هل حججت كحاتم الأصم؟!

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد فيا عباد الله..

أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله وطاعته، استجابة لقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } [الحشر: 18] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [الأحزاب: 70- 71].

أيها الأحبة في الله.. ها هي ذي مواسم الخيرات تنفحنا نسماتها، وتطوف بقلوبنا روائحها، تنادي في أهل الإيمان أشواقهم إلى مواطن الثواب، وتبعث في أرواحهم همم العلماء العباد، مواسم أقسم الله بلياليها وأيامها تعظيما لشأنها ؛ فقال عز وجل: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ }، حدث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((العشر عشر الأضحى، والوتر يوم عرفة، والشفع يوم النحر)) حديث صحيح على شرط مسلم.

أيام لا تفضلها أيام غيرها أبداً، كيف لا وقد روى البخاري في صحيحه عن ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ((مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ، قَالُوا: وَلَا الْجِهَادُ؟ قَالَ: وَلَا الْجِهَادُ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ)).

أيها المسلم الصالح إنك إذا أدركت هذه الأيام فقد وُهبت نعمة جليلة من الله بها عليك، إذ بلغك شرف هذا الزمان، ويلغك العلم بشرفه، فما بقي لك إلا أن تشكر الله تعالى عليها شكراً قولياً وشكراً عملياً، فتحيي أيامها بالصيام، ولياليها بالقيام، وسائر أزمانها بالذكر والدعاء وصلة الأرحام والصدقة.

طوبى للحاج الذي لا يغفل عن الذكر والشكر، والإلحاح بالدعاء والتلبية باكياً على ما كان من الذنوب والآثام، سائلاً المولى العزيز العون على طاعته، رافعاً إلى مولاه كل حاجاته؛ ليستأنف بعد حجه حياة جديدة مليئة بالنور والخيرات.

       وطوبى لمن شارك الحجاج أيامهم بصيامها وقيامها، والإكثار من الذكر والدعاء فيها، متعرضاً لنفحات الله تعالى فيه، فإن الله جواد كريم، لا يرد من سأله خيراً.

أيها الإخوة المسلمون:

    ويتتابع الفضل، ويحل العيد ويتسابق المسلمون لأداء أفضل عمل فيه وهو إنهار دم الأضاحي؛ لأن ذبحها أفضل من التصدق بثمنها؛ فهي سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن مقاصد الأضاحي إظهار شعائر الله، وإطعام المساكين، ولاسيما اللحم الذي يشتهيه المساكين سائر العام، ولكن يعسر على أكثرهم شراؤه، وفي بلدان كثيرة من أمة الإسلام من لا يذوق اللحم إلا نادراً، بل ربما لم يجدوا ما يسد جوعتهم، وهناك من الهيئات الإسلامية الموثوقة في بلادنا ولله الحمد من يقوم بالتوكل عن المضحي هناك فيذبح عنه ويطعم، وفي هذا مع أجر الإطعام أجر إظهار الشعيرة بينهم، وتأكيد انتمائهم لدينهم، وارتباطهم بإخوانهم المسلمين، وتحصين لهم من إرساليات الديانات الأخرى، التي تستغل فقرهم وحاجتهم، وهذه المشاركة ظاهرة النفع ولن تؤثر في الغالب على ظهور الشعيرة في بلدان المسلمين الغنية لكثرة الأضاحي فيها. على أني أخص من ليس لديه سوى أضحية واحدة بأن يذبحها في بلده، وأما من لديه أكثر من ذلك، فليجعل لإخوانه الفقراء في بلاد الله الأخرى نصيبًا.

أخي الحاج: لعلي أدركك هذا اليوم قبيل أن تحج فأقول لك: إن من البركة في حياة المسلم أن يتعدى نفعه إلى الآخرين، فيكون حقلاً مثمراً يقيل فيه الضاحون، وغيمة كريمة يُغاث بها الملهوفون، ومنزلاً رحباً يسكن إليه المحتاجون. تلك هي البركة التي وصف الله تعالى بها نبيه عيسى عليه الصلاة والسلام حكاية على لسانه فقال: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ} [مريم: 31]، وأنا اليوم أدعوك أن تبحث عن هذه البركة في حياتك، وأنت تستقبل ضيوف الرحمن، مارّين في ديارك،أو وأنت معهم في الديار المقدسة، وكأني بك تقول لهم:

                  منزلنا رحب لمن زاره       نحن سواء فيه والطارق

نعم أنت جزء من هذا الوطن الغالي الذي يتشرف بخدمة الحجيج، والسهر على راحتهم، فلا تقل: ليس في قدرتي أن أخدمهم بشيء، فإن تستطيع الكثير:

          ومن عرف المحامد جدَّ فيها          وحَنَّ إلى المحامد باحتيــاله

          ولم يستغلِ محمــدة بمالٍ           ولو أضحت تحيط بكل  ماله

    {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} [سورة الحج: 27 – 28]، بارك الله لي ولكم في القرآن، ونفعني وإياكم بما فيه من الآي والبيان. أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه وتوبوا إليه.

