الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله الأطهار وأصحابه الأبرار.
عباد الله أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله وطاعته، استجابة لأمر الله جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
أيها الأحبة:
ها نحن أولاء نعيش في ظل الانفتاح غير المحدود بحدود، بين عقول شبابنا وفتياتنا، وما يجد من تقليعات العصر المتغير في كل لحظة من لحظات الزمان، عبر نوافذ صغيرة الحجم، عميقة القعر، تمتد أذرع عدساتها إلى كل موجودات الحياة من حولنا، لتعكس تفاصيلها على مخيلاتهم، لتنتقل بعد ذلك إلى سلوكاتهم، وربما إلى عقائدهم وأفكارهم.
ظاهرة جديدة تدعى (الإيمو) ، فمن أين جاءت؟ وما مظاهرها؟ وما مدى خطورتها؟ وكيف نتقيها؟
جاءت كلمة: (الإيمو)، Emo )) اختصارًا لكلمة: (Emotion ) الإنكليزية، التي تعني: العاطفة. وقد بدأت تيارًا موسيقيًّا في موسيقى الهارد روك منذ 1980م تقريبًا، ثم تحول في بداية الألفية الميلادية الثالثة إلى أسلوب حياة، ( Life Style)، لجماعات معينة. بدأت تظهر في العاصمة الأمريكية (واشنطن)؛ فأصبحت مشهورة جدًّا بانتشار موسيقى الروك المعروفة بالحزن والصخب وعلو الصوت، وبلغت مراحل لا يمكن تخيلها من حيث الشهرة والانتشار عالميًّا؛ حيث أصبحت لها أفكار ونشأت لها معتقداتها الخاصة.
ومما مهَّد لظهور هذه المجموعة ما حدث في ولاية (كاليفورنيا) بأمريكا، عام 1980م، حيث خرجت مجموعة من الشباب يطلق عليهم (الهيبز)، يُعنَون بمواجهة المشكلات الاجتماعية الخاصة بالشباب من الجنسين، وقد انقسم هؤلاء الشباب ثلاثة أقسام؛ قسم كان يعبر عن أفكاره ومشاعره بالمظاهرات، وقسم اتخذ طريق التوعية، وقسم انكفأ على نفسه واتخذ طريق الوحدة، الذي أدى بدوره إلى الاكتئاب، ومن هنا ظهرت مجموعة (الإيمو).
فإذا كانت تلك المجموعات قد ظهرت هناك لأسباب تخصهم هم، نابعة من ظروفهم، فكيف تنتقل إلى مجتمعات المسلمين؟ وكيف يقبلها شبابنا وفتياتنا؟
إن هذه الموضات تبدأ بمعتنقيها من الشباب والفتيات شكلية؛ مستغلة الضعف العلمي الشرعي من جانب، وخواء النفس من المقاصد والأهداف العليا؛ وتنتهي إلى فكر ومنهج حياة بديل عن منهج الحياة الذي يتمثل -في ديننا- بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ الذي لم يترك لنا شاردة ولا واردة في حياتنا إلا نظمها، وبينها. يقول تعالى:{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } [الأنعام : 162].
وفي الحديث الصحيح: “قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها؛ لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضُّوا عليها بالنواجذ” [رواه ابن ماجه 43 وصححه الألباني].
ولنا أن نعجب أكثر من الشكل الخارجي الذي رضي بنو جلدتنا بلبوسه، وتقليد الكفرة والملحدين فيه، ومن ذلك: تسريحات غريبة؛ وشعر أسود، ينسدل على نصف الوجه بطريقة تشعر بالأسى، وأحيانًا من الجهتين، وصور تدل على الخطر كصورة الجماجم والعظام، وألبسة قاتمة وضيقة، وقبعات سود مستديرة، وسترات جلدية سوداء أو زهرية، وأحزمة مرصعة، وجوارب ممزقة، وبنطلونات جينز ضيقة، وقميص يحمل علامة الإيمو، أو أحد شعارات الروك، وغالبًا ما يكون ذا مربعات بيض وعلامات زهرية، ولا يغلق سوى زر واحد.
ويرتدي الإيمو كثيرًا من الأساور، والنظارة ذات الأطراف العريضة السوداء، ويطلي الأظافر بالمناكير، ويضع مكياجًا كثيفًا في الوجه، وسوادًا حول العينين.
