الخطبة الأولى:

       اللهم لك الحمد على الإيمان، ولك الحمد على الإسلام، ولك الحمد على المعافاة، لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا في قديم أو حديث، أو حاضر أو غائب، لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد على حمدنا إياك، كبت عدونا، وأظهرت أمننا، ومن كل ما سألناك أعطيتنا.

       وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى أصحابه وسلم تسليماً كثيرًا إلى يوم الدين.

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [النساء: 1].

أيها الإخوة المؤمنون:

       تتابعت في الأيام القليلة الأخيرة استشارات عديدة قصصها متقاربة متشابهة، إنها شكوى القلب من الجسد، وخذلان الضعيف من السند، انطلقت من أفواه مكممة بالحياء، مقفلة بالظلم، مقموعة باسم الأبوة.

 في مجتمع مسلم كان يجب أن يصغي إلى مولاه خاشعاً ذليلاً؛ فيستجيب لأوامره ونواهيه، ولا يحكّم العواطف المريضة، ولا يدع لها فرصة الاعتداء على أقرب الناس إليه.

       إنه وأدٌ من نوع آخر، انحرفت فيه المشاعر الأبوية انحرافاً مسيئاً للإنسانية، حتى فاجأنا شاعر هؤلاء بقوله:

أحـب بنيتي وودت أني                  دفـنت بنيتي في قاع لحدِ

وما بي أن تهون علي لكن              مخافة أن تذوق الذل بعدي

  فإن زوجتها رجلافقيـراً            أراها عنده والـهم عندي

وإن زوجتها رجـلاً غـنياً            سيلطم خدهـا ويسبّ جدي

سألـت الله يأخذها قريباً                  ولو كانت أحب الناسعندي

أسمعتم بمثل هذا الجور المغلّف بالحب؟

       أما أنا فقد سمعت من أفواه الضحايا مباشرة، وقرأت ما خطته أناملهن بنفسي، فتفاجأت أن يبقى بيننا من يخالف قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا..}[النساء:19].

       فتاة تقول: إننا حبيسات بيتنا منذ سنوات، فكل فتاة تنهي السادسة الابتدائية تدخل هذا السجن المنزلي، فلا يحق لها أن تزداد علماً، ولا تخرج إلى الحياة، ولا تتزوج، بينما أبونا تزوج أكثر من واحدة!!

       وثانية تصرخ: ماذا يريد مني أبي، كلما طرق الباب خاطب رفضه، حتى قاربت الثلاثين.

       وثالثة تتضرم بشكواها وتقول: إنني وأخواتي سجناء المنزل، لم تدرس منا واحدة، ولم تتزوج، بل صرح والدنا بقوله: لا تحلم أية واحدة منكن أن تدخل على زوج؟!

       ورابعة تهمس بخوف شديد وتقول: لقد كبرت.. أريد الزواج، ولكن أبي يشترط شروطاً من الصعب توفرها في الخاطب، ووالله لو يدري بأنني أقول ذلك لأحد لضربني على وجهي، وقهرني.

       وخامسة تقول: لدى والدي نوع من التسلط والجبروت على البيت ومن فيه، ولا يدري ما فعله فيَّ عندما حرمني ممن خطبني ورفض تزويجي منه. إنه لم يفكر في أبنائه وبناته ماذا سيقولون عنه، وماذا سيقع في خواطرهن وقلوبهن عليه، فهو بتعامله هذا صنع حاجزاً عظيماً بيننا وبينه، وجعلنا ننفر من عنده، ولا نحب لقاءه.

أب لا يعينك أن تبر به بسبب تصرفاته وجفافه وقسوة قلبه، يجعلك تجامله وتنافقه، وتكره أن تبره وتطيعه.

أصًرخ كل ليلة وأبكي كل حين، ولا يعلم حالي إلا الله وحده، الأيام تمر وتمر وأنا لم أبدأ حياتي بعد، متى سوف أبدؤها؟ لا يخفى عليكم زمن الفتن الذي نعيشه والانفتاح؟! انتهى كلامها.

       وأخرى تقول: نحن منكم، نحن بناتكم، ألا تريدون العفاف لنا؟ ألا تريدون سترنا؟

       إن هذه الكلمات تقرع جرس الإنذار في أذني كل أب لا يزال يعيش بلا قلب، وهو يستمتع بحياته الزوجية، ويحرم فلذة كبده من مثلها، ويزج بها بين أيدي الفتن زجًّا ثم يلومها إذا لطخت وجهه بالعار لا قدر الله.

