك لن تتركيه، ولن ينقص حبه، وأنه حتما سيفكر في الأمر ويعود إلى الله تعالى.
9- تقولين: الرجال ما يفكرون في مشاعر زوجاتهم و أحاسيسهم ليه؟ والسؤال بطريقة أخرى: هل فكرت في مشاعر زوجك؟ هل استمعت إلى مشاعره، هل لاعبت الطفل الذي في داخله؟ هل أشبعته جنسيا حتى الثمالة؛ لتبرد عيناه؟ أم أنك الآن في هرج ومرج وصراخ واتهامات؟ وضعف في التواصل الجسدي الذي يبحث عنه في النت؟
10- لا لا تسكتي، و(جيبي منه عيال)؛ لأنه ـ بإذن الله ـ سيتغير!!
11- أكثري من الدعاء له، فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيف شاء.
وفقك الله وستر عليك، وفرج همك، أعاد زوجك إلى جمال روحه، وإلى قلبك الصافي. أرغب أن أسمع ماذا حدث.. حتى تقر عيني معك بانفراج الأمر، وتوبة طالب العلم هذا وعودته إلى الله، ثم إليك .. كله.



اترك تعليقاً