فضائل صلاة الفجر والتحذير من تضييعها

الخطبة الأولى:

الحمد لله الدائم في علاه بصفات الكمال، المتصف بصفات المجد والجلال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

 أما بعد: فأوصيكم – عباد الله- بتقوى الله وطاعته، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [سورة الطلاق: 2- 3].

هنيئًا ـ أيها الأحبة ـ لمن شمله الله بثنائه العطر: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} [التوبة:18]. وعمارة المساجد ليست بالبناء فقط، ولكن بالعبادة والذكر، {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108].

أخا الإيمان: أزفُّ إليك بشرى نبيك – صلى الله عليه وسلم – وهو يقول: “بشّر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة” رواه أبو داود (561) وصححه الألباني.

نور على نور، فمع هذا النور يقول حبيبنا لنا: (من صلَّى البردين دخل الجنة) رواه البخاري (574)، زاد مسلم: “من صلى الفجر والعصر”، الجنة التي قال الله تعالى فيها: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة:17].

وليس هذا فحسب بل هناك ما هو أعلى من ذلك كله، وهو لذة النظر إلى وجه الله الكريم، فقد ثبت في صحيح البخاري عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنا عند النبي – صلى الله عليه وسلم – فنظر إلى القمر ليلة – يعني البدر – فقال: “إنكم ستَرونَ ربَّكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ثم قرأ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} (صحيح البخاري 554) وزاد مسلم يعني العصر والفجر. صحيح مسلم (633).

قال العلماء: (ووجه مناسبة ذكر هاتين الصلاتين عند ذكر الرؤية، أن الصلاة أفضل الطاعات فناسب أن يجازى المحافِظ عليهما بأفضل العطايا، وهو النظر إلى الله تعالى).

وينبغي أن تعلم أخي المسلم، أن إيمان المرء يتمثل فيما يتمثل في النهوض إلى صلاة الفجر حين يستيقظ الإنسان من فراشه الناعم تاركًا لذة النوم وراحة النفس، طلبًا لما عند الله، كما أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – بقوله: “من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبّه على وجهه في نار جهنم) أخرجه مسلم (675)، من حديث جندب بن عبد الله.

إن صاحب النفس الزكية الطاهرة يهب من فراشه ويمسح النوم عن وجهه كما كان يفعل قدوته -صلى الله عليه وسلم- يهبّ مشتاقًا إلى مصلاه، دون تردد ولا تكاسل؛ كما يفعل المنافق الذي يجر رجليه جرًّا إلى المسجد إذا كانت الصلاة في وقت يقظته، {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 142].

وإن بعض الناس اليوم إذا أووا إلى فرشهم للنوم غطّوا في سبات عميق، وضبطوا منبهات النوم على وقت العمل، ولا يدرون ماذا صنعوا بأنفسهم من كبير الإثم، الذي أوصله بعض علمائنا إلى ما هو أعظم من الإثم، يقول الشيخ الراحل عبدالعزيز بن باز – رحمه الله تعالى – : “من غلبه النوم حتى فاته الوقت، فهذا لا يضرّه ذلك، وعليه أن يصلي إذا استيقظ، ولا حرج عليه إذا كان قد غلبه النوم، أو تركها نسيانًا، مع فعل الأسباب التي تعينه على الصلاة في الوقت، وعلى أدائها في الجماعة، مثل تركيب الساعة على الوقت، والنوم مبكرًا. أما الإنسان الذي يتعمد تأخيرها إلى ما بعد الوقت، أو يضبط الساعة إلى ما بعد الوقت حتى لا يقوم في الوقت، فهذا عمل متعمد للترك، وقد أتى منكرًا عظيمًا عند جميع العلماء، ولكن هل يكفر أو لا يكفر؟ فهذا فيه خلاف بين العلماء: إذا كان لم يجحد وجوبها فالجمهور يرون : أنه لا يكفر بذلك كفرًا أكبر.

وذهب جمع من أهل العلم إلى أنه يكفر بذلك كفرًا أكبر يخرجه من الملة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) رواه الإمام مسلم في صحيحه (82).

وقوله صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) رواه الإمام أحمد، والترمذي (2621) وصححه الألباني. بالإضافة إلى أدلة أخرى.

وهو المنقول عن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين؛ لقول التابعي الجليل: عبد الله بن شقيق العقيلي: (لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون شيئًا تركه كفر غير الصلاة).

وأما ترك الصلاة في الجماعة فمنكر لا يجوز، ومن صفات المنافقين. والواجب على المسلم أن يصلي في المسجد في الجماعة، كما ثبت في حديث ابن أم مكتوم – وهو رجل أعمى – أنه قال : (يا رسول الله، ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته، فرخص له، فلما ولى دعاه، فقال: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب) أخرجه مسلم في صحيحه”. [مجموع فتاوى ابن باز الجزء رقم: 10، الصفحة رقم: 375].

