الأعمال الفاضلة

الأعمال الفاضلة

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته ومن استن بسنته إلى يوم الدين.

أما بعد فاتقوا الله عباد الله، واستبقوا الخيرات، وابحثوا عن مواطن الأجر، فإنما هي سويعات، وينقضي العمر، ويقبل الأجل، ويلتقي المؤمن ربه عزّ وجل بما عمل.

اتَّقوا الله -عبادَ الله- تقوى تُرضِي ربَّكم، وتُزكِّي أعمالَكم، وتُصلِح قلوبَكم، وتعمُر آخِرتَكم؛ فقد قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2، 3]، {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق: 4]، {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا} [الطلاق: 5].

أيُّها المسلمون: جِماعُ الخير كلّه الأعمالُ الصالحات، وجِماعُ الشرِّ كلّه الأعمالُ السيئات، وقد جعلَ الله الجنةَ ثوابًا لفعل الخيرات وترك المنكرات، وجعَل النارَ عقابًا لفعلِ المنكراتِ وترك الخيرات، كما قال عزّ وجلّ:{وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الزخرف: 72]، وقال تَعَالى: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} [النّازعات: 37- 39].

وقد جَعَل الله الأعمالَ الصالحاتِ أسبابًا لكلِّ خير في الدّنيا والآخرة، ولذا فإن المؤمن لا يزهَد في أيّ عملٍ صالح يتيسر له فعله، بل يحرِص على فعلِ الخيرِ في أيِّ وقتٍ وفي أي مكان، لأنه لا يدري أيَّ عمَل خيرٍ يَرجَحُ به ميزانُ حَسناتِه، {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} [القارعة: 6، 7].

والإكثارُ مِن قليلِ الأعمالِ الصالحة يكونُ كثيرًا مُباركًا بالنية الصالحة العظيمة، كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 40]؛ فكيف بالأعمال المباركةِ العظيمة؟! فطُوبَى لمن جمعَ بين أجناسِ الأعمالِ الصالحةِ أعلاها وأدناها، فذَلك الذي سَبقَت له منَ الله السّوابِق.

والمسلمُ إذا أدَّى الفرائض واكتسبَ ما تَيسَّر من أعمال البِرِّ فهو على سبيلِ نجاة، قد وفَّقه الله لطريق الفائزين، وسَلكَ به طريقَ المُفلِحين، وحفِظَ الله له ما ينفعه في الدنيا والآخرة. فقد روى البخاري رحمه الله في صحيحه بسنده: “أن أعرابيًّا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثائر الرأس، فقال: يا رسول الله، أخبرني ماذا فرض الله عليَّ من الصلاة، فقال: الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئًا. فقال: أخبرني ما فرض الله علي من الصيام، فقال: شهر رمضان إلا أن تطوع شيئًا. فقال: أخبرني بما فرض الله عليَّ من الزكاة، فقال: فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم شرائع الإسلام، قال: والذي أكرمك، لا أتطوع شيئًا، ولا أنقص مما فرض الله عليَّ شيئًا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلح إن صدق، أو: دخل الجنة إن صدق. رواه البخاري وغيره.

وطُرُق الخير كثيرة، وأبوابُ البرِّ مُشرَعةٌ مُفتَّحة، والأعمالُ الصالحاتُ واسِعةُ الميادين، وقَد قال تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد:21].

وكما علَى المسلم أَن يحرِص على الأعمالِ الصالحةِ ولو كانت قليلةً فعليه أن يحذَرَ المعاصيَ ولو كانت حقيرةً؛ فقد قال : ((إياكم ومُحقَّراتِ الذنوب؛ فإنهن يجتَمِعن على الرجل حتى يُهلِكنَه)) رواه أحمد وصححه الألباني.

قال الحسن البصري رحمه الله: “ما نظرت ببصري، ولا نطقت بلساني، ولا بطشت بيدي، ولا نهضت على قدمي؛ حتى أنظر أعلى طاعة أو على معصية؟ فإذا كانت طاعة تقدمت، وإذا كانت معصية تأخرت”. هكذا تكون التقوى، لم يبق للنفس حظ ولا هوى، فكل الحياة وما فيها لله تعالى.

يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: ” من عوّد نفسه العمل لله لم يكن أشق عليه من العمل لغيره، ومن عود نفسه العمل لهواه وحظه، لم يكن أشق عليه من الإخلاص والعمل لله”.

ولذلك تترك الطاعات المخلصة على الإنسان آثارها، أراد أم لم يرد، كما أن المعاصي تفعل ذلك كذلك، فقد أُثر عن عثمان رضي الله عنه أنه قال: “ما أسر عبدٌ سريرة إلا أظهرها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه”.

عباد الله.. والأعمال الفاضلة ترجعُ إلى ثلاثة أنواع:

النوع الأول: الأعمال الفاضلة التي يعود نفعُها إلى المُكلَّف نفسِه، ولا تتعدَّى لغيره إلا تبَعًا؛ كالصّلاة، والذكر، والصّيام، ونحوِ ذلك، وقد جاءَ في هذا النوع ترغيبٌ كثير؛ فعن أبي هريرة قال: سُئِل رسول الله : أيُّ الصلاة أفضلُ بعد المكتوبة؟ قال: ((الصلاةُ في جوف الليل))، قال: فأيُّ الصيام أفضلُ بعد رمضان؟ قال: ((شهر الله المُحرَّم)) رواه مسلم.

وعن أنس   قال: قالَ رسول الله : ((من صلَّى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلُع الشمسُ ثم صلَّى ركعتين كانت له كأجر حجَّة وعمرةٍ تامَّة تامَّة تامَّة)) رواه الترمذي، والطبراني بلفظ: ((انقلَبَ بأجر حجَّةٍ وعمرة)) قال المنذري: “وإسناده جيد”.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((كلُّ سُلامَى من الناسِ عليه صدقة كلَّ يومٍ تطلُع فيه الشمس)). ومعنى الحديث: أنَّ كلَّ مِفصَلٍ من الإنسان عليه صدقة، فالسُّلامَى هي المفاصِل، فكلُّ مفصَلٍ عليه صدقة يُؤدِّيها المسلمُ عن بدنه، قال: ((وتُجزِئُ عن ذلك ركعتا الضُّحى)) رواه مسلم.

وعن أبي ذرٍّ قال: قال رسول الله : ((وإنّك لن تَسجُد لله سجدةً إلا رفعك الله بها درجة، وحطَّ عنك بها خطيئة)) رواه ابن ماجه وصححه الألباني، وعن أبي الدرداء   قال: قال رسولُ الله : ((ألا أخبِركم بخيرِ أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهَب والورِق -أي: الفضة-، وخير لكم مِن أن تلقَوا العدوّ، فتضرِبوا أعناقهم ويضرِبوا أعناقكم؟))، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((ذكرُ الله)) رواه أحمد والترمذي والحاكم وصحَّحه الألباني.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير في أول يومه مائة مرة؛ كانت له عِدل عشر رقابٍ، وكُتِبَت له مائةُ حسنة، ومُحِيَت عنه مائةُ سيّئة، وكانت له حِرزًا من الشيطان يومَه ذلك حتى يُمسِي، ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ مما جاء به إلا أحدٌ عمِلَ أكثرَ من ذلك)) رواه البخاري ومسلم. وفي “صحيح مسلم”: ((من قال: سبحان الله وبحمده في أول يومه وفي آخره مائة مرة لم يأت أحدٌ بأفضل مما جاء به)).

ومن أفضل الذكر ما يُقال عقِبَ الصلواتِ الخمس من الأذكارِ المشروعة، فهي بابٌ جامعٌ للخيرات ودافعةٌ للشرور والمكروهات، وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال النبيُّ : ((صُم من كل شهرٍ ثلاثةَ أيام، وذلك كصيام الدهر)) رواه البخاري.

والنوع الثاني من فضائل الأعمال الصالحة: ما يتعدَّى نفعُه إلى الخلق، وهي إحسانٌ إلى النفسِ، وإحسانٌ إلى الغيرِ، وفيها تسابَقَ المتنافِسون، وفاز أهلُها بخيرَي الدّنيا والآخرة؛ عن جابر عن النبيِّ   قال: ((كلُّ معروفٍ صدقة، ومن المعروف أن تلقَى أخاك بوجهٍ طلِق، وأن تُفرِغ من دلوِك في إنائه)) رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد وحسنه الألباني.

