بين القبير والحولة أمة حائرة

الحمد لله العلي الكبير؛ قاصم الجبابرة المتكبرين، وناصر المستضعفين، لا غالب إلا هو، ولا رادَّ لعذابه، ولا يحول بين أمره ونفاذه شيء (وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [البقرة:117]؛ نحمده كما ينبغي له أن يحمد، ونشكره على نعم لا تحصى ولا تعد؛ خلقنا ورزقنا، وهدانا وكفانا، ودفع عنا من السوء ما علمنا وما لم نعلم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وسع كل شيء رحمة وعلما، (وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا) [طه:110] وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

كلما ادلهمت الأحداث تكشفت عن وجوه كالحة، عليها غبرة تاريخية تعيسة، تعيش على دماء الآخرين، تمضغ أيامها .. بل دقائقها لتحقق أحلاما طائفية توسعية، في الزمن الذي تدعو فيه كل الطوائف إلى التعايش تحت مظلة (وطن).

ما يحدث في سوريا لم يعد يحتمل تأجيل إزالة الحجب عن مفاصل مأساته، فهناك من يبارك ويدعم ويحارب ويشارك بكتائبه وأسلحته في تدمير الكائن البشري هناك؛ طفلا أو امرأة أو رجلا .. لا فرق، سوى أنهم ينتمون إلى أهل السنة والجماعة، شيخ يتظاهر في الشارع، أو شاب يقاتل في الجيش الحر، أو طفلة كالفراشة تلعب في زاوية من بيتها الخرب، أو طفل أشعث يركض ليشتري خبزا ليطعمه أمًّا ثكول لم يتبقَّ لها سواه، كلهم في النظر الطائفي سواء!!

الكتائب الحاقدة تنفذ المذابح، والإعلام السوري المجرم يحاول أن يجيرها ـ في صفاقة وحماقة ـ لصالح موقفه المهترئ المتداعي، تكاد تصريحات المسؤولين تسبق المذبحة أو تتزامن معها؛ لأن الخطة واحدة!!

ومرتكبو هذه المذابح يعدونها فرصة؛ ليشفوا به غليلهم التاريخي الذي لا يزال يُوقد من شجرة خبيثة كلما مرت ذكرى منتقاة. لولا هذا الضخ المستمر في الصدور لما أقدمت كتائب حزب اللات والشبيحة وأضرابهم على ارتكاب أشنع المشاهد وأبشعها، كيف يمكن لبشر أن يمسك بطفل بريء ويذهب به في زاوية ليقطع رقبته كفرخة ليس لها إلا أن تصرخ حتى تموت في يد ذابحها!!

عند الغروب تدخل السعالي مرتدية ملابس الجيش أو ألبسة مدنية، تتجه إلى أضعف الأسر لتقتاد أهلها كالغنم وتصفهم لتذبحهم واحدا واحدا بدم بارد، وربما أحرقت بعضهم حتى التفحم، إن مذابح الحولة والقبير، الذين زاد عددهم على مئتي ذبيح، كان منهم عشرات الأطفال سُحبوا قهرًا من أحضان أمهاتهم في أجواف بيوتهم الريفية الفقيرة؛ ليقادوا حيث السواطير والفؤوس، طلب بعضهم من ذابحه (من شان ألله ) أن يشحذ سكينه حتى يذبحه بسرعة ولا يعذبه!!:

كَم يَستَغيثُ بِنا المُستَضعَفُونَ وَهُم 

قَـتلى وَأَسـرى فَـما يَهتَزَّ إِنسانُ 


بِـالأَمسِ كانُوا مُلُوكاً فِي مَنازِلهِم 

وَالـيَومَ هُـم في بِلادِ الكُفرِ عُبدانُ


فَـلَو تَـراهُم حَيارى لا دَلِيلَ لَهُم

عَـلَيهِم مـن ثـيابِ الذُلِّ أَلوانُ


يـا رُبَّ أمٍّ وَطِـفلٍ حـيلَ بينهُما

كَـمـا تُـفَرَّقُ أَرواحٌ وَأَبـدانُ


وَطفلَة مِثلَ حُسنِ الشَمسِ إِذ برزت

كَـأَنَّما هـيَ يـاقُوتٌ وَمُـرجانُ


يَـقُودُها الـعِلجُ لِلمَكروهِ مُكرَهَةً

وَالـعَينُ بـاكِيَةٌ وَالـقَلبُ حَيرانُ


لِـمثلِ هَذا يَبكِي القَلبُ مِن كَمَدٍ

إِن كـانَ فـي القَلبِ إِسلامٌ وَإِيمانُ

نعم ذُبحوا بالسكاكين والسواطير والبنادق نحرًا وضربًا وقطعًا وسط استرحام الصبية والبنيات وتوسلاتهم وصراخهم واستغاثتهم في جريمة جبانة لم يعرف لها في التاريخ نظير سوى من جنس تلك الشرذمة المجرمة، ولم يكتفوا بذلك، بل إن قوات النظام المجرم أخذت معها لدى خروجها من القرية “ثلاثين جثة على الأقل، ليتم سحل بعضها بالآليات في قرية أصيلة التي تبعد حوالي ستة كيلومترات عن مكان المجزرة!!

الله يا الله لقلوب هؤلاء الأطفال!! كيف رأوا الموت بأعينهم البريئة؟! ها طفل ناجٍ يقول: إن أمه بدأت في الصراخ بعدما أخذوا شقيقه وأعمامه، فصوب المجرمون البنادق نحو رأسها وأطلقوا عليها خمس رصاصات وهو يرى!! وا كبدي .. وا حرة قلبي!!

وصبي آخر عثر عليه جندي آخر وهو مختبئ فأطلق عليه النار، لكن الرصاصة لم تصبه، ثم ترك المنزل مرتعدا بعد أن شاهد جثث أخته وأمه وإخوته قتلى في أسرتهم جميعا.

أيها المجرمون.. إن لسان كل مسلم سيبقى صارخا: الدم لا ينسى ونحن أصحابه، وسنحمله مدى حياتنا، ولن نسامحك يابشار الأسد وعصاباتك المجرمه والقصاص لابد قادم!!

نعم إن البعد التاريخي ظاهر في هذه المذابح، حتى رُوي عن أحد الطائفيين المجرمين قوله: علينا ألا تأخذنا الرحمة تجاه أطفالهم قبل كبارهم ونسائهم، من أراد رحمتهم فليذهب إليهم.. لكن عليه أن يتذكر الرضيع عبد الله بن الحسين سلام الله عليه، يوم أن طلب الحسين سلام الله عليه شربة ماء له فأرداه الناصبي بسهم ذبحه مابين وريديه، من أذنه إلى أذنه، فاعتنق أباه بيديه يرفرف بروحه حتى فاضت إلى العلي الأعلى. إن قتل الناصبي وطفله وزوجته ونسله حلال يبيح دخول الجنة“.. فإذا كانت هذه رؤية الطائفيين الذين يقفون الآن بكل حقودهم مع طاغية الشام وجنده، وبقي العالم يحبِّرُ الخطب الرنانة في المحافل الدولية،  فلينتظر كل أطفال أهل السنة في سوريا دورهم!! وربما أطفال غيرهم كذلك؟ وما أشبه هذه الجرائم الإنسانية بجرائم التطهير العرقية في البوسنة والهرسك!!

أما في ديننا ومعتقدنا الذي ندين الله تعالى به فالرحمة واجبة علينا حتى تجاه أطفال الأعداء إذ يحرم قصدهم بالقتل، وقد فُسر قول الله تعالى (وَلَا تَعْتَدُوا) [البقرة:190] بعدم التجاوز إلى قتل النساء والأطفال. ومن وصايا النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه في الحروب: «وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا» رواه مسلم «لَا تَقْتُلَنَّ ذُرِّيَّةً وَلَا عَسِيفًا» رواه ابن ماجه، وسئل ابن عباس رضي الله عنهما عن فعل النبي صلى الله عليه وسلم في الغزو فقال: “لم يَكُنْ يَقْتُلُ الصِّبْيَانَ؛ فلا تَقْتُلْ الصِّبْيَانَ” رواه مسلم.

وذكر ابن المنذر عن الشافعي: ومع أن الرد بالمثل أصل شرعي دل عليه الكتاب والسنة فإنه لا يجري في الأطفال، فلو قتل الكفار أطفال المسلمين لم يكن للمسلمين أن يقتلوا أطفالهم. ولا يحل قتل الأطفال إلا إذا شاركوا في القتال، ومع ذلك فإنهم إذا هربوا يتركون.

وفي الوقت الذي كان الصليبيون يقتلون أطفال المسلمين، تأتي امرأة تبحث عن طفلتها في عسكر المسلمين، فيأمر صلاح الدين رحمه الله تعالى بردها لأمها وسط بكاء الناس من هذا الموقف النبيل.

