دفاعًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

دفاعًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

أما بعد: فيا عباد الله اتقوا الله وأطيعوه؛ امتثالاً لما أمركم به الله جل وعلا، فقال في محكم التنزيل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119].

أحباب محمد صلى الله عليه وسلم..

شهد الأسبوع المنصرم عددًا من الأحداث العظيمة؛ حيث تفاعل الجسد الواحد في أمة محمد صلى الله عليه وسلم من أصقاع الأرض، وتصاعدت مقاطعة المنتجات الدانمركية واتسعت لتشمل العالم الإسلامي كله، بل والمسلمين في كل أنحاء المعمورة؛ لتكون سلاحًا موجعًا لمن جعل سبَّ الأنبياء والاستهزاء بالديانات من الحرية الشخصية ودافَعَ عن ذلك بكل وقاحة.

وتحية عطرة إلى قيادتنا المباركة التي نهضت بواجب الإنكار قولاً وعملاً، فكانت قدوة حسنة لغيرها من الدول العربية والإسلامية؛ لتعبّر عن استنكارها الشديد لما نال نبي الإنسانية صلى الله عليه وسلم من الأذى، وإنه لعز لنا أن نقف قيادة وشعبًا صفًّا واحدًا أمام الكفر وأهله؛ دفاعًا عن قدوتنا صلى الله عليه وسلم.

إننا -أيها الأحبة- لو سكتنا عن هذه الحادثة، فسوف نكون مسخرة لأرذل الأمم، يتندرون بنا، ويعبثون بكرامتنا، فليس أقل من نثأر لكرامتنا، ونُصرّ على نصرة نبينا صلى الله عليه وسلم، فكما أنهم يدّعون أن من حريتهم أن يسبُّوا من شاءوا، فلنا نحن حريتنا أن نتعامل مع من نشاء، ونشتري ما نشاء، ولتذهب مصانعهم إلى البوار، إذا أصرُّوا على فعلتهم والدفاع عنها، ففي بلاد المسلمين خيرٌ كثير وغنيةٌ عما يردنا منهم، ومن بغى وأصر على بغيه فعقوبته محققة بإذن الله، ومن أناب نجا بإذن الله.

لقد وجَّه رسولنا صلى الله عليه وسلم كتبه إلى القياصرة والأكاسرة في وقت واحد، فأما كسرى فمزَّق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فمزَّق الله ملكه، ولم يبقَ له في الأرض ملك، وأما قيصر الروم فقد أكرم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فثبت ملكه، واستمر في الأجيال اللاحقة، ذكر ابن حجر أن ملك الفرنج أطلعه على صندوق مصفح بذهب، فأخرج منه مقلمة ذهب، فأخرج منها كتابًا قد زالت أكثر حروفه، وقد التصقت عليه خرقة حرير، فقال: ((هذا كتاب نبيكم إلى جدي قيصر، ما زلنا نتوارثه إلى الآن، وأوصانا آباؤنا أنه ما دام هذا الكتاب عندنا لا يزال الملك فينا، فنحن نحفظه غاية الحفظ، ونعظّمه ونكتمه عن النصارى ليدوم الملك فينا)).

لله أنت يا أمة محمد.. لم تستطع كل ألوان الترويض أن تفقدك حبك لدينك وربك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم، فهززت أوروبا كلها بموقف واحد، تقولين فيه: إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.. نفديك يا حبيب الله.. نُحورنا دون نحرك يا صفي الله.

لقد أقفلت مصانع، وبارت سلع، وتزعزع اقتصاد، وأقيلت رءوس، وطأطأت هامات، حتى تواردت في الأسبوع الماضي سلسلة من الاعتذارات من الصحيفة نفسها ومن عدد من المسئولين السياسيين في الدانمرك في محاولة لإنقاذ الموقف، وأعلنت أكبر شركة هناك وثاني مجموعة أوربية على لسان الناطقة باسمها: إننا لا نكاد نبيع شيئًا في هذا البلد، بعد أن كانت مبيعاتنا في المملكة وحدها تتجاوز ثلاثمائة وثمان وعشرين مليون دولار سنويًّا أصبحت تقريبًا صفرًا.. !!