وعن أبي ذرٍّ قال: قلتُ: يا رسول الله، دُلَّني على عملٍ إذا عمِلَ به العبدُ دخل الجنة، قال: ((يؤمنُ بالله))، قلتُ: يا رسول الله، إن مع الإيمان عملاً، قال: ((يرضَخُ مما رزَقَه الله)) يعني: يتصدَّق، قلتُ: وإن كان مُعدِمًا لا شيء له، قال: ((يقول معروفًا بلِسانه))، قلتُ: فإن كان عيِيًّا لا يُبلِغُ عنه لسانُه، قال: ((فيُعينُ مغلوبًا))، قلتُ: فإن كان ضَعيفًا لا قدرةَ له، قال: ((فليَصنَع لأخرقَ))، قلتُ: فإن كان أخرقَ يعني: لا يُحسِنُ صنعةً، فالتفتَ إليَّ فقال: ((ما تريدُ أن تدَعَ في صاحبِك شيئًا من الخير، فليَدَعِ الناسَ من أذاه))، قلتُ: يا رسول الله!، إنَّ هذا كلَّه ليسير، قال: ((والذي نفسي بيده؛ ما من عبدٍ يعملُ بخصلةٍ منها يريدُ بها ما عندَ الله إلا أخذَت بيدِه يومَ القيامة حتى يدخل الجنة)) رواه ابن حبان في “صحيحه”، ولبعض ألفاظه شواهد في “الصحيحين”.

وعن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله : ((إنَّ امرأةً بغيًّا سقَت كلبًا فغفر الله لها)) رواه البخاري ومسلم، وقال : ((في كلِّ كبدٍ رطبةٍ أجر)) رواه البخاري ومسلم، وفي الحديث: ((صيامٌ وصدقة وشهود جنازة وعيادةُ مريض ما اجتمَعت لعبدٍ في يوم إلا دخل الجنة)).

وجِماعُ العبادَة وآكَدُها هو الدعاءُ، وهو أعظَم عبادَةٍ يتقرَّبُ بها العبدُ إلى اللهِ تبارك وتعالى، فيسألُ الله عزَّ وجلَّ، ويرفع إلى ربِّه حوائِجَه في الدّنيا والآخرة، ويسألُ العبدُ مِن خَيرَي الدنيا والآخرة، فإنه جِماعُ الخير كلِّه. وإنَّ الدعاءَ شأنه عظيم وأمره كَبير، ولا سيَّما في أوقاتِ النوازل وأوقاتِ الحوادثِ والمضائقِ والكُرُبات، ونحن في هذا العَصر نزلَ بالمسلمين شدائدُ وكُرُبات، واقتَتلوا، واستَحلَّ بعضُهم من بعضٍ مَا حرَّم الله عزّ وجلّ، ونزَل بهم أمرٌ لا يرفعه إلا الله تعالى.

فالمسلمُ يدعو لنفسه، ويدعو للمسلمين، ويدعو بأن ينصرَ الله الإسلام والمسلمين، وأن يرفع البأسَ عن المسلمين؛ فإنه تبارك وتعالى جوادٌ كريم، والله تبارك وتعالى يقول: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، وفي الحديث: ((الدعاءُ هو العبادة)) رواه أبو داود وصححه الألباني.

والنوع الثالث من أبوابِ الخيرِ العظيمَة: كفُّ الشرِّ والأذى والضرَر عن الناس، فيحفَظ المسلمُ لسانَه ويدَه وجَوارِحَه، فيحفَظ بهذا حسناته، ويُريح الناسَ من شره؛ فعن أبي ذرٍّ   قال: قلتُ: يا رسول الله، أيُّ العمل أفضل؟ قال: ((الإيمانُ بالله، والجهادُ في سبيل الله))، قال: قلتُ: أرأيتَ إن ضعُفتُ عن بعض العمل؟ قال: ((تكُفُّ شرَّك عن الناس، فإنها صدقةٌ منك على نفسك)) رواه الشيخان.

توبوا إلى الله واستغفروه، وادعوا لإخوانكم المسلمين في كل مكان نصرةً لهم.