وإن كنا نرحم أطفال الحولة بما أصابهم فنحن أولى أن نرحم أنفسنا ما أصاب قلوبنا من القسوة، وما أصاب أمتنا من الوهن والذلة، وأما أطفال الحولة فقلوب طاهرة من الأحقاد زفت إلى باريها في حواصل طير خضر، لتتخلص من الشدة والعذاب، وهي الآن تتقلب في رحمة أرحم الراحمين، فاللهم ارحمنا واغفر لنا والطف بنا، وارفع الذل والهوان عنا.

ادعوا الله لإخوانكم أن يرفع عنهم هذا الظلم والبغي، إنه نعم المولى ونعم النصير


الخطبة الأخرى/

اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت، إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي، غير أن عافيتك أوسع لنا، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد

فاتقوا الله عباد الله ، {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً} [سورة النساء 4/9]

السؤال المؤرق لكل مسلم يرى بعينيه، ويسمع بأذنيه، وقد ضاقت به حيلته: كيف يمكن لنا أن نقدم الرد المناسب على هذه الجرائم؟ ها أولاء نحن نرى جثث الأطفال وأشلاءهم تتناثر في كل مكان، ونلمح في عيون من بقي منهم حيًّا ملامح الذعر التي تختلط بالرجاء في أن تمتد إليهم يد جسورة تنقذهم من مصيرهم المحتوم بعد أن افتقدوا الأمان.

اسمعوا أيها المسلمون هذه الكلمات التي قالها أحد القادة معلقا على صور الأطفال في معركة غزة: “وبما أننا أصحاب ذاكرة غنية لأننا أهل التاريخ ومالكو الأرض.. فسنعدهم بأننا سنبقى نتذكر، والأهم من ذلك هو أننا سنحرص على أن يتذكر أبناؤنا أيضًا، سنخبئ لهم صور الأطفال، وجروحهم المفتوحة، ودماءهم النازفة فوق ألعابهم وسنخبرهم عن الشهداء والثكالى والأرامل والمعاقين… وسنشرح لهم بأن من يفقد ذاكرة الماضي سيفقد المستقبل، وسنعلق على جدران غرفهم لوحة نكتب عليها شعارًا لكل طفل قادم إلى الحياة يقول له: لا تنس؛ ليكبر الطفل، ويقول لهم: لن أنسى ولن أغفر…إن ما يقومون به وما يرتكبونه من جرائم حرب لن ينتج لهم سوى أجيال قادمة أشد عداء… وهذا يعني أيضًا أنهم يحفرون بأيديهم قبورًا لأبنائهم وأحفادهم…لقد زرعوا الدماء ولن يحصدوا غيرها.انتهى كلامه.

أتدرون من قائل هذا الكلام المنمق المؤثر؟! إنه بشار النصيري القرمطي الذي ذبح أطفال الحولة قبل أيام، وكان ذبحه لأطفال سوريا أشد وأنكى وأفظع من قتل اليهود لأطفال غزة.. حتى وقف له أمس الخميس ممثل إسرائيل في الأمم المتحدة يستنكر عليه ذبحه لأطفال شعبه بهذه البشاعة!! فما أشبه الخبيثين ببعضهما!! يتباكى على أطفال غزة من يذبح أطفال الحولة والقبير، ويتباكى على أطفال القبير والحولة من قتل أطفال غزة، وزرع في وجوههم وقلوبهم رعبا لن ينسوه حتى يقتصوا منه بعز العزيز الحميد.

أمـــــــتـــي كم صنم مجدته لم      يكن يحمل طهر الصنم

لا يلام الذئب في عدوانه      إن يك الراعي عدوَّ الغنم

تخيلْ لو أنك أنت ذلك الأبُ الذي رجعَ إلى منزلِه فرأى فلذاتِ كبدِه قد قُتلوا قتلاً.. وذُبحوا ذبحًا..  كيف هو شعورُكَ وأنت تجمعُ بقايا لعبِهم التي فرحوا بها عندما أتيتُهم بها وشكروك عليها..

أتذكرُ كلمةَ بابا لما نطقوا بها.. ما أجملَها في أفواهِهم.. كيف تنساه وفي كل زاوية له ذكرى!!

كم أعددتَ من الأفكار لحسنِ تربيتِه!! وكم بنيتَ من الآمالِ في التخطيطِ لمستقبلِه!!