ويتسكع الإيمو في شوارع المدن ليلاً بمفرده أو بصحبة أحد أفراد جماعته، بوجه كئيب. غالبًا ما تراه باكيًا، ويتجمعون في شكل مجموعات مختلطة، حتى لا يكاد الرائي أن يميز بين الذكور والإناث.
والمتأمل في هذه المظاهر فسيجد أنها بارزة، ولا يمكن إخفاؤها، فأين رقابة الأسرة والرقابة المدرسية؟ ولماذا لا يقوم الآباء والأمهات بدورهم في محاربة هذه الظاهرة المخلة بالانتماء إلى شريعتهم، وقيمهم.
إن هذا الفكر من الخطورة بمكان لو كان قومي يعلمون، فهو أكثر ما يختص بسن المراهقة الأولى والمتوسطة؛ (من11 -17 سنة)، وهذا هو السن الذي تبدأ فيه المراهقة وتتأجج، ونهايته سنُّ الانفجار على القواعد والقوانين المنزلية، والمجتمعية، كما أن فكر الإيمو يدعو إلى السلبية، ويشجع على الاكتئاب والانتحار، وهما من أبرز ظواهر الشباب المخيفة في العصر الذي نعيشه.
إخوتي.. إن المراهقين – وهم ينخرطون في مثل ذلك- يرون أن ما يقومون به لا يتعدى تعبيرًا عن أحاسيسهم، كما يرون أن لهم الحرية الكاملة في اختيار الطريقة التي يعبرون بها. وهذا دليل على احتياجهم إلى قرب آبائهم وأمهات، ومعلميهم ومعلماتهم منهم؛ ليكشفوا لهم الحقائق الغائبة.
ومما يجعل لهذه الظاهرة امتدادًا أخطر أن الإيمو تتخذ شكل مجموعة، ولها انتماء، مما يجعلها أكثر قربًا من المراهقين والمراهقات، الذين يبحثون -بطبيعة المرحلة- إلى مجموعة ينتمون إليها كما يؤكد النفسيون.
وإذا كان الانتحار أحد الخيارات أمام من يوغل في الاكتئاب؛ ففي الحدث الذي يرويه: جندب بن عبد الله رضي الله عنه: “كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ بِهِ جُرْحٌ، فَجَزِعَ فَأَخَذَ سِكِّينًا فَحَزَّ بِهَا يَدَهُ، فَمَارَقَأَ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: بَادَرَنِي عَبْدِي بِنَفْسِهِ، حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ. [صحيح البخاري 3463].
وهذا الحزُّ القاتل هو مما يكثر في صفوف فتيان الإيمو وفتايتهم، نعوذ بالله من الخذلان. فهو من أسوأ صور التعبير عن المشاعر تجسيد الألم لديهم؛ (مداواة الألم النفسي بالألم الجسدي)؛ حيث يقومون بتقطيع أجسادهم وتشويهها بالتجريح؛ في إشارة منهم إلى الأجزاء المظلمة من الحياة، وكلما ازدادت تشوهات الجسد كلما ازدادوا نفورًا من المجتمع والأفراد المحيطين بهم، إلى أن يزول ألم الجسد، فتأتي -كما يتوهمون- مرحلة التلذذ بالألم، مع عدم زوال الألم النفسي، فيصبح الألم مزدوجًا، ومن هنا جاءت فكرة انتحار بعضهم.
ومثل هذه التصرفات الشاذة تزداد في الدول الغربية، أما في الدول العربية، فإن مراعاة الحلال والحرام في الشريعة السمحة، وحضور التفكير المنطقي، والعين الجمعية، التي من حقها أن تنتقد الآخرين إذا انحرفوا عن المسار العام للمجتمع، تقلل من انتشار هذه السلوكات المنحرفة.
وأما في الغرب، فإن قاعدة الحرية الفردية (أنت حر ما لم تضر) جعلت من حق الفرد أن يختار كل اعتقاداته وسلوكاته ما لم يضر غيره، وهو ما أدى إلى تفكك بنية الأسرة، ثم بنية المجتمع، وبدأ عقلاؤهم يدقون جرس الإنذار بعواقب وخيمة.
قال الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} [النساء: 29- 30]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآي والذكر الحكيم، أقول هذا القول وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الأخرى:
الحمد لله حمد الشاكرين الأبرار، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المصطفى المختار، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.. أما بعد فاتقوا الله تعالى وأطيعوه.