الخطبة الأخرى:

الحمد لله ربِّ العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له إلهُ الأولين والآخرين، وأشهد أنَّ سيِّدنا ونبيَّنا محمَّدًا سيِّد الأولين والآخرين، اللّهمّ صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أيّها المسلمون، أما بعد: فاتقوا الله، فما أفلحَ أحدٌ إلا بالتّقوى، وما خابَ أحدٌ إلا باتّباع الهوى والإعراضِ عن عبوديةِ الخالق الذي ينفعُ ويضُرُّ ويُعذِّبُ مَن يشاء بعدله، ويرحمُ من يشاءُ بفضله.

أيّها المسلِمون، قوموا بما فرضَ الله عليكم حقَّ القيام، وتحرَّوا في عباداتِكم سنّةَ رسول الله ؛ ليكون العملُ مقبولاً، واحذروا مُبطِلاتِ الأعمال، أو ما يُنقِصُ الأجورَ؛ فإنَّ الرجلَ يعمل الحسنةَ ثم يُتبِعُها سيئة فتُبطِلُها أو تُنقِصُ أجرَها، واحذَروا مداخلَ الشيطانِ الذي قعدَ لابنِ آدم بكلِّ طريقِ خير، وتمسَّكوا بوصيّة رسولِكم في قوله: ((إنَّ الله فرضَ فرائضَ فلا تُضيِّعوها، وحدَّ حدودًا فلا تعتَدوها، وحرَّم أشياء فلا تنتهِكُوها، وسكتَ عن أشياء رحمةً بكم غير نسيان فلا تسألوا عنها)) رواه الطبراني والبيهقي وفي سنده كلام.

واستكثِروا -عباد الله- من الأعمال الصالحات؛ فقد قال ربكم جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج: 77].

وحاسِبوا أنفسَكم قبلَ الموتِ؛ فإنَّ مَن حاسَبَ نفسَه هوَّن الله عليه الحِسابَ، وليُحدِث كلُّ امرِئٍ توبةً بعد السيّئة؛ فعن معاذٍ   قال: قال رسول الله : ((اتَّقِ الله حيثُما كنتَ، وأتبِع السيِّئةَ الحسنةَ تمحُها، وخالِقِ الناسَ بخُلُقٍ حسنٍ)) رواه الترمذي وحسنه الألباني.

وأصلِحوا القلوبَ بالإخلاصِ والتوحيدِ تصلحْ الأعمال، وفي الحديث: ((إن الله لا ينظر إلى صوَركم وأعمالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم)) رواه مسلم.

اللهم يا عزيز يا حكيم أعز الإسلام والمسلمين وانصر إخواننا المجاهدين، وارفع البأس والظلم والجوع عن إخواننا المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم ـ كما متعتنا بنعمة الأمن، ونعمة التوافق بين الراعي والرعية ـ فنسألك أن تديم أمننا في أوطاننا، وأن تصلح ولاة أمورنا، وتوفقهم لإصلاح رعاياهم، اللهم أيدهم بالحق وأيد الحق بهم، واجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، سلما لأوليائك حربا على أعدائك، واحفظ إمامنا بحفظك، وارزقه البطانة الصالحة الناصحة، وجنبه بطانة السوء.

اللهم إنا نجعلك في نحور من يقتل إخواننا، ويحرق عليهم قلوبنا، في فلسطين وفي العراق وفي سوريا وفي اليمن، وفي ليبيا، وفي كل مكان لك فيه مؤمن بك مسلم لك، وخلص الأسرى المسلمين من بين أيديهم ناجين بدينهم وأرواحهم وأعراضهم، اللهم خذ من ظلمهم أخذ عزيز مقتدر، اللهم انزع الملك من بين يديه نزعا، واجعل ولاية هؤلاء المستضعفين في من ترضاه ويرضيك، ويقيم العدل بينهم، ويحكم كتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم فوق أرضك.

اللهم بارك لنا فيما أعطيتنا، وأغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك، وأغننا برحمتك يا حي يا قيوم، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين واجعلنا من أهل جنة النعيم برحمتك يا أرحم الراحمين .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.



اترك تعليقاً