 

 

الخطبة الأخرى: قبيل الحج:

الحمد لله رب السموات والأرض، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبدالله ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد: فقد شدتني ثلاث قصص وموقف متصلة بالحج، فأحببت أن أوردها على مسامعكم الطيبة:

أما القصة الأولى فهي لحاتم الأصم، وكان رجلاً كثير العيال قليل المال، ولكنه كان حسن التوكل شديد الاجتهاد في الطاعات.

جلس ذات ليلة يتحدث مع أصحابه فتعرضّوا لذكر الحج، فداخل الشوق قلبه، فدخل على أولاده وجلس معهم يحدثهم، فقال لهم: “لو أذنتم لأبيكم أن يذهب إلى بيت ربه في هذا العام حاجاً، ويدعو لكم، ماذا عليكم لو فعلتم؟”.

فقالت زوجته وأولاده: “أنت على هذه الحالة لا تملك شيئاً، ونحن على ما ترى من الفاقة، فكيف تريد ذلك ونحن بهذه الحالة؟”.

وكان له ابنة صغيرة فقالت: “ماذا عليكم لو أذنتم له، ولا يهمكم ذلك، دعوه يذهب حيث شاء فإنه مناول الرزق، وليس برازق”.

فقالوا: “صدقت والله هذه الصغيرة يا أبانا، انطلق حيث أحببت”.

فقام من وقته وساعته وأحرم بالحج، وخرج مسافراً، فأصبح أهل بيته يدخل عليهم جيرانهم يوبخونهم، كيف أذنوا له بالحج، وتأسف على فراقه أصحابه وجيرانه، فجعل أولاده يلومون تلك الصغيرة، ويقولون: “لو سكت ما تكلمنا”.

فرفعت الصغيرة طرفها إلى السماء وقالت: “إلهي وسيدي ومولاي عوّدت القوم بفضلك، وأنك لا تضيعهم، فلا تخيبهم ولا تخجلني معهم”.

فبينما هم على هذه الحالة إذ خرج أمير البلدة متصيداً فانقطع عن عسكره وأصحابه وأصابه عطش شديد، فاجتاز بيت الرجل الصالح حاتم الأصم فاستسقى منهم ماء، وقرع الباب فقالوا: “من أنت؟”. قال: “الأمير.. ببابكم يستسقيكم”.

فرفعت زوجة حاتم رأسها إلى السماء، وقالت: “إلهي وسيدي سبحانك، البارحة بتنا جياعاً، واليوم يقف الأمير على بابنا يستسقينا”.

ثم إنها أخذت وعاءً جديداً وملأته ماء، وقالت للمتناول منها: “اعذرونا”.

فأخذ الأمير الوعاء وشرب منه فاستطاب الشرب من ذلك الماء، فقال: “هذه الدار لأمير”.

فقيل: “لا والله، بل لعبد من عباد الله الصالحين عُرف بحاتم الأصم”.

فقال الأمير: “لقد سمعتُ به”.

فقال الوزير: “يا سيدي لقد سمعت أنه البارحة أحرم بالحج وسافر ولم يخلف لعياله شيئاً، وأخبرت أنهم باتوا جياعاً”.

فقال الأمير: “ونحن أيضاً قد ثقلنا عليهم اليوم، وليس من المروءة أن يثقل مثلنا على مثلهم”.

ثم حلّ الأمير منطقته (حزامه) من وسطه ورمى بها في الدار، ثم قال لأصحابه: “من أحبني فليلقِ منطقته”.

فحل جميع أصحابه مناطقهم ورموا بها إليهم ثم انصرفوا.

فقال الوزير لأبناء حاتم: “السلام عليكم أهل البيت لآتينكم الساعة بثمن هذه المناطق”.

فلما نزل الأمير رجع إليهم الوزير، ودفع إليهم ثمن المناطق مالاً جزيلاً، واستردها منهم. فلما رأت الصبية الصغيرة ذلك بكت بكاءً شديداً فقالوا لها: “ما هذا البكاء إنما يجب إن تفرحي، فإن الله وسع علينا”.

فقالت: “يا أم، والله إنما بكائي كيف بتنا البارحة جياعاً، فنظر إلينا مخلوق نظرة واحدة، فأغنانا بعد فقرنا، فالكريم الخالق إذا نظر إلينا لا يكلنا إلى أحد طرفة عين، اللهم انظر إلى أبينا ودبره بأحسن تدبير”.

هذا ما كان من أمرهم، وأما ما كان من أمر حاتم أبيهم فإنه لما خرج محرماً، ولحق بالقوم توجع أمير الركب، فطلبوا له طبيباً فلم يجدوا، فقال: “هل من عبد صالح؟!”

فدلَّ على حاتم، فلما دخل عليه وكلمه دعا له فعُوفي الأمير من وقته، فأمر له بما يركب، وما يأكل، وما يشرب، فنام تلك الليلة مفكراً في أمر عياله.

فقيل له في منامه: “يا حاتم من أصلح معاملته أصلحنا معاملتنا معه”، ثم أخبر بما كان من أمر عياله، فأكثر الثناء على الله تعالى.

وبعد أن قضى حجه ورجع تلقاه أولاده، فعانق الصبية الصغيرة، وبكى ثم قال: “صغار قوم كبار قوم آخرين، وإن الله لا ينظر إلى أكبركم، ولكن ينظر إلى أعرفكم به، فعليكم بمعرفته والاتكال عليه، فإنه من توكل على الله فهو حسبه”.

صدقت الصغيرة فصدقها الله..

كان هذا ثمرة اجتهاد حاتم الأصم ورغبته الأكيدة في الحج، والتي لم يقف أمامها ضيق الحال وقصر المئونة، نجد الكثير من تلك المواقف العجيبة في صفحات الماضي وطياته، كما نجدها كذلك في جنبات الحاضر، فكم من أناس سعوا جاهدين مجتهدين لأداء تلك الفريضة، وتغلبوا على جميع ما واجهوه من مشاقّ وصعاب، وقد رأيت عجباً من أحد الشباب، طار قلبه شوقاً إلى الحج هذا العام، ولا يجد إلا جزءاً من المبلغ الذي تطلبه الحملة، فحدثني بالهاتف عن حاله لأجد له حلاً، وكان إلى جواري أحد المحسنين، فسمعني دون قصد مني ولا معرفة منه، فقال على الفور: قل له إني سأتكفل بالباقي، وما هو إلا أن طلبت منه أن يقابلني، فلما سلمته المبلغ فاضت عيناه بالدموع فرحاً وشوقاً وربما حياءً، ولكنه فاجأني، بأنه وجد حملة ستكتفي بالمبلغ الذي كان عنده، وأتى بالمبلغ الإضافي كما هو في لفافته الورقية، فقلت له: تَمَوّن بمالك، وحُجّ بهذا المال، فتردد، ولكنه قال كلمة: أظنها كما قال، أحسب صاحبه كذلك، ولا أزكي على الله أحداً، لعل الله قد رأى صدق صاحبك، فجعل الحجة كلها من المال الذي أهداه لي.

وأما القصة الثانية فلصديق لي في جهة خيرية، تكفل حجاج الخارج، ممن لا يستطيعون الحج بأموالهم، يقول: امرأة رومانية كبيرة في السن كفل لها حجتها أحد المحسنين، فلم تصدق الخبر، وعاشت مثل الحلم الجميل، والشوق يدبّ في عروقها، ويهيج فؤادها، حتى كأنه سيطير من قفصها الصدري، ركبت الطائرة وهي تتطلع إلى أنوار الحرم، وما إن رأت أنوار المطار، حتى فزَّ قلبها، هبطت من الطائرة وسط بكاء الحاجات والحجاج، وهو يلبون ويشكرون الله الذي سخّر لهم هؤلاء المحسنين، فحققوا لهم أمنية عزيزة على قلوبهم، وما إن ابتعدت قليلاً عن سُلم الطائرة حتى سجدت لله شكراً، وطال سجودها، وطال انتظار رفقتها لها، اقتربوا منها ينادونها، ولكنها لا ترد، فاندهشوا لحالها، حركوها فإذا هي قد فارقت الحياة. رحمها الله تعالى.

لقد حار المنظّمون للرحلة فيمن يخبر أهلها بالأمر، ولكن لا بد من ذلك، وخافوا أن يكونوا قد قصروا معها في شيء، فاتصلوا، وتلطفوا ليوصلوا الخبر برقة، ولكنها اندهشوا أكثر، حين سمعوا التكبير يملأ أرجاء منزلهم هناك في شرق أوربا، وبدأت الأسئلة العجيبة تنهمر، هل ستسمح السلطات السعودية بالصلاة عليها في الحرم؟ هل يمكن لمثلها أن تنال شرف الصلاة عليها في بيت الله؟ وحين أجيبوا بنعم كبروا وفرحوا فرحاً عظيماً، وطلبوا منهم أن يدفنوها بمكة المكرمة، ولم يزل أهلها سعداء بوفاتها في هذه البلاد وهذا الوضع حتى عادوا إلى ديارهم غابطين لها على خاتمتها الطيبة.

وأما القصة الثالثة فلإحدى الحاجات السعوديات أتركها تقولها بلسانها: “كنت في الحرم المكي فإذا بمن يطرق على كتفي..  حاجة بلكنة أعجمية التفت فإذا امرأة متوسطة السن غلب على ظني أنها تركية سلمت عليّ.. ووقعت في قلبي محبتها!.. وتحاول استجماع كلماتها أشارت إلى المصحف الذي كنت أحمله، قالت بعربية مكسرة ولكنها مفهومة ( إنت تقرأ في قرآن) قلت: نعم ! وإذا بالمرأة يحمر وجهها، اغرورقت عيناها بالدموع، اقتربت منها.. وقد هالني منظرها بدأت في البكاء!! والله إنها لتبكي كأن مصيبة حلت بها قلت لها: ما بك؟  قالت بصوت مخنوق حسبت أنها ستموت بين يدي، قالت وهي تنظر إلي نظرة عجيبة.. وكأنها خجلانة ! قالت: أنا ما أقرأ قرآن ! قلت لها: لماذا ؟؟ قالت: لا أستطيع…. ومع انتهاء حرف العين.. انفجرت باكية ظللت أربت على كتفيها وأهدئ من روعها “أنت الآن في بيت الله، اسأليه أن يعلمك.. إسأليه أن يعينك على قراءة القرآن، كفكفت دموعها وفي مشهد لن أنساه ما حييت رفعت المرأة يديها تدعو الله قائلة: “اللهم افتح ذهني.. اللهم افتح ذهني أقرأ قرآن.. اللهم افتح ذهني أقرأ قرآن” قالت لي: أنا هموت وما قرأت قرآن.. قلت لها: لا… إن شاء الله سوف تقرأينه كاملاً وتختميه مرات ومرات قبل أن تموتي.

       سألتها: هل تقرأين الفاتحة؟ قالت: نعم.. الحمد لله رب العالمين “الفاتحة”، وجلست تعدد صغار السور، وعلمت أنها بذلت محاولات مضنية لتتعلم قراءة القرآن الكريم، ولكن الأمر شاق عليها إلى حد بعيد. قالت لي: إذا أنا مت وأنا ما قرأت القرآن.. هل أنا في النار!! استطردت: أنا أسمع الشريط.. دائماً.. ولكن لا بد من التلاوة !! هذا كلام الله…. كلام الله العظيم! ولم أتمالك نفسي من البكاء ! امرأة أعجمية.. تخشى أن تلقى الله ولم تقرأ كتابه.. منتهى أملها في الحياة أن تختم القرآن ضاقت عليها الأرض بما رحبت وضاقت عليها نفسها؛ لأنها لا تستطيع تلاوة كتاب الله.. فما بالنا؟! ما بالنا قد هجرناه؟! ما بالنا قد أوتيناه فنسيناه؟!

الحكايات جنود من جند الله، يثبّت الله بها الذين آمنوا.

اللهم ثبتنا على الإيمان بك والتوكل عليك.

       اللهم يا عزيز يا حكيم أعز الإسلام والمسلمين وانصر إخواننا المجاهدين وارفع البأس والظلم والجوع عن إخواننا المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح ولاة أمورنا، ووفقهم لإصلاح رعاياهم، اللهم أيدهم بالحق وأيد الحق بهم، واجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، سلماً لأوليائك حرباً على أعدائك.

       اللهم فك أسر المأسورين، واقض الدين عن المدينين، واهد ضال المسلمين، وهيئ لأمة الإسلام أمراً رشداً يعز فيه أهل  طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر.

       اللهم بارك لنا فيما أعطيتنا، وأغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك، وأغننا برحمتك يا حي يا قيوم، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين واجعلنا من أهل جنة النعيم برحمتك يا أرحم الراحمين .

 

       اللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله الطاهرين، وصحبه أجمعين.



اترك تعليقاً