السؤال :
فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
هذه مشكلة حصلت بين زوجين وكلاهما لي به صلة قرابة قوية وكان الزوج يبذل ما يستطيع لإسعاد زوجته وكانت هي كذلك علما بأن الزوج
في 28 من عمره والزوجه في 16 من عمرها ولهما طفلة في السنة الأولى من عمرها والزوجة حامل بآخر وهي في الشهر الثامن الآن
وخلاصة المشكلة أن الزوج يوصل زوجته لبيت أهلها بين الفينة والأخرى ولا يمنعها من أهلها وذات يوم وبعدما أوصلها لأهلها عصرا
وعاد بعد منتصف الليل ليأخذها ليعود لبيته اتصل بجوالها وطلب منها أن تنزل فقالت (بدون أن ترفع صوتها عليه وبدون ) قالت : أنها تريد البقاء مدة أطول بل طلبت أن تبيت عند أهلها فحاول معها وحاول حتى وافق مرغما على أن تنزل ابنته الصغيرة ذات السنة والنصف ليتسلى بها عند أخواته ويستأنس بها فرفضت وحاول وحاول ولم توافق فذهب الزوج غاضبا وترك زوجته ثم اتصلت به في اليوم التالي لا لتعتذر ولكن لتقول له أنا لم أخطئ فالبنت معروف أنها دوما مع أمها ولا داعي لغضبك فقال طلبت نزولك فرفضت ووافقت مرغما ثم طلبت ابنتي وترفضين ؟ !
وبعد نقاش لم تعترف فيه الزوجه بخطئها فقال الزوج إذن مع السلامة وقالت الزوجة مع السلامة وانتهت المكالمة ثم ترك الزوج الزوجة لعدة أيام لعلها تعتذر ولكنها لم تفعل واستمر هجر الزوج لها قرابة الشهر وهو يرسل لها على جوالها قائلا لا أريد أكثر من اعتذار لتنتهي المشكلة بيننا
ولكنها لم تعتذر وفكر الزوج بحيلة وهي تخويفها بالزواج عليها بالثانية ولكنها لم تعتذر وبعد ذلك قابل والد الزوجة الزوج وقال له بأسلوب فيه نوع من الشدة ما هي المشكلة بينكما – مع العلم أنه قد علم بها – وبعدما شرح الزوج المشكلة رد الوالد بأن الزوج هو المخطئ وعليه أن يجد حلا
فقال الزوج وما هو الحل ؟ فقال الوالد أن تخرج بالمعروف كما دخلت بالمعروف فوافق الزوج وافترقا فأرسل الزوج لزوجته هل توافقين على طلب والدك فلم ترد على رسالته – لأن كلا منهما يريد الآخر – فاتصل بها يريد التأكد فقالت أن رأيها كما يري والدها وإخوانها فانصدم الزوج لوصول المشكلة لهذه الدرجة وقال لعل أحدا ضغط عليك استعيذي بالله من الشيطان وفكري سأتركك وأمهلك فترة لتقرري….
فما رأيكم من المخطئ وكيف تحل هذه المشكلة .
الجواب :
الحمد لله ، أما بعد : فإن المشكلة ذات أبعاد نفسية أكثر منها اجتماعية أو فقهية .
فكل ما في الأمر أن الزوجة ( الصغيرة في السن ) أدركتها حداثة سنها فعاندت الزوج من أجل أن تحقق رغبتها في البقاء في بيت أهلها لمدة أطول .
والزوج بدلا من تقدير مطالب هذه السن ، استعجل بالهجران ، وكان الأولى أن يأخذها في اليوم الثاني دون أن يفتح الموضوع وهي في بيت أهلها حتى لا تكبر الأمور ، وتتعسر . ثم إذا حضرت في المنزل يحاورها في الموقف دون التركيز على من المخطيء ؟ ويتفق معها أن تكون المشكلة بينهما حتى تحل .
علما بأنها ملزمة شرعا بطاعته فيما أمرها به في الأمرين المذكورين، ولكنها – للأسف – غفلت عن ذلك ، ولكن لا داعي الآن لذكر كل ذلك .
وأما عن المخرج من هذه الأزمة فأرى أن يتدخل حكم من أهله وحكم من أهلها غير والدها ؛ ليرجعا المرأة إلى بيت زوجها دون أن يطلب منه أو منها الاعتذار . وبعد حين من الدهر يمكنه أن يحاورها بهدوء حول الموضوع دون تشنج .
وعليه أن يدربها على طاعته وحبه ، ويرغبها فيه، حتى لا تنفر منه، ويصبر عليها ، تقول عائشة رضي اللهعنها : ( فاقدروا للجارية الحديثة السن ) .
فإن فارق السن الكبير بينهما من أسباب عدم التفاهم السريع بينهما .
ولكن لا يتنازل عن رجولته في المستقبل أبدا دون عنف ، وإنما يفرض قوامته عليها باحترامها وحبها وكسبها بالتعامل الأمثل معها ، وتقدير مثل هذه المواقف التي لا تتفق مع رغبة الزوج ، ولكنها لا تمثل خدشالرجولته ، ولا هدما لمبادئه , فإن تنفيذ رغبة كهذه للمرأة فيه كسب كبير لها ، وربما قدرت تضحيته من أجلها في المستقبل .
أما الطلاق فلا داعي له أبدا في هذه المشكلة اليسيرة ، وكنت أتمنى أن يكون الأب أحكم فلا يتعجل طلب الطلاق لابنته الصغيرة ، وقد أصبحت أما لطفلين ، وهدم مستقبلها من أجل حادثة يسيرة جدا كهذه .
أنصح الزوج بأن يتنازل هذه المرة، ويسترد امرأته بالحسنى ويكرمها ، ويتناسى المشكلة حتى لا يثيرها في كل مرة فتثير معها زوبعة من الغبار الذي يحرمهم جوا من المودة والرحمة كان ينبغي أن يستمرا في التمتع به .
وفق الله بينهما .
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.