ها هو ذا الآن جثةٌ هامدةٌ بين يديك.. قد قتلَ الأشرارُ كلَ ذلك ظلمًا وعدوانًا.. هذا هو شعورُ إخوانِكم في سوريا..

ولكن.. أين ستذهبُ يا بشارُ.. من العزيزِ الجبار!!

أين ستذهبُ يا بشارُ.. من اللهِ الواحدِ القهارِ!!

ألم يكن لك في فرعونَ عبرة.. الذي (اسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ) [القصص: 39- 40].

بل ألم تر يا بشَّار ما حصل لكثير ممن كنت تجلس معهم على مائدة واحدة، فمنهم من علق على مشنقة، ومنهم من أحرق بالنار، ومنهم من مات معذبا بأخبث الأمراض، ومنهم من هرب خائفا يترقب حتى ضاق به الفضاء كما ضاقت به الأرض، ومنهم من سجن في السجن الذي كان يسجن فيه العلماء والدعاة، ومنهم من قبض عليه في أنبوب وقتل عريانا في غاية الذل وهو الذي عرف بطاغوتيته وكِبره وجبروته؟ ومن يدري كيف سيكون مصيرك؟!!!

{فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [سورة العنكبوت 29/40].

إن سنة الله غالبة ولن تتخلف، (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا) [يونس: 13].

وأبشروا أبطال سوريا، فإن الله تعالى قال ووعد: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ) [القصص: 4- 6].

وأنتم معشر الإخوة ! عليكم – بقدر استطاعتكم – بواجب النصرة الذي بيّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «تَرَى المُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى» رواه البخاري ومسلم.

إن من أوجب الواجبات علينا والفروض العينية الإنفاق في سبيل الله لإغاثة إخواننا في سوريا وهناك هيئات رسمية مرخصة من الدولة ولله الحمد تستقبل صدقاتكم وزكواتكم، منها الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وهيئة الإغاثة الإسلامية، وقد أفتى سماحة المفتي بدفع الزكاة، وأفتى العلماء بجواز تعجيل الزكاة لهم، فبادروا بالإنفاق في سبيل الله قال الله تعالى: (هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) [محمد: 38].

والدعاء.. الدعاء لإخواننا بسوريا ندعو ونأمر من تحت أيدينا بالدعاء وخصوصاً في أوقات الإجابة في ثلث الليل الآخر.. وبين الأذان والإقامة.. وفي السجود.. وساعة الإجابة يوم الجمعة.

اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوة المسلمين، وقلة حيلة المستضعفين، وهوانهم على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربنا إلى من تكل إخواننا، إلى بعيد يتجهمهم أم إلى عدو ملكته أمرهم، اللهم لا نصير لهم إلا أنت، فقد خذلهم العالم كله، وأسلموهم إلى عدوهم..

اللهم الطف بهم وارحمهم وأنزل السكينة والأمن والثبات على قلوبهم، وزلزل بالرعب قلوب أعدائهم يا رب العالمين.

اللهم ضعف الناصر إلا بك، وقلت الحيلة إلا بك، وانقطعت حبال الرجاء إلا حبل الرجاء فيك، اللهم فلا تخذلنا في دعائنا كما خذلنا إخواننا، فأنت الرب الكريم، ونحن العصاة العبيد، فعاملنا بكرمك وجودك، واستجب دعاءنا في إخواننا، وأغثهم بنصرك فلا مغيث لهم سواك، ولا ناصر لهم إلا إياك، يا رب العالمين. ربنا ورب كل شيء ومليكه ارفع البلاء عن إخواننا، وأنزل رحمتك عليهم..

اللهم ارحم أطفالا تذبح لا حول لهم ولا قوة، ونساء تغتصب لا حافظ لهن إلا أنت، وانصر رجالا رفعوا رايتك، اللهم صن أعراض العفيفات، ودماء المسلمين، وفرج كربهم، وانصرهم على عدوهم. اللهم أرنا في سائر الباطنيين المعتدين حولك وقوتك، وأنزل بهم بأسك، اللهم اكسر شوكتهم، ونكس رايتهم، وانصر أمة محمد عليهم، اللهم اشف صدور المؤمنين منهم، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح لنا ولاة أمورنا، وأصلح لهم رعاياهم، اللهم اجعلهم هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، سلما لأوليائك، حربا على أعدائك. ربنا اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات يا مجيب الدعوات. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد..

 



اترك تعليقاً