عباد الله:
إن الإيمو عاطفيون وحساسون بطبعهم، يميلون إلى الكآبة والبكاء، يحسون أنهم مكسورو القلب، ويميلون إلى الحب غير المتبادل، ويشتكون بأنهم منبوذون من مجتمعاتهم؛ لأن أحدًا لا يستطيع فهمهم كما يدعون. وكل ذلك بخلاف ما جاءنا عن رسولنا صلى الله عليه وسلم، الذي جعل الابتسامة الصافية النقية عبادة نتبادلها فيما بيننا؛ لتشعرنا بالأمان، والحب، وفتح لنا أبواب الفرح والصبر على لأواء الحياة وكدرها، فلا نسجن عواطفنا في أنبوب المشاعر المتوترة، بل نطلق حمامتها في آفاق البهجة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرًا له، وليس ذلك إلاّ للمؤمن” [رواه مسلم 2999].
والحقيقة أن من يتأمل شخصية الإيمو، فإنه سيجد أن تخوف علماء النفس على مراهقي الإيمو من الضرر النفسي أو الجسدي الذي قد يلحق بهم نتيجة كآبتهم الدائمة، والخشية من ميلهم للانتحار له مكان من الواقع، فالاكتئاب يحتل المرتبة الخامسة بين المسببات العظمى للوفاة والإعاقة، ومن المتوقع في عام 2020م أن يحتل الاكتئاب المرتبة الثانية بعد أمراض القلب؛ حيث إن 15% من المصابين بالاكتئاب ينتحرون، والإيمو يحتلون نسبة من هذه الأعداد.
والكآبة تولد حيث يحس الإنسان بأنه لا قيمة له، وأن لم يبقَ لديه شيء يخسره، كما ليس لديه ما يقدمه لواقعه. فيهرب لمثل هذا السلوك؛ تسويغًا لعجزه، بدلاً من أن يكون فاعلاً في مجتمعه وواقعه.
إن الشاب حين يفقد تحديد هدفه في الحياة، تبعًا لعدم فهمه للحياة ذاتها، مع ضعف الإيمان بالله تعالى، فلن يكون قادرًا على تحمل الصدماتالعاطفيّة، وبخاصة -في فترة المراهقة-؛ حيث علاقات الحب (الوهمية)، فإذا وُجد مثل هذه المجموعة هرب من خلالها إلى الوهم.
والسؤال: كيف نتعامل مع الإيمو في بيوتنا؟
تبدأ الإجابة عن هذا السؤال بفَهْمِ توجه الإيمو جيدًا، حتى يتم التعامل مع الأولاد المبتلين به على أساس علمي واضح، فقد يثقل الوالدان الولد بصفات ليست فيه، بناء على الخلط بين توجه الإيمو والأسوأ منه، بعد ذلك يتم احتواؤهم نفسيًّا وعاطفيًّا؛ بدءًا بالوالدين، ومرورًا بالإخوة والأخوات، بإغداق العواطف المعتدلة عليه، وإسماعهم كلمات الحب والتقبل؛ حتى يجدوا ما كانوا يفتقدونه، ففروا إليه.
كما تبدأ الإجابة عن السؤال نفسه في مدارسنا بتفهم المعلمين أو المعلمات توجه الإيمو ودراسته في ورش عمل؛ ليتم وضع الخطط البرامجية على أساسه، ثم إشعارهم بالحب والقبول والاستماع إليهم ومحاورتهم، وتفهم وجهات نظرهم، وتعميق التربية الإيمانيّة في نفوسهم، وحمايتهم من التعلّق بالموسيقى والغناء أوالتساهل في ذلك، فالغناء مزمار الشيطان، والشيطان حريص أشد ما يكون على استمالة قلوب الناس إلى المنكر، والأخذ بمجامع وجدانهمولبّهم .. لأن الوجدان هو في الحقيقة محرّك (السّلوك).
وعلى المربين بشكل عام بيان معنى الحياة للبنين والبنات، ومساعدتهم على تحديد أهدافهم، ورسم خطة واضحة المعالم لكل منهم. كما أن عليهم استثمار فراغهم بما يقربهم من الله تعالى؛ ففي ذلك سعادتهم الحقيقية؛ قال الله تعالى : {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَحَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَآيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} [طه: 124- 126]، فالغفلة عن ذكر الله والإيمان به تورث المرء الضيق والنكد والكدر، ولن يجد الإنسان العافية ولا السلامة ولا الهدوء ولا الاستقرار إلاّ بذكرالله والإيمان به إيمان حب وخضوع .