       إنه فتح لباب الشر على مصراعيه، ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: ” إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرضوفساد كبير” [رواه الترمذي 1084 وحسنه الألباني].      

       لقد رصد أحد الباحثين هذا الفساد، وأثبت أن معظم السجينات في بلادنا ارتكبن جرائم عاطفية بسبب المعاملة القاسية في المنزل، والحرمان العاطفي الشديد من الوالدين أو حتى من الزوج. وأن كثيرًا من بنات الأسر المحرومات عاطفياً كن يرغبن في تغيير مناخهن الاجتماعي والأسري المضطرب بالزواج، ولكن وجدن معوقات حرمتهن من الزواج فلجأن إلى الجريمة.

       وتلح عليّ قصة الفتاة التي شهدت لحظة احتضار والدها، فالتفتت إليه وهو يجود بروحه، ويتمنى أن يسمع ممن حوله كلمة طيبة يختم بها حياته وهو مرتاح البال، فإذا بابنته تلتفت إليه وتقول: أبي قل آمين .. فقال: آمين وهو يعالج سكرات الموت، لعلها تستغفر له، فردت عليه الطلب فأمن الثانية والثالثة، فصاحت به: حرمك الله من الجنة كما حرمتني من الزواج.

       أقول: إن هذه القصة أكاد أجزم أنها تكررت عشرات المرات في بيوت الآباء الظلمة، مهما كانت حججهم في عضل بناتهم، هذا سمع دعاء ابنته، وعشرات لم يسمعوا، ولكن الله تعالى سمع.

       إن الأب يرجو أن يبقى له عند أولاده ذكر حسن، ودعوة صالحة، فهل يتوقع من قضى على سعادة ابنته أن تدعو له؟ بل إنها ستتمنى موته حتى تبدأ حياتها!! رضي العاضل أم سخط.

       إن السوي من الناس من يبقى همّ بناته في قلبه حتى يزوّجهن من يرضى دينه وخلقه، ولا يرتاح حتى يُدخِل آخر واحدة على كريم نبيل، بينما تعجب من هذا الصنف الغريب الذي طعن فتياته في قلوبهن حين منعهن من حق الحياة السعيدة.

       حبيبنا صلى الله عليه وسلم يقول: من كان له ثلاث بنات، فصبر عليهن، وأطعمهن، وسقاهن، وكساهن من جدته؛ كن لهحجاباً من النار يوم القيامة. [رواه ابن ماجه 3669 وصححه الألباني]

 وله شاهد ضعيف عند أبي داود بلفظ : من عال ثلاث بنات، فأدبهن،وزوجهن، وأحسن إليهن؛ فله الجنة. ولفظ أحمد: لا يكون لأحد ثلاث بنات، أو ثلاثأخوات، أو بنتان، أو أختان، فيتقي الله فيهن، ويحسن إليهن إلا دخل الجنة. [رواه أحمد وحسنه الألباني].

       الجنة تُعرَض عليه، وهو يُعرِض عنها، أليس العضل من خلائق الجاهلية الأولى؟ يُبقِي الفتاة قليلة الرجاء، ضعيفة الحيلة، كاسفة البال، ضاعت حقوقها بين أبواب الذل والاحتقار، أليس هذا حقا نوع من الوأد؟ {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ} (النحل/58- 59).

       إن عضل ولي البنت موليته وهي حبيسة تحيطها جدر أربعة، لا تتمكن من الاتصال بهيئة حقوق الإنسان، ولا تستطيع أن تصل إلى محكمة، كل ذلك حفاظاً على هيئة والدها وسمعته، ولكن لا بد للمظلوم أن ينفجر، والله العدل يقول: { لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} [النساء: 148].

في موقع وزارة الصحة نشر خبر مفاده: أن ثلاث بنات رفعن دعوى ضد والدهن لاتهامه بعضلهن،وتسببه في عنوستهن، حتى تعدت أصغرهن ستًا وثلاثين سنة، والثانية تسعاً وثلاثين، والثالثة أربعين عاماً. وأمام القاضي في المحكمة العامة بالعاصمة المقدسة سكت (قلب) الأب المسن ليلفظأنفاسه الأخيرة.