والمطلوب الآن أكبر.. أن يُعاقَب الرسام والصحيفة، وأن تعترف الحكومة الدنمركية بأن هذه إساءة لقائد أمة المليار، وليس من الحرية في شيء.

لا بد أن يفهم العقل العالمي أن المسلم لم يعد واحدًا من مجموعة دول تنتمي للعالم الثالث الذي يسمونه ناميًا؛ ليشيروا إلى أنه محتاج إلى تنميتهم وكأنه لا يزال طفلاً رضيعًا لهم يأكل ما يصنعونه له، ويلبسون ما يختارونه له، لقد تناسوا بأنه أصبح شخصًا مثقفًا واعيًا لأساسه الثقافي الذي هو هذا الدين الإسلامي العظيم. أصبح قادرًا على أن يقول: لا… بصوت عالٍ ومتحضّر، وبطريقة تعبّر عن تململه من حالة الاستعلاء الغربي ضد العرب الذين يحتاجونهم ويلجئون إليهم، حالة الاستكبار الغربي التي طالت واستمرت وطمّت أخيرًا لحد الإمساس بأقدس المقدسات؛ ولذلك لا بد أن نعبّر عن ألمنا حين تُمَسّ كرامتنا، من أجل ألا نفقد (لاءنا) الوحيدة البسيطة التي نملكها الآن وتملأ أفواهنا.

لنقول: إننا موجودون في هذا الكوكب بكل أزماتنا…وإننا قادرون على صناعة الحياة الكريمة ولو بحرمان أنفسنا مما تشتهيه، وإننا نستحق الاحترام، وإننا نملك أن نعبّر وأن نرفض.

نعم.. لقد مرت إساءات للنبي صلى الله عليه وسلم فلم تُواجَه بمثل هذه المواجهة، فكانت النتيجة الاستمرار في تلك الوقاحة، أما الآن فبمجرد أن أعادت صحيفة فرنسية تلك الرسوم المشئومة حتى استنكرت وزارة الخارجية الفرنسية ذلك بشدة، وأقالت رئيس ومدير الصحيفة فورًا.. لتطوّق أزمة جديدة ربما تنطلق من شعوب المسلمين ضد فرنسا.

أيها المسلمون:

إن مفكرّي الغرب اعترفوا بفضل محمد -صلى الله عليه وسلم- على قيمة الإنسانية حتى قال أحدهم: ((لو أن محمدًا موجود بيننا الآن لحل مشاكل العالم وهو يشرب فنجانًا من القهوة)).

وحين ملك محمد سلطان القوة لم ينتقم ولم يبطش ولم يهدم ولم يدمر، وإنما قال لمن طردوه وآذوه من أهل مكة حين جاءها فاتحًا: ((اذهبوا فأنتم الطلقاء)).

ويقول مايكل هارت صاحب كتاب (العظماء مائة أعظمهم محمد)، قال: ((إن محمدًا أعظم الشخصيات أثرًا في تاريخ الإنسانية كلها، وهو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحًا مطلقًا على المستويين الديني والدنيوي معًا، فلقد نادى بالإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات. وأصبح قائدًا سياسيًّا وعسكريًّا ودينيًّا، وبعد أربعة عشر قرنًا من وفاته فإن أثر محمد عليه الصلاة والسلام لا يزال قويًّا متجددًا في إرساء قواعد الأمن والسلام والسلوك الاجتماعي والأخلاقي الذي يحقق للإنسانية خيرها في حياتهم الدينية والدنيوية)).

لا تُحصى فضائله، ولا تُعد مزاياه… فهو خير خلق الله إنسانًا، ما من صفة كمال إلا اتصف بها، ولا قبيحة إلا وتبرأ منها، أقسم الله الصادق العليم بـ(وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى) على تزكية المصطفى والثناء عليه، صلى الله عليه وسلم، فزكى عقله فقال: (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى)، وزكى لسانه فقال: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى}، وزكى شرعه فقال: {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}، وزكى معلّمه فقال: { عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى} وزكى قلبه فقال {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى}، وزكى بصره فقال: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى}، وزكى أصحابه فقال: {وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ}، وزكاه كله فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}. شرح الله له صدره، ووضع عنه وزره، ورفع له ذكره، وأتم أمره، وأكمل دينه، وبرَّ يمينه، ما ودَّعه ربه وما قلاه، بل وجده ضالاً فهداه، وفقيرًا فأغناه، ويتيمًا فآواه، وخيّره بين الخلد في الدنيا ولقاه، فاختار لقاء مولاه، صلى الله عليه وسلم، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [سورة الأنبياء: 107]. اللهم اجعله لنا شفيعًا، واحشرنا في زمرته. عباد الله توبوا إلى واستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الأخرى:

الحمد لله الذي قال في محكم التنزيل لرسوله الأمين: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}، وأشهد ألا إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران 200].