إن الصراع الذي يقع في داخل المسلم بين أن يقوم ليصف قدميه بين يدي ربه تعالى، وبين أن يخلد إلى الراحة، دليل على إيمان حي يتحرك، ويحتاج إلى همة إيمانية عالية تجعله يتغلب على الشيطان والهوى، قال عليه الصلاة والسلام فيما أخرجه مسلم: “يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عُقَد، يضرب كل عقدة مكانها، عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقده كلها، فأصبح نشيطًا طيِّب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان”رواه البخاري (1142).

فانظر أخي المسلم كيف تصبح النفس خبيثة إذا نامت عن صلاة الفجر، فهل سيستمر المقصرون منا في تجاهل هذه النصوص العظيمة؟ والله تعالى يقول: { فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4- 5]، لا يعني من لا يصلونها بالكلية؛ لأنه سماهم المصلين، ولا الذين يسهون في صلاتهم؛ لأن ذلك من طبيعة البشر، ولكنه يعني هنا الذين يؤخرونها عن وقتها، وويل وادٍ في جهنم بعيدٌ قعره، لو صُيِّرت فيه جبال الدنيا لذابت من شدة حرارته، نعوذ بالله من ذلك.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآي والذكر الحكيم، أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الأخرى:

الحمد لله وحده، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد: فلنتق الله تعالى في أنفسنا وفي أمتنا؛ إذ كيف نأمل أن ينصرنا الله عز وجل، وأن يرزقنا، وأن يهزم أعداءنا، وأن يمكّن لدينه في الأرض على أيدينا، ونحن في تقصير وتفريط في حق الله. نسمع نداءه كل يوم حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح، الصلاة خير من النوم، فلا نجيب ولا نستجيب، فأيّ بُعد عن الله بعد هذا؟! هل أمنا مكر الله؟! هل يمكن أن يؤمل المفرط في صلاته في توفيق ربه وحفظه، وقد قال الرسول – صلى الله عليه وسلم -: “لا تتركِ الصَّلاةَ مُتعمِّدًا، فإنَّهُ مَن تركَ الصَّلاةَ مُتعمِّدًا فقد برِئتْ منهُ ذِمَّةُ اللهِ ورسولِهِ” [مسند أحمد (22128) وقال الألباني: صحيح لغيره].

 وهل نسينا وقوفنا بين يدي الله؟ {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ}[الأنعام:94].

لقد غضب الرسول – صلى الله عليه وسلم – حين رأى من يتخلف عن صلاة الفجر والعشاء، حتى قال: “أثقلُ الصلاةِ على المنافقينَ صلاةُ العشاءِ وصلاةُ الفجرِ ولو يعلمونَ ما فيهما لأَتَوْهُما ولو حَبْوًا ولقد هممتُ أن آمُرَ بالصلاةِ فتُقامَ ثم آمُرَ رجلاً يُصلِّي بالناسِ ثم أنطلقُ معي برجالٍ معهم حُزَمٌ من حطبٍ إلى قومٍ لا يَشهدونَ الصلاةَ فأحْرِقُ عليهم بيوتَهم بالنارِ”. صحيح مسلم (651).

لقد فرحت بيوت الله تعالى بكم أيها المؤمنون في شهر رمضان، وأنتم تملئون الصفوف في صلاتي الفجر والعشاء، بل وفي غيرهما، وحزنت لما رأت بعض المصلين قد عاد إلى الصلاة في بيته، مؤثرا الراحة أو عمل الدنيا ومتعتها على رضا الله تعالى وفضله… يا ترى أين ذهب أولئك المصلون؟ ولماذا غابت وجوههم النيرة وراء الملاحف وفوق الوسائد؟ ولو قيل لأحدهم: إن عملك يدعوك قبل الفجر بساعة لأعد نفسه واستعد وأخذ بالأسباب حتى يستيقظ في الوقت المحدد، بل لو أراد أحدنا أن يسافر قبل أذان الفجر لاحتاط لنفسه وأوصى أهله أن يوقظوه، فلماذا لا نصنع هذا من أجل صلاة الفجر؟!

فليتق الله امرؤ عرف الحق فلم يتبعه، فإذا سمعت أذان الفجر، يدوي في أفواه الموحدين فانهض بشجاعة إلى المسجد، وكن من الذين يخافون يومًا تتقلب فيه القلوب والأبصار، قبل: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الزمر:56-58].