       إن عضل الأولياء ليس ظاهرة عامة في بلادنا ولله الحمد والمنة، بل هو شذوذ ينبغي أن يقلع عنه المتورطون فيه، ويتقوا الله في رعيتهم التي استرعاهم الله عليها، ولكن ندرته تزيد من لسعاته على قلوب الفتيات اللاتي يجدن أنفسهن محرومات مما هو متاح لغيرهن، وكل ذلك بسبب واحد فقط: أنهن بنات لهذا الأب القاسي وحسب.

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة          على المرء من وقع الحسام المهند

       نداء من هنا إلى كل أب مسلم أن يراجع نفسه، ويعتذر من بناته، ويتحللهن، قبل أن يودع الحياة غير مأسوف عليه من أقرب الناس إليه، وأن يسعى في تزويجهن كما سعى عمر رضي الله عنه في تزويج ابنته حفصة بعد وفاة زوجها، فعرضها على أبي بكر وعثمان، حتى رزقها الله بخير زوج خلقه الله، صلى الله عليه وسلم.

       لقد أصدر مجلس هيئة كبار العلماء فتوى بأن التحجير وإجبار المرأة على الزواج بمن لا ترضاه ومنعها من الزواج بمن ترغب به ممن استوفى الشروط المعتبرة شرعاً أمرٌ لا يجوز، بل اعتبره من أكبر أنواع الظلم والجور.

       وهذا نداء إلى كل فتاة أن تبادر بطلب رفع الحجر عنها إذا حجرت ظلماً وعدواناً، وأن تعلن قبولها لمن ترضاه من الخاطبين، وإذا عُضلت فعليها أن تسرع برفع دعوى إلى المحكمة، لتقوم المحكمة بنصرتها، وتنقل ولايتها من العاضل إلى الحاكم الشرعي؛ ليزوّجها ممن يرضى دينه وخلقه، ومن يكافئهاحسباً ونسباً وديناً. وقد ذكر أهل العلم رحمهم الله أن الولي إذا امتنع من تزويج موليته بكُفْءٍ رضيته سقطتْ ولايتُه، وانتقلت لمن بعده الأحقّ فالأحق، أو انتقلت إلى السلطان مباشرة؛ لدرء الفتن بين الأقارب؛ لعموم حديث: ((فإن اشتجروا فالسلطان وليّ من لا وليّ له)) أخرجه الترمذي من حديث عائشة رضي الله عنها وصححه الألباني.

 كما قال أهل العلم: إذا تكرّر من الوليّ ردّ الخُطاب من غير سبب صحيح، دخل عليه النقصُ في دينه وإيمانه.

ويقول الشيخ عبد العزيز بن باز: “قد يؤخر بعض الناس تزويج مولياتهم من البنات والأخوات وغيرهن لأغراض غير شرعية، وتأخير زواج المولية لهذه الأغراض من الأمور المحرمة، ومن الظلم للموليات فاتقوا الله فيهن”.

       اللهم وفق كل مؤمن بك أن يخشع لذكرك، ويستجيب لأمرك. عباد الله التائب من الذنب كمن لا ذنب له، توبوا إلى الله واستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الأخرى:

       الحمد لله حمدَ من خافه واتقاه، وأشكره على ما أفاض من نعمه وأولاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا ربّ لنا سواه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله شرع السبيل الواضحة، ودلّ على التجارة الرابحة، صلـى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله المطهرين، وأصحابه المكرَّمين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

       أيها الأحبة في الله:

       عودة مرة أخرى إلى حديث البنات المحرومات، تقول إحداهن: كلما تذكرت والدي المتوفى وأخي الأكبر لا أدري هل أدعو لهما بالمغفرة والرحمة أم أدعو عليهما؛ فكلاهما جشع وطمّاع، فكلما تقدم شاب لخطبتي اشترطا مهراً لا يقدر عليه، حتى تفرق العرسان!

       وتقول الثانية: كلما تقدم لنا خاطب أنا وأخواتي الأربع قال أبي: «حتى يكملن تعليمهن»، وأصبح الناس لا يطرقون باب منزلنا، واقتنعت الأُسر المجاورة لنا بذلك، ومع السنين كبرنا، فمن يرغب في فتيات تجاوزن الثلاثين.. لقد فات القطار.

       وتقول الثالثة: والدي من المتمسكين بالعادات فكلما تقدم عريس لخطبتي يشترط أن يكون من قبيلتنا حتى فاتني قطار الزواج، ولما شعر بأنني تقدمت في السن أرادني أن أتزوج رجلا لديه ثلاث نساء فرفضت، ولما رأيت الوقت قد فات قلت في نفسي: «لقب عانس ولا عذاب آخر»!

       وتروي الرابعة بعيون باكية: سامح الله والدي الذي أجبرني على عدم الزواج؛ طمعاً في راتبي؛ فكلما جاء أحد لخطبتي رفض بحجة أن أقوم برعاية إخوتي الصغار بعد وفاة والدتي. ولكنني اكتشفت مؤخرا أن السبب هو هذا الراتب اللعين الذي بسببه فاتني قطار الزواج وجعلني رقماً في عداد العوانس.

       وعانس خامسة وصلت إلى سن الأربعين ولم تتزوج وكلما أتاها الخطاب يرفض والدها تزويجها حتى أصابها الهم والغم فأصبحت لا تُرى إلا بوجه حزين فأصابها المرض ونقلت إلى المستشفى فقام والدها بزيارتها، فلما رأته قالت له: حرمك الله من الجنة كما حرمتني من الزواج وشهقت فماتت. {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} [التكوير: 8 -9].

       ولا غرابة فإن معظم الأمراض الجسدية وليد الأمراض النفسية، وما سُمي العضل عضلاً إلا لما يؤدي إليه امتناع الأولياء من تزويج مولياتهم من الشدة والحبس والتشديد والتضييق والتأثير المؤلم، بل المؤذي للمرأة في نفسها وحياتها وعيشها.

       إن أرقام العنوسة في ارتفاع، حتى قاربت مليون عانس في بلادنا، بل تزيد في بعض الدراسات، في الوقت الذي تزداد فيه الفتن، وتُعرض فيه الفواحش على شاشات التلفاز والجوال والإنترنت وفي الأسواق وفي المدارس والجامعات وفي كل مكان. مما يجعل الزواج أمنية كل فتى وفتاة صالحين، ودربَ الخلاص من كل ذلك، فكيف نجد في المجتمع من يفكر تفكيراً عكسياً فيقف في وجه سعادة بناته، فيرد الخاطب؛ لأنه فقير، أو لأنه من عائلة لا تناسب، أو لأنه من غير الأسرة وأبناء العمومة، أو لأن الفتاة موظفة، فيحولها إلى مشروع تجاري، يستثمرها مدة حياته، ويلقيها في أتون الهم والحسرات، كلما ازداد عمرها سنة ابتعد عنها الخطاب سنين. حتى تُصاب بالهم والحزن، والكآبة والأمراض النفسية والعضوية، وهي تحن لطفل يناغي على كتفها، وزوج حنون يسترها، فتموت آمالها شيئاً فشيئاً، وعلى يد من؟ على يد من كان مأمولاً منه أن يحقق أمنياتها، ويسعد قلبها!!

       أيها الولي المؤتمن، إن في منع المرأة من تزويجها بالكفْء ثلاثَ جنايات:

·      جنايةَ الولي على نفسه بمعصية الله ورسوله.

·      وجنايةً على المرأة حيث منعها من الكفْء الذي رضيتْه.

·  وجنايةً على الخاطب حيث منعه من حقٍّ أمر الشارع بإعطائه إياه في قوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه)) الترمذي وصححه الألباني.

       فاتقوا الله أيها المسلمون، واتقوا الله أيها الأولياء من بادية وحاضرة، واحذروا من أفعال بعض الجاهلية، من أمورٍ منكرة في دين الله، وأفعالٍ ممقوتة لدى العقلاء، في تقاليدَ باليةٍ ونظرات جاهلية وجفاءٍ في المعاملة وضيقٍ في التفكير. وأدوا أمانتاكم، {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ} [النور:32].

       اللهم ألهمنا حبك، وحب نبيك محمد e، وحب كل عمل يقربنا إليك، وأرشدنا للعمل لهذا الدين ونصـرته، ووفقنا للعمل بما يرضيك، اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليـها ومولاها، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم حرر المسجد الأقصى الشريف، وكن عوناً لأهله على طرد البغاة المعتدين، اللهم انصر إخواننا المجاهدين في كل مكان. اللهم آمنا في أوطاننا، واحفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وبارك لنا في دنيانا التي فيها معاشنا، وآخرتنا التي إليها معادنا، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه، وارزقه البطانة الصالحة التي تعينه على الخير وتدله عليه، واجعله حرباً على أعدائك، سلماً لأوليائك، ووفقه إلى ما تحبه وترضاه، إنك جواد كريم. ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين، برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

       اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهم على الخلفاء الأربعة الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن بقية الآل والصحب أجمعين.