الحب تلك العاطفة الدافقة بأنهار الوجدان، الهادئة حتى السكون، العاصفة حتى البركان، تموج بها قلوب الناس أشكالاً وألوانًا، وتلعب بها رياح الأهواء الهوج أسرابًا ووحدانًا، بينما تتربع في قلوب المؤمنين رياضًا من الجنات، وتتناغم ألحانًا من الثبات، وتفيض تعبُّدًا ورقًا للواحد الديان.

يا تيار الحب توقف.. فإن فؤادي لا يتطلع إلا إلى أزكاك وأتقاك

أشواقنا نحو الحجاز تطـلـعت       كحنين مغترب إلى الأوطان

ماذا هناك؟ من ذا يطل من وراء خمسة عشر قرنًا من الزمان؟ من صاحب هذا الوجه المتورد بالنور، المتطلع إلى إنقاذ الوجود من تصحر الجاهلية المسعور؟

لما أطل محمد زكت الربا             واخضر في البستان كل هشيم

نعم مع البعثة كانت الحياة، ومع الوحي أعلن الظمأ بداية السفر عن وجه جزيرة الإسلام، بل عن تضاريس البسيطة في كل مكان، ولو بعد حين.

(محمد) ومن أُحِبّ إذا لم أحب محمدًا صلى الله عليه وسلم. وأي سعادة أرجو إذا لم تحب كل خلية من خلاياي محمدًا صلى الله عليه وسلم، وأي فوز يوازي فوز من يحب محمدًا صلى الله عليه وسلم، وهو القائل: ((أنت مع من أحببت))[رواه الشيخان]. ((وإنما ينفع العبد الحب لله لما يحبه الله من خلقه كالأنبياء والصالحين؛ لكون حبهم يقرّب إلى الله ومحبته، وهؤلاء هم الذين يستحقون محبة الله لهم))[10/610]. ويبقى المحبوب الأعظم هو الله {والَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}؛ لأن من أجله كان ذلك الحب، فلولا تعلق المحبوب الآخر به لما أحبه المؤمن، فلا حب إذن يوازي حبه تعالى.

وحب النبي صلى الله عليه وسلم من حبه تعالى، ولذلك بلغ بالقوم من حبّه ما إذا استعرضنا حبنا له صلى الله عليه وسلم لطأطأنا الرؤوس خجلاً، فهلا أعرتني يا موفق سمعك هنيهات، وقلبك دقائق معدودات، فلعل دمعاتك ترحل في سفن أماقي القوم فتفوز..

قال مالك عن أيوب السختياني رحمه الله: ((كان إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بكى حتى أرحمه))، وكان مالك رحمه الله إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يتغير لونه وينحني حتى يصعب ذلك على جلسائه، فقيل له في ذلك، فقال: لو رأيتم ما رأيت لما أنكرتم عليَّ ما ترون)).

نزف البكاء دموع عينك فاستعر     عينًا لغيرك دمعها مدرار

فيا شوقاه إلى طلعة كالشمس أضاء الله بها الخافقين، وهدانا بها الصراط المستقيم. ولكن هل يكفي هذا التشوق؟

لقد قام في قلوبهم ما قصرت هممنا عن أن تقوم بأقله، وأحيوا في شعورهم ما توارت مشاعرنا دونه.

أيها المحبون: لقد تباعد بنا الزمن وتتابعت الفتن، واشتغل الأكثرون بالحطام، فلنقترب من سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فتلك السعادة والحياة، لنقترب حتى لا تصبح العبادات عادات، يُنْسَى فيها احتساب الأجر من الله تعالى، وتُتْرَك متابعته صلى الله عليه وسلم وتوقيره، ألا فلنسأل عن الواجبات لنعوض ما فات منها، وعن السنن لنحييها، وعن البدعة لنحاربها. هكذا ننصر نبينا، لا بالكلام ولا بالحماسة الطائشة، ولا بالانفعال المؤقت..

سائل نفسك:

سائل نفسك.. هل تصلي كما صلى حبيبك صلى الله عليه وسلم، وهل تحج كما حج، وهل تأكل كما أكل، وهل تشرب كما شرب، وهل تجاهد كما جاهد، وهل تتعامل في مالك كما أمر ونهى؟! هذا ما يخافه الأعداء منكم أيها المسلمون، لقد تعبوا ونصبوا وخططوا ليصرفوكم عن سنة حبيبكم، فهل ستنقضون غزلهم، وتقلبون عليهم ظهر المجن؟

أعجب لقوم تغافلوا عن سنته صلى الله عليه وسلم، ونشطوا في البدعة من أجله كما يدعون، قال: (لا تطروني) فأطروه، ومنع الأعياد غير عيدي الإسلام فاتخذوا مولده عيدًا، ونهاهم عن الحلف بغير الله فحلفوا به، ولو راجع أكثرهم حياتهم لوجدوا فيها اختلافًا كثيرًا عن سنته صلى الله عليه وسلم.

لعمر الله لا يستقيم قلب العبد حقيقة حتى يعظّم السنة ويحتاط لها، ويعمل بها، ويبغض البدعة ويمقتها، ويتمنى الهداية لمن وقع في شراكها؛ لقد قال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم: ((فمن رغب عن سُنّتي فليس مني)) متفق عليه.

كما أن نصرته صلى الله عليه وسلم في البلد الذي أوذي فيه بتلك الرسومات الجائرة في الدانمرك أن نسعى لنوضح صورته الحقيقية عندهم، وأن ندعوهم إلى الدخول في دينه عز وجل. وها مكتب دعوة الجاليات في الأحساء يقوم بطباعة كتاب مترجم باللغة الدانمركية عنوانه (محمد رسول الله)، أرجو أن يكون له أثر كبير في إسلام الدنمركيين أنفسهم؛ لأن هذا الدين عظيم، وإذا ظهرت عظمته لأي إنسان لا يسعه إلا أن يتخذه دينًا له ومنهاجًا.

والأمر بين أيدينا لنسهم بما نستطيع لطباعة أكبر عدد من النسخ لتوزع هناك فتكون النصرة المباشرة للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من خلال زيارة المكتب والتبرع له.

ثم صلوا وسلموا على معلم الناس الخير ومربي البشرية على منهج الله القويم سيدنا ونبينا وقرة أعيننا محمد بن عبد الله كما أمركم الله جل وعلا بذلك فقال سبحانه: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [الأحزاب: 56]، اللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله الطاهرين، وصحبه أجمعين، أخص منهم الخلفاء الراشدين المهديين من بعده؛ أبا بكر وعمر وعثمان وعلي، وعنا معهم برحمتك وفضلك ومنّك يا أكرم الأكرمين.

اللهم انصر دينك وكتابك ونبيك صلى الله عليه وسلم، ورد كيد الكائدين في نحورهم.

اللهم يا عزيز يا حكيم أعز الإسلام والمسلمين وانصر إخواننا المجاهدين وارفع البأس والظلم والجوع عن إخواننا المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم فرّج عن إخواننا المسلمين في كل مكان، اللهم احفظ دماءهم وأعراضهم وأموالهم، اللهم اهدهم إلى دينهم وردهم إليه ردًّا جميلاً، اللهم أعدهم إلى ديارهم أعزة كرماء، وأقر عيونهم برؤية أولادهم وذويهم، واخلف عليهم مصابهم بالأمن والإيمان، يا رحيم يا رحمن.

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا. اللهم آمنا في أوطاننا، وبارك لنا في صحتنا وأرزاقنا، وأصلح ولاة أمورنا، ووفّقهم لإصلاح رعاياهم، اللهم أيدهم بالحق وأيد الحق بهم، واجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، سلمًا لأوليائك حربًا على أعدائك.

اللهم بارك لنا فيما أعطيتنا، وأغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك، وأغننا برحمتك يا حي يا قيوم، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين واجعلنا من أهل جنة النعيم برحمتك يا أرحم الراحمين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



اترك تعليقاً