ولبيان خطورة هذا المسلك؛ فإن بعض الشباب أو الفتيات ربما ينجرفن وراء هذه الظاهرة لمجرد التقليد، وما يكاد يستمر بهمالأمر حتى ينقلب التقليد إلى ثقافة وانتماء .
وفي المقابل ينبغي علينا تعزيز الإيجابيّة في شبابنا وبناتنا؛ بمعنى أن نبيّن لهم أن الاستسلام للألم لن يخرج المرءمن مشكلته أو من حالته، إنما الذي يخرجه من ألمه هو الإيجابيّة في التعاملمع الواقع .
نقرأ في قصة موسى عليهالسلام أنه خرج من مصر خائفًا يترقّب .. هذا الخوف لم يجعله يستسلم للشعوربالخوف والهرب .. بل إنه كان يستغل أي لحظة أو حدث ليقوم بعمل إيجابي ليزاحمبهذا العمل الإيجابي الشعور بالخوف والهرب والغربة؛اقرؤوا قوله تعالى: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَعَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُامْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىيُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 23- 24]. فشعوره بالخوف والغربةوالهرب، لم يجعله يستسلم لواقعه فيفرّ منه، بل يدخل في أي موقف أو حدث يُشعره بالإيجابيّة والفاعليّة، فطبيعة النفس أنها تتحفّز كلما رأت الإنتاج، وتعجز كلما استسلمت للكسل.
ومن الضروري جدا إقناعهم بتغيير المظهر السيئ الذي تلبسوا به تقليدًا، فإن من أهم خطوات الحلهو تغيير الظاهر في اللبس والشكل؛ وذلك لأن للظاهر أثرًا علىالباطن، وهذا ما يدل عليه النّصوص التي جاءت في النهي عن التشبه بغيرالمسلمين أو التشبه بالبهائم كنهيه صلى الله عليه وسلم عن افتراش جلودالسّباع أو لبسها أو الإسبال في الثياب للرجال أو التشبّع بما لم يعطَ .. فكلذلك نهي عن أشياء لها تعلّق بالسلوك الظاهري، وذلك لأن الظاهر له تأثير علىالباطن سلبًا وإيجابًا .
فحين يتغيّر الظاهر إلى مظهر معتدلبعيد عن مظاهر ولباس الـ (إيمو)، فإنه مع الوقت سيكون له أثر على الباطنبالشعور بالتفاؤل والتعامل مع الحياة بروح متفائلة .
ولنعالج الأمر من الداخل فعلينا أن نقدم لهم الحلول الإيمانيّة في التعامل مع مشكلات الحياة: الصّبر، والاحتساب، والثقة برحمة الله والأنس باختياره .وكثرة الاستغفار .والفزع إلىالصلاة والقرب من الله .
ومما يُذكر -ولم أتأكد منه- أن الانتماء إلى الإيمو قد ينتهي بعبادة الشيطان، والحقيقة أن بينهم وبين عبدة الشيطان بعض التشابه في أشكال الأزياء والمكياج، كما أنهم يأخذون بعض صورهم ورموزهم. وهذه المعلومة تشير إلى خطورة ذلك، فهم قريبون منهم، ومن تشبه بقوم فهو منهم.
{أَلَمْ أَعْهَد إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَم أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَان إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوّ مُبِين} [يس: 60].
اللهم اهد شبابنا وأصلح قلوبهم.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وانصر إخواننا المجاهدين وارفع البأس والظلم والجوع عن إخواننا المستضعفين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح ولاة أمورنا، ووفقهم لإصلاح رعاياهم، اللهم أيدهم بالحق وأيد الحق بهم، واجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، سلمًا لأوليائك حربًا على أعدائك.
اللهم فك أسرى المسلمين، واقض الدين عن المدينين، واهد ضالهم، وهيئ لأمة الإسلام أمرًا رشدًا يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر. اللهم بارك لنا فيما أعطيتنا، وأغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك، وأغننا برحمتك يا حي يا قيوم، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين واجعلنا من أهل جنة النعيم برحمتك يا أرحم الراحمين .
اللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله الطاهرين، وصحبه أجمعين، وعنا معهم برحمتك وفضلك ومنك يا أكرم الأكرمين.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.