وبادر بركعتين تسبق بهما فريضة الفجر، هما من أجلُّ السنن الراتبة وأعظمها عند الله تعالى، لم يتركهما رسولنا – صلى الله عليه وسلم – في حضر ولا سفر، قال عنهما فيما رواه الإمام مسلم: “ركعتا الفجرِ خيرٌ من الدنيا وما فيها” صحيح مسلم (725).

ليت شعري فكيف بفريضتها؟ كيف يكون أجرها؟!

ولعل سائلا يسأل: وما الوسائل المعينة على أداء هذه الفريضة العظيمة؟

فأقول: إن أولها أن تنوي الخير لنفسك، وتعزم العزم الذي لا يتزحزح أن تقوم للصلاة كل يوم إيمانًا واحتسابًا، لا رياء ولا سمعة، فإذا فعلت ذلك فأبشر بالخير والسعة والعون من الله تعالى.

ومما يعين على ذلك: الابتعاد عن السهر والتبكير بالنوم، والاستعانة بمن يوقظك عند الصلاة من أب أو أم أو أخ أو أخت أو زوجة أو جار أو منبّه، والحرص على الطهارة وقراءة الأوراد النبوية قبل النوم، فإن من فعل ذلك حبًّا في لقاء الله تعالى في فريضة قال الله تعالى فيها: {وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78] أعانه الله تعالى، وقد لا يحتاج حتى إلى منبّه.

أخي .. بادر إلى الصلاة وأجب داعي الله،  {وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء}[الأحقاف:32].

بادر إلى صلاة أنت فيها مع أول ضوء للصبح في موعده اليومي؛ حيث تطلق كل غرف العمليات المرتبطة بالضوءفي جسدك، وتنهي سيطرة الجهاز العصبي غير الإرادي “غير الودي” المهدئ ليلاً، لينطلق الجهاز الإرادي “الودي” المنشط نهارًا، وبذلك تستعد لاستثمار الطاقة التي في داخلك، يمتلأ الجو حين الفجر بأعلى نسبة من غاز الأوزون، وتقل تدريجيًّا حتى تضمحل عند طلوع الشمس، ولهذا الغاز تأثيرات مفيدة على الجهاز العصبي والمشاعر النفسية، كما أنه ينشط العمل الفكري والعضلي.

“إن للصلاة إيقاعًا في الحس عند مطلع الفجر، وندواته، وهدوءه، ونبضه بالحركة، وتنفسه بالحياة، {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} [التكوير: 18] ما يجعل المسلم الملتزم بتعاليم الإسلام إنسانًا متميزًا، فهو يستيقظ مبكرًا ويستقبل يومه بجد ونشاط، يباشر أعماله في الساعات الأولى من النهار حيث تكون إمكاناته الذهنية والعضلية والنفسية على مستوى، مما يؤدي إلى حصول البركات ومضاعفة الإنتاج، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي دعا لأمته قائلاً: (اللهم بارك لأمتي في بكورها)  رواه أبو داود (2608) وصححه الألباني.

ألهمني الله وإياك البرّ والرشاد، ووفقنا للخير والسداد وسلك بنا وبك طريق الأخيار الأبرار.

كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا صلَّى الفجرَ لم يقمْ من مجلسِه حتى تُمكِنَه الصَّلاةُ، فعن أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ، ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ. رواه الترمذي (586) وحسنه الألباني.

وأخيراً تذكر قول ربك:  {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}  [ق:37].

اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين وانصر عبادك الموحدين، لا تبلغ أهل الفساد بكل أشكالهم وأغراضهم ما يريدون، وردّ كيدهم في نحورهم، اللهم احفظ على هذه البلاد خاصة وبلاد المسلمين عامة الأمن والاستقرار والطمأنينة والاستقامة، اللهم احفظ هذه البلاد رائدة بدينها وتحكيم شريعة الإسلام، واجعلها سلمًا لأوليائك، حربًا على أعدائك، اللهم انصر بها دينك وكتابك وعبادك الصالحين.

اللهم أرنا في اليهود وأعوانهم من الصليبيين عجائب قدرتك، اللهم املأ قلوبهم خوفًا وذعرًا كما أخافوا إخواننا في العراق وفي فلسطين وفي كل مكان، اللهم شتّت شملهم، وفرّق صفوفهم، واشدد وطأتك عليهم، بعزتك يا عزيز يا قوي يا متين.

اللهم أعن أولياء أمورنا للعمل بما يرضيك، وارزقهم البطانة الصالحة التي تعينهم على الحق وتدلهم عليه.

 

اللهم فرِّج همّ المهمومين ونفِّس كرب المكروبين، واقضِ الدَّيْن عن المدينين، وارحم موتانا وموتى المسلمين، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



اترك